حصاد اليوم- مجلس الوزراء يفتعل أزمة جديدة بردّ 3 قوانين ويتبنّى “وحدة الساحات” بربط التهدئة في الجنوب بغزة
شهدت المنطقة، ومعها لبنان طبعًا، خلال الساعات الماضية التطوّر الأخطر منذ 7 أكتوبر الماضي وما تلاه من حرب على غزة وحروب جانبية مصغّرة، عملًا بنظرية وحدة الساحات. هذا التطور الذي تمثل بضربات أميركية- بريطانية، مدعومة أوروبيًا، استهدفت مواقع للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء وفي محافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، بدا وكأنه مؤشر على إعادة خلط أوراق اللعبة، أو ربما تطبيق لسياسة العصا، بعد أسابيع من محاولة تسويق سياسة الجزرة لدى إيران وأذرعها في المنطقة. وبينما اعتبر حلف “الناتو” أن هذه الضربات دفاعية وتهدف للمحافظة على حرية الملاحة في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم، كان لافتًا إعلان الكرملين أن روسيا حثت الحوثيين مرارًا على وقف الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر.
“وحدة الساحات” رسميًا
أمام هذا التطور الخطير على مستوى المنطقة، يبدو أن المسؤولين اللبنانيين قد تبنوا رسميًا نظرية “وحدة الساحات” الإيرانية، حيث أبلغوا رسميًا جميع الموفدين الغربيين الذين زاروا بيروت مؤخرًا بأنه لا يمكن التوصل الى وقف لإطلاق النار في الجنوب قبل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، ما يشي بتوقع تصاعد حدة المعارك جنوبًا بشكل غير محدد في الأيام المقبلة.
هذا الموقف ابلغه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لجميع الموفدين الدوليين واعلنه في جلسة مجلس الوزراء الصباحية التي سجلت سابقة دستورية جديدة هي كناية عن مصادرة مهمة حصرية لرئيس الجمهورية، برد ثلاثة قوانين أقرها مجلس النواب.
ميقاتي: لا تهدئة
وقال ميقاتي في مستهل مجلس الوزراء “أبلغنا جميع الموفدين أن الحديث عن تهدئة في لبنان فقط أمر غير منطقي، وانطلاقا من عروبتنا ومبادئنا، نطالب بأن يصار في أسرع وقت ممكن الى وقف اطلاق النار في غزة، بالتوازي مع وقف اطلاق نار جدي في لبنان. نحن لا نقبل بأن يكون أخوة لنا يتعرضون للابادة الجماعية والتدمير، ونحن نبحث فقط عن اتفاق خاص مع أحد. وفي السياق ايضا فاننا نحيي مبادرة جنوب إفريقيا برفع دعوى ضدّ إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعيّة، ونتطلّع إلى صدور حكم عادل وعاجل يعكس احترام القيم وحقوق الإنسان، لاسيّما القانون الدّولي الإنساني”.
بريطانيا لتطبيق الـ1701
وسط هذه الاجواء، جال وزير الخارجية في حكومة الظل البريطانية المعارضة دايفيد لامي على المسؤولين اليوم، فزار وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، ثم رئيس الحكومة في السراي، وتم البحث في الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة والجهود الرامية التى تطبيق القرار الدولي الرقم 1701. ايضا، عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري المستجدات السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة خلال إستقباله لامي الذي قال بعد اللقاء: جئت مع رسالة بسيطة هي أننا لا نريد ان نرى التصعيد والعنف في غزة يتمدد، ونتطلع الى حل سياسي لما يحصل والى تطبيق للقرار الأممي رقم 1701 ولتهدئة الأمور بدل التصعيد. وأضاف: انا سعيد أن زيارتي جاءت في اعقاب زيارة الموفد الاميركي، وأملي كبير ان نشهد حلاً لهذه الازمة والى وقف دائم لإطلاق النار في غزة ووقف حمام الدم الحاصل هناك، كما نأمل أن يعود الهدوء الى هذا الجزء المهم من الشرق. وزار لامي ايضا قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه في اليرزة، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد والتطورات على الحدود الجنوبية.
قصف وغارات
في ميدانيات الجنوب، وبعد ليل هادئ نسبياً، تعرضت تلة حمامص وبلدة الضهيرة وخراج بلدة طير حرفا قبل ظهر اليوم لقصف مدفعي اسرائيلي. وحلقت طائرات الاستطلاع من نوع MK فوق القطاعين الغربي والأوسط ، لا سيما فوق الناقورة والضهيرة ويارين وصولا الى عيتا الشعب.
ايضا، اصيب المواطن ياسر مراد بطلق ناري في قدمه مصدره الجيش الاسرائيلي قبالة مستعمرة المطلة وذلك أثناء مروره بسيارته على طريق مقابلة للمستعمرة. وافيد بان دورية للكتيبة الإسبانية في اليونيفل صودف مرورها في المكان، حمت سيارته بآلياتها من رصاص العدو، وسارعت عناصرها الى تقديم الاسعافات الاولية ، لحين وصول الصليب الأحمر اللبناني والجيش .
كما تعرضت بلدتا ميس الجبل وحولا للقصف المدفعي الاسرائيلي. واستهدف الجيش الاسرائيلي منطقة الطراش جنوب غرب ميس الجبل بالقصف المدفعي، ما أدى إلى احتراق منزل كان استهدف سابقا واستهدف مجددا اليوم. كذلك أطلق الجيش الاسرائيلي قذائف مدفعيته على منطقة الشنديبة قرب مستشفى ميس الجبل الحكومي. وسقطت قذائف اسرائيلية على محيط تلة الرويسة ووادي الجمل في اطراف حولا. كما تعرضت اطراف بلدة عيترون لقصف مدفعي متقطع.
وعصرا، أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بأن الطائرات المعادية شنت 3 غارات مستهدفة رأس الناقورة وجبل بلاط بين رامية ومروحين. وتزامن ذلك مع قيام مدفعية العدو بقصف إستهدف اطراف بلدتي الناقورة وحولا.
الحزب يرد
في المقابل، اعلن “حزب الله” انه استهدف “تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع حدب البستان بالأسلحة المناسبة وحقّق فيها إصابات مباشرة”. كمااعلن استهداف موقع المالكية. وبعد الظهر استهدف الحزب موقعي حانيتا والعاصي بالأسلحة، فيما افيد عن دوي صفارات الإنذار في منطقة حانيتا بالجليل الأعلى عند الحدود مع لبنان.
رد 3 قوانين
سياسيا، واثر جلسة مجلس الوزراء، قال وزير الاعلام زياد المكاري “قرر مجلس الوزراء رد ثلاثة قوانين الى مجلس النواب، وهي القانون المتعلق بالهيئة التعليمية في المدارس الخاصة وبتنظيم الموازنة المدرسية، والقانون الرامي إلى إعطاء مساعدة مالية لحساب صندوق التعويضات لأفراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة، والقانون المتعلق بتعديل قانون الإيجارات للأماكن غير السكنية”. وعن ملف التعيينات العسكرية قال: “دولة الرئيس ينتظر جوابا من معالي وزير الدفاع وهناك مهلة لذلك حتى الخامس عشر من كانون الثاني، وبعدها يبنى على الشيء مقتضاه”.
عدوان: نشر القوانين إلزامي
على الاثر، كتب رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان عبر منصة” اكس”: إن الصلاحية المعطاة لرئيس الجمهورية في رد القوانين إلى مجلس النواب لإعادة النظر فيها عملا بالمادة 57 من الدستور تنبثق عن منطوق “اليمين” الذي يقسم عليه بالسهر على أحكام الدستور بصفته التحكيمية المولجة به بموجب المادة 49 كحارس للدستور “يسهر على احترام الدستور”. وهذه الصلاحية لصيقة برئيس الجمهورية، كما أكد قرار المجلس الدستوري رقم 2001/4 حرفيا “الصلاحية المنفردة المحفوظة لرئيس الجمهورية”. وبالتالي لا صلاحية لرئيس مجلس الوزراء ولا لمجلس الوزراء برد القوانين، كما وأن رئيس مجلس الوزراء ملزم بنشر القوانين.
حنكش يذكّر بالساعة
بدوره، كتب عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش عبر منصة “إكس”: “رد الرئيس ميقاتي للقوانين مخالفة دستورية فاضحة وضرب لصلاحيات رئيس الجمهورية ومحاولة للتطبيع في ظل الفراغ الرئاسي”. أضاف: “الرجوع عن الخطأ فضيلة، لا تحرجوا أنفسكم كما حصل في موضوع تغيير الساعة”.
عشاء يتبعه عشوات
رئاسيا، وفي وقت استقبل بري السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، شدد عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حماده على الحاجة الى انتخاب رئيس للجمهورية، معتبرا أن “لا يمكن الاستمرار في منع انعقاد المجلس النيابي ولا الغياب عن الحضور الى المجلس”. وقال: “نحن لم نغب يوما عن المجلس النيابي وكل مرة صوتنا لشخص وتصويتنا لشخص لا يعني أنه عداء للشخص الثاني”. وتحّدث حماده عن الدعوة التي وجّهها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الى العشاء يوم الاثنين، موضحا أن “الدعوة ليست لسليمان فرنجية مرشح الرئاسة انما دعوة لسليمان فرنجية الزعيم الشمالي رئيس تيار المردة”. وأشار الى أن العشاء هو من ضمن الخطوات التي يقوم بها الحزب التقدمي الإشتراكي و”اللقاء الديمقراطي” لحلحلة مجموعة قضايا”. وكشف حماده أن “هناك عشوات أخرى آتية مع فرقاء آخرين”.