ثنائي “أمل – الحزب” يقايض بالسلاح والمرفأ مقابل عدم عرقلة العهد
يناور ثنائي “أمل – حزب الله”، تارة يشهر سلاح التصريحات العالية النبرة والتمسّك بالميثاقية وطوراً سلاح مقاطعة الاستشارات النيابية.
علمت “نداء الوطن” أن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، قال أمام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، خلال الاستشارات النيابية الملزمة في القصر الجمهوري، أكثر بكثير ممّا قاله خارج قاعة اللقاء.
فهو إن تحدث في الخارج، من على المنبر، عن “يد غير ممدودة وتقطع، وعن إقصاء وعن خدش إطلالة العهد التوافقية”، تحدث في الداخل بشكل أوضح وأعرب أمام الرئيس عون عن انزعاج فريقه من الإقصاء، موحياً أن العهد ومعه الرئيس المكلّف يريدان إقصاء فريقه وعزله، إلّا أن الرئيس عون ردّ على رعد وقال له إن أحداً لا يمارس الإقصاء بحق أي طرف والمطلوب الشراكة بين مختلف مكوّنات الوطن.
إذاً ثنائي “أمل – حزب الله” ممتعض، ومقاطعته الاستشارات النيابية دليل على ذلك، مصادر معنية باتصالات التأليف ترجّح أن يشارك “الثنائي” في الحكومة، ومقاطعته الاستشارات ليست سوى مناورة لتكبير حجم مكاسبه ومطالبه الحكومية.
“الثنائي” يريد المقايضة على الحقائب الوزارية، واستناداً إلى الحقائب التي سيحصل عليها، سيتّخذ قراره بالمشاركة في الحكومة من عدمها. يطالب بحقائب مهمة كالاتصالات والصحة، يطرح الاحتفاظ بحقيبتي المال والأشغال، وسط حديث عن نيته في إعادة وزير الأشغال علي حمية على رأس الوزارة مجدّداً.
يحاول “الثنائي” أن يطرح معادلة المقايضة في بعض الملفات مقابل عدم عرقلة العهد والتشكيلة الحكومية الأولى لعهد عون. فـ “الثنائي” يحاول فرض خريطة طريق للتعاطي المستقبلي معه أساسها ملفات كثيرة مهمة تبدأ بسلاح “حزب الله” ومصيره ولا تنتهي بملف “تفجير المرفأ” ومصير كل مدعى عليه ومتهم ومرتكب ومقصّر فيه.
لكنّ رياح التشكيل بين عون وسلام قد لا تجري كما تشتهيه سفن “الثنائي” ومناوراته، وسط حديث عن اتفاق وتناغم تام بينهما.
ستتضح الصورة أكثر خلال ساعات وتحديداً بعد اللقاء المرتقب بين الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نوّاف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري في “عين التينة” ويتبيّن الخيط الأبيض لتسهيل العهد من الخيط الأسود لعرقلة العهد، وخصوصاً أن الرئيس المكلّف، وبعد لقائه بري، سيتوجه مباشرةً إلى القصر الجمهوري في بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ووضعه بأجواء الاستشارات النيابية ومطالب الفرقاء وخصوصاً “الثنائي” وغداً لناظره قريب.