خاص ـ “الحزب” لم يعد يريد خوض معارك باسيل الخاسرة

خاص ـ “الحزب” لم يعد يريد خوض معارك باسيل الخاسرة

الكاتب: شارلي عازار
19 كانون الأول 2023

لا يزال دوي الصفعة التي تلقاها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل يُسمع صداها في أرجاء لبنان مع التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، هذه الصفعة التي عمل باسيل جاهداً لعدم تلقيها، وحاك المؤامرة مع حليفه في ورقة تفاهم مار مخايل “حزب الله”، إلا أن هذه الورقة لم تشفع له ولا لخدّيه الأيسر والأيمن، فأتت ضربة التمديد لتقسم ظهر “التيار الوطني الحر”، ولتظهر رئيسه على حقيقته، وفضحت فعلياً الشعارات التي كان يرفعها “التيار” بدءاً من حرصه المقنّع على الجيش اللبناني ووصولاً بأن التيار يحافظ ويناضل من أجل الدستور، لكن قبة البرلمان، أسقطت القبة الوهمية عن رأس باسيل الذي كما دائماً، يفضل مصالحه الشخصية على مصلحة لبنان.

باسيل لم يسقط وحده، بل أسقط “التيار” معه، واخذه نحو الهاوية كما فعل الرئيس السابق ميشال عون طيلة فترة عهده، وهو أخذ لبنان نحو الانهيار، وأخرجه من المعادلة، واليوم، كذلك فعل باسيل، فأحرق نضال “التيار” من اجل إرضاء هلوساته السياسية ورغابته السلطوية، لكنه لم ينجح بجر حليفه “حزب الله” والاتكال عليه بضرب التمديد.

وفي هذا السياق، ترى أوساط مراقبة أن ما يمكن قراءته ما بعد التمديد للعماد عون هو التالي: لم يستطع باسيل توريط “حزب الله” معه، لأن الحزب بات يعلم جيداً ألاعيب باسيل التي يقوم بها كل فترة، كما ان رفض باسيل والوقوف في وجه ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لا يزال عالقاً في أذهان “الحزب”.

وتعتبر الأوساط المراقبة عبر “beirut 24″، أن باسيل لم يحسبها جيداً هذه المرة، وسقطت كافة رهاناته التي أعدها عندما أراد القيام بحملة لتشويه صورة قائد الجيش، وحاول اسقاط التمديد فقط لأن العماد عون مرشح قوي لرئاسة الجمهورية وأراد باسيل تحييده عن المعركة الرئاسية، إلا أنه لم يستطع وأدرك “حزب الله” أن باسيل يريد استغلال الحزب للإطاحة بقائد الجيش.

وتشير المصادر إلى ان حجم باسيل سياسياً تقلص بشكل كبير، وهذا يعود لعدة أسباب، أهمها طريقة إدارته للملفات السياسة من التمديد مروراً بالاستحقاق الرئاسي، وغيرها من الملفات التي لم يعد باسيل قادرًا على إدارتها مع انتهاء عهد ميشال عون الذي كان السند والداعم الأول لخيارات باسيل السياسية، لكن اليوم تلاشى هذا الدعم بفعل انتهاء العهد، وما كان “حزب الله” مُلزم به مع ميشال عون لم يعد قائماً مع باسيل.

وتتابع الأوساط المراقبة، “حزب الله” لم يعد يريد تسليف باسيل أي مواقف بلا مقابل، ولا يريد مجاراته في الملفات التي تعني باسيل فقط، لأن على صعيد الملف الرئاسي، يدرك “حزب الله” أن باسيل يعمل وفقاً لمصلحته، ويضع مصلحة “حزب الله” جانباً، وزمن خوض المعارك نيابة عن باسيل انتهى وولّى، ولكل موقف ثمن، وهذا ما فعله “حزب الله” في معركة التمديد للعماد عون، حافظ على مسافة مع باسيل، وفي الوقت ذاته حافظ على علاقته بقائد الجيش.