حصاد اليوم- الحزب “يرقّع” الخلاف بين ميقاتي وسليم وجعجع يرفض مسبقًا دعوة بري المبطّنة للحوار
التصعيد المستمر في الجنوب واكبته اليوم محاولات للتهدئة على الجبهات الداخلية. فقد نجح “حزب الله”، وإن مرحليًا، من خلال وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، في التوصل الى وقف لإطلاق النار بين السراي واليرزة، على أمل أن يواصل مساعيه وصولًا الى تحقيق هدنة، أو ربما اتفاق سلام، بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم، وإن كان هذا الأمل ضعيفًا أو ربما معدومًا طالما لم يقتنع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بالإقلاع عن “لعبة التعطيل الممنهج” التي يمارسها.
فقد تمكن الوزير مرتضى من “ترقيع” الخلاف بين ميقاتي وسليم بزيارة اصطحب خلالها الاخير الى السراي اليوم حيث اجتمعا مع الرئيس ميقاتي. وجاء الاجتماع بناء لطلب مرتضى الذي اصطحب معه سليم الذي أوضح موقفه وعبّر عن أسفه لسوء التفاهم الذي حصل سابقا، مؤكدا احترامه الاكيد والدائم لمقام رئاسة مجلس الوزراء وتقديره للرئيس ميقاتي وموقعه. وتم البحث في الاوضاع العامة لا سيما الوضع جنوبا ووجوب التعاون ببن الجميع على تحصين الوضع الداخلي وعلى انتظام عمل المؤسسة العسكرية وفقا للقوانين والانظمة والأعراف.
التعيينات قيد التداول
بعد الاجتماع أدلى سليم بتصريح قال فيه: “تداولنا في اللقاء في شؤون مؤسسات وزارة الدفاع الوطني، وكل ما يتعلق بأوضاعها، لا سيما موضوع الشواغر في بعض المواقع العسكرية. تناقشنا انا ودولة الرئيس في بعض التفاصيل واتفقنا على أن هذا المسار سيستمر لمعالجة كل ما من شأنه ان يحصّن المؤسسة العسكرية، وأن يصب في خدمة الوطن وسلامته، وأن يقوم الجيش بلعب دوره كما هو على الدوام”.
وردًا على سؤال عما إذا كان سيحضر جلسة للحكومة لتعيين رئيس الأركان، اجاب: “المقاربة وللأسف في الإعلام تكون دائما مبتورة. القصة ليست قصة رئيس اركان. وزارة الدفاع الوطني تضم اربع مؤسسات رئيسية ومؤسسة الجيش واحدة منها وهي المؤسسة الأم والكبرى، وهناك مؤسستان شاغرتان أيضا هما المديرية العامة للإدارة والمفتشية العامة. فرئيس الأركان عندما يطرح موضوعه يطرح بشكل مبتور بالنسبة لحالة الشغور في المؤسسات العسكرية، وهذا موضوع كنت بادرت لمعالجته منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ولكن مرت أمور عديدة، جعلت الظروف لا تسمح باكتماله. هذا الموضوع لا يزال قيد التداول والنقاش، وكل الحلول لن تكون إلا وفقا للدستور وقانون الدفاع الوطني بطبيعة الحال.
ميقاتي متمسّك بصلاحياته
وكان ميقاتي زار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، وقال بعد اللقاء: “حاولت في كل هذه المرحلة جاهدا ان اكون بعيدا عن أي سجال اعلامي، ولا أريد أن أدخل بأي سجال حول هذا الموضوع لأن العبر هي في خواتيمها والخواتيم لغاية الآن جيدة، وسأظل على مبدئي بعدم الدخول في اي سجال اعلامي مع احد على رغم كل ما يقال. ولقد قلت وأكرر بأن هناك أمرا يتعلق بصلاحيات رئيس الوزراء ومقامه ولا أقبل ان يتعرض أحد له بأي شكل من الأشكال”.
لا لطاولة الحوار
من جهته، شدد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على أن لبنان ” كان أمام إمتحان خطر في الأسبوع الماضي، كاد يؤدي إلى إنزلاق غير محسوب النتائج، ولكن حمدالله نجح بعدم السقوط فيه، نتيجة جهود بُذلت داخل المجلس النيابي فجنّبته الفراغ على مستوى قيادة المؤسسة العسكرية، كما أعادت الثقة بدورها الرئيسي في حماية سيادة لبنان واستقلاله”. وتمنى جعجع “لو ينسحب الجوّ البرلماني البنّاء الذي اتاح التمديد لقائد الجيش الجمعة الماضي على إنتخابات رئاسة الجمهوريّة، وتتحول هذه الخطوة الإيجابيّة قوة دفع تعيد إلتئام المجلس النيابي بدورات مفتوحة، تسفر عن إنتخاب رئيسٍ فعليّ للبلاد يتمتّع بقدرة على إعادة بث الروح في المؤسسات والأمل في نفوس اللبنانيين”.
كما صدر عن جعجع بيان أكد فيه أنه “إذا كان الرئيس نبيه بري يريد الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية عن طريق التوافق فنحن على أتمّ الاستعداد لذلك، ولكنّ التوافق يكون على غرار ما حصل في موضوع تمديد سن التقاعد لقائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي، ولا يكون إلّا من خلال الاتّصالات الجانبيّة الهادئة، وليس عبر طاولة حوار إستعراضيّة شهدنا الكثير منها في السنوات الـ15 الأخيرة والتي لم تؤتِ يومًا بثمرة واحدة”.
للإسراع في ملء الشغور
من جهتها، رأت كتلة “الوفاء للمقاومة” ان “معالجة أوضاع البلاد ورعاية مصالح المواطنين تتطلبان جهودا حكومية ونيابية جادة ومخلصة ومنتظمة. وإذا كان الشغور الرئاسي يشكل ثغرة أساسية كبرى في الانتظام العام وبنية الدولة، فإن الواجب الوطني يقضي بالإسراع في ملء هذا الشغور من جهة، وبعدم التفريط ببقية مداميك الدولة”. واعتبرت الكتلة “أن انعقاد جلسة التشريع النيابية مؤخرا دليل إضافي على أهمية التفاهم لإنجاز انتخابات الرئيس وتسيير أعمال البلاد والتعاون الدائم للعمل بموجب الدستور وعدم تعطيل مواده تحت أي ذريعة”.
قصف وغارات جنوبًا
في التطورات الميدانية، لم يكد ينتهي الليل الجنوبي الساخن حتى تجدّد القصف صباح اليوم، مستهدفا المنازل ومسقطا ضحايا ومتسببا بدمار. فقد استهدفت المدفعية الاسرائيلية الاحياء السكنية في بلدة مارون الراس بالقصف المدفعي، واصيب منزل المواطن ماجد مهنا اصابة مباشرة، مما ادى الى استشهاد زوجته نهاد موسى مهنا واصابته بجروح وهما في العقد الثامن من العمر. كما تعرضت اطراف الناقورة لقصف مدفعي اسرائيلي ودوّت صافرات الإنذار في مقر “اليونيفل”. واستهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي بركة كفرشوبا على طريق شبعا. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على أطراف الخيام في المنطقة الواقعة بين الماري والخريبة. وظهرا، تعرضت اطراف بلدتي مارون الراس ويارون لقصف مدفعي متقطع، كما طاول القصف المعادي محيط حديقة مارون الراس. وأغارت الطائرات الحربية صباحا بثلاثة صواريخ “جو-أرض” على منزل خالٍ في بلدة كفركلا. كما استهدف القصفٌ المدفعي الإسرائيلي اطراف بلدتي مارون الراس وعيترون واطراف بلدات يارون وعيتا الشعب.
عمليات “الحزب”
في المقابل، اعلن “حزب الله” أنه استهدف “دوفيف” و”أفيفيم” بالأسلحة المناسبة موقعًا إصابات مؤكدة رداً على إعتداءات العدو على القرى والمنازل المدنية. كما استهدف مراكز تجمع لجنود الاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وشن هجوماً جوياً بثلاث مسيرات إنقضاضية دفعةً واحدة على تجمعات العدو المستحدثة خلف مواقعه في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وأصابت أهدافها بدقة. واعلن انه اسهدف أيضًا نقطة الجرداح بالاسلحة المناسبة.
خطة أمنية للأعياد
وعشية الاعياد، أكّد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، أنّ “القوى الأمنيّة حاضرة لتأمين الأمن ليلة الميلاد ورأس السنة، وسيكون هناك 462 ضابطًا و6872 عنصرًا و292 دورية”، طالباً من المواطنين التعاون مع القوى الأمنيّة حفاظًا على أمنهم”. وتابع: “أنتم شركاؤنا في حفظ الأمن وأوجّه تحية إلى كل عناصر القوى الأمنيّة وبوجودهم الدولة مستمرّة”. وشدّد بعد ترؤسه مجلس الامن المركزي على أنّ “القوى الأمنية ستكون بالمرصاد لمطلقي النار بطريقة عشوائيّة وسيخضع المخالفون للمحاكمة في القضاء المختص”.