حصاد اليوم- الاجتماع المسيحي يستجمع القواسم المشتركة وسلاح الحزب عقبة أساسية أمام “وثيقة بكركي”
كما أنه يشكل العقبة الأساسية أمام قيام الدولة، شكل سلاح “حزب الله” العقبة الأساسية أمام “وثيقة بكركي” التي ناقشها ممثلو الأحزاب المسيحية باستثناء “المردة” بدعوة من سيّد الصرح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في محاولة منه لإخراج البلاد من مأزق الشغور الرائاسي ووقف مسلسل تهميش المسيحيين في الدولة. وإذا وصلت الأمور الى خواتيمها المرجوّة، تصبح مقولة “فليتفق المسيحيون وانا أمشي بأي حل يريدونه” غير مطابقة للمواصفات وغير صالحة للاستهلاك، ما لم تنفذ على أرض الواقع في مجلس النواب، وهو ما لن يحصل بالتأكيد، لأن المسيحيين مع آخرين تقاطعوا على ترشيح جهاد أزعور والنتيجة كانت مكانك راوح. فقد بات أكيدًا أن الثنائي الشيعي الممسك بمفتاح المجلس لا يريد انتخابات رئاسية تحت وقع الحرب في الجنوب وغزة وسوريا والعراق واليمن.. وربما أوكرانيا.
وثيقة بكركي
فقد اتجهت الانظار اليوم الى الصرح البطريركي في بكركي حيث جمع البطريرك الراعي ممثلي الاحزاب المسيحية باستثناء “المردة”. وبحسب المعلومات فإن مسودة “وثيقة بكركي” تتطرق الى دور لبنان التاريخي والحر الذي يتحول تباعاً الى دولة دينية شمولية ايديولوجية، كما تذكر بالثوابت التاريخية، اي الحرية والتعددية والمساواة في الشراكة، واحترام اتفاق الطائف والقرارات الدولية والحياد، واللامركزية الادارية الموسعة. وتدعو الوثيقة الى بسط سيادة الدولة على كل اراضيها وحماية حدودها، ووضع السيادة بحمى الجيش اللبناني والقوى الامنية حصراً وتبني استراتيجية دفاعية واضحة، كما إلى عدم الانزلاق الى خيارات لا تخدم لبنان وشعبه، والعمل معاً لانتخاب رئيس ووضع ميثاق شرف بين المسيحيين اولاً ثم مع الافرقاء الاخرين. وتنبّه الوثيقة الى تراجع الحضور المسيحي في القطاع العام وبيع أراضيهم، وخطر السلاح غير الشرعي اللبناني وغير اللبناني، والنزوح السوري وتوطين الفلسطينيين، والفساد وتأخير الاصلاح.
عقبة السلاح
وجاءت اجتماعات بكركي نتيجة المساعي التي قام بها المطران انطوان بونجم بتكليف من البطريرك، الذي عمل طوال الاشهر الثلاثة الماضية مع الاحزاب في محاولة لايجاد قواسم مشتركة في ما بينها. وتابع جولته خلف الكواليس، وتم بنتيجتها تشكيل لجنة مصغرة، بدأت تضع نقاط التقاطع المشتركة مع القوى السياسية اللبنانية للوصول الى خريطة طريق او تصور يوافق عليه كل اللبنانيين. وهذا التصور يكون المنطلق للرئيس المقبل، وعلى اساسه يصار الى انتخابه. ولفتت مصادر مطلعة الى ان كل فريق وضع في الاجتماع الاول ملاحظاته ومطالبه على الطاولة وتحوّلت هذه المطالب الى وثيقة أعدها بونجم، ونقحت بعد ذلك على ان تُبحَث وتصدر بنسختها النهائية. وتشير المصادر الى ان بنود الورقة النهائية أصبحت جاهزة والاتفاق تم بنسبة 90 في المئة من حيث تقارب الافكار، وهي ليست بعيدة عن ورقتي “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، لكنها تحتاج الى صياغة وتصور نهائي. يبقى ان سلاح “حزب الله” يشكل العقبة الاساسية ويأخذ حيزا كبيرا من النقاش، في مسعى للخروج بموقف واضح وسيادي حيال هذا الموضوع.
خرق الجدار
وقال ممثل “القوات” النائب فادي كرم من بكركي قبل اللقاء: “اللقاء اليوم وطني حيث سنبحث في ورقة جديّة لخرق الجدار القائم أمامنا”.
إسمها انتخابات
في الأثناء، تستمر المراوحة سيدة الموقف في الملف الرئاسي، وكذلك السجال حول الحوار وضرورته. وفي السياق، قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في بيان اليوم: “فليكن واضحا لدى الجميع، إن انتخابات رئاسة الجمهورية اسمها انتخابات، ودستوريا هي انتخابات، وعمليا هي انتخابات مع او من دون تفاهمات مسبقة”. وأضاف: “لا حل لانتخابات رئاسة الجمهورية الا بالانتخاب، والذي يقول انه من دون حوار لا رئاسة جمهورية، يعني انه يقول عمليا وعلنا وصراحة: إذا لم تقبلوا بمرشحي فلا رئاسة جمهورية. وهذا أمر غير مقبول ومرفوض تماما”.
لبنان لا يبنى إلا بالحوار
في المقابل، رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان “ان عجز القوى السياسية عن إنجاز الاستحقاق الرئاسي أمر مقلق ومخيف للغاية، فإلى متى الانتظار والأخطار تداهمنا؟ وإذا استمر وطننا بدون رئيس، فهذا نذير ببداية تفكك لبنان وفقدان كيانه”. وقال: “لبنان لا يبنى إلا بالتضامن وبالشراكة، وبالحوار والوحدة، وبالتفاهم بين أبنائه”.
الاستحقاق مرحّل
ايضا، استقبل دريان في دار الفتوى، وفدا من الحزب “التقدمي الاشتراكي”، ضم، النائبين بلال عبد الله وفيصل الصايغ. بعد اللقاء قال النائب عبدالله ردًا على سؤال حول الأزمة الرئاسية: “يبدو أنه بعد تعثر مبادرة كتلة الاعتدال التي كنا ندعمها نحن، وما زلنا ندعم هذا التوجه، وعلى إيقاع الحرب الإقليمية القائمة، وإيقاع الأصوات التي نسمعها من هذا الفريق أو ذاك، يبدو أن الجو الداخلي لم يصبح بعد جاهزا للتسوية الداخلية لانتخاب رئيس، وكذلك الجهود التي تبذلها اللجنة الخماسية حتى الآن، مع كل الشكر لهم جميعا، يبدو أن هذه الجهود لم تثمر بعد، وأن هذا الاستحقاق للأسف ما زال مرحلا”.
موقف الحزب قريبا
من جهتها، جددت كتلة “الوفاء للمقاومة” “عزمها الدائم على مراعاة الوفاق الوطني وعلى تطبيق الدستور لا سيما لجهة بذل الجهود لإختيار رئيس سيادي للبلاد قادر على الإضطلاع بمسؤولية مواجهة التحديات وحماية مصالح الوطن وأبنائه”. وأشار بيان صادر عنها الى أن “الكتلة إذ تابعت تحركات المهتمين بملء الشغور الرئاسي، فإنها من موقع مشاركتها المسؤولة في مقاربة تلك التحركات، ستبلغ في الوقت القريب والمناسب موقفها الرسمي بغية إنجاز هذا الإستحقاق حفظا للمصالح الوطنية”.
قصف وغارات
في الميدان، طال القصف المدفعي الاسرائيلي أطراف يارون وأطراف عيترون، فيما شن الطيران الاسرائيلي غارات عدة على العديسة وعيتا الشعب ويارون وميس الجبل وطيرحرفا. وسجل قصف مدفعي معاد على وطى الخيام والعديسة. وطاول القصف المنطقة بين حمامص وسهل مرجعيون.
في المقابل، اعلن “حزب الله” انه استهدف قوة استخبارات عسكرية في المطلة وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح. ايضا، استهدف الحزب موقع المالكية.
صفا عاد وحيدًا
على خط اخر، افيد ان مسؤول وحدة الارتباط في “حزب الله” وفيق صفا عاد الى بيروت بعد زيارة للامارات. واشارت الـ”ال.بي. سي” الى تباطؤ في بت قضية الموقوفين اللبنانيين محور زيارته الى هناك.