“دفاتر الشروط” جاهزة والمنافع الاقتصاديّة “جمّة”: هل يتحقّق حلم “تشغيل مطار القليعات”؟

“دفاتر الشروط” جاهزة والمنافع الاقتصاديّة “جمّة”: هل يتحقّق حلم “تشغيل مطار القليعات”؟

الكاتب: رماح الهاشم | المصدر: نداء الوطن
16 كانون الثاني 2025

مع المُستجدّات الإيجابيّة التي تعصف بالداخل اللبناني والتي أسفرت عن انتخاب رئيس للجمهوريّة وتكليف رئيس لتشكيل الحكومة، عادت بعض الملفّات إلى الواجهة، لا سيّما الملفّات المُرتبطة بإعادة العجلة الاقتصاديّة إلى الدوران، ومن ضمنها مسألة إنشاء مطار ثان أو أكثر.

من أبرز الملفّات المطروحة في العهد الجديد، إعادة تشغيل مطار القليعات الذي بقي مُعطّلاً لأسباب سياسيّة كما يؤكّد عدد كبير من نواب المنطقة، ولكن اليوم بات من الضروري إعادة طرح الموضوع وتشغيل المطار نظراً لمنافعه الاقتصاديّة. فهل يحصل لبنان على مطار آخر يُخفّف على أبناء الشمال عبء التنقل إلى بيروت، للسفر عبر مطار بيروت، ويزيد من حجم الرحلات من وإلى لبنان وبالتالي يرفع من إيرادات الدولة؟

عضو تكتل “الجمهوريّة القويّة” النائب رازي الحاج يؤكّد لـ “نداء الوطن”، أنّ “وجود عدد من المرافق الحيويّة، أكانت مرافئ بحريّة أم مطارات، موزّعة على مناطق مختلفة، تشكل أهميّة استراتيجية للبنان، خاصة في المرحلة الجديدة التي نحن مقبلون عليها”.

يضيف: “تكمُن أهميّة مطار القليعات في أنه قائم، ولا نستحدث مطاراً في مكان جديد، ويملك المواصفات التقنية اللازمة لتشغيله بأسرع وقت ممكن”. ويشير إلى أنّه “كان يُستخدم منذ عهد الفرنسيين، ثم أصبح قاعدة عسكريّة تُستخدم للملاحة الجويّة، بعدها قرّرت الحكومة عام 2012 استرداده لإعادة تشغيله لنقل البضائع والأفراد، وبالتالي الأرضية جاهزة. وستكون لمطار القليعات، في حال تشغيله، منافع اقتصادية جمّة، خصوصاً على منطقة الشمال التي ترزح تحت ضعف إنمائي كبير، وقد يُصار لاحقاً إلى إنشاء مناطق اقتصادية أخرى خاصة متخصصة، غير تلك الموجودة في طرابلس، تستطيع أنْ تُساهم في عملية إنماء المنطقة. هذا إضافة إلى أهميته على المستوى الجيو – سياسي أيضاً حيث يُمكنه أن يكون متنفّساً في حال تعرّض مطار ما لأي طارئ قد يكون تقنيّاً وليس بالضرورة أمنيّاً”.

ويعتبر الحاج أنّ “من الضرورة ألا يكون لأي بلد مطار واحد فقط، ولهذا ندعم هذا المشروع. العديد من نواب تكتل “الجمهورية القوية” خاصة نواب الشمال يتابعونه ونتمنّى أنْ تبدأ هذه الحكومة التفكير بطريقة استراتيجية وتضع سياسات عامة تخرج منها بمخرجات والتي بدورها تُنفَّذ ضمن مخطط ومشاريع تعود بالفائدة على لبنان”.

“دفاتر الشروط جاهزة”

من جهته، يؤكّد عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب سجيع عطية لـ “نداء الوطن”، أنّ “دفاتر شروط تشغيل مطار القليعات كما الشركات التي ترغب بالتنفيذ جاهزة تنتظر الوزارة الجديدة. ونأمل من وزير الأشغال الذي سيتمّ تعيينه أن يوقّع على المشروع لنبدأ تلزيمه”، مشيراً إلى أنّ “المطار يحتاج إلى بعض الصيانة كي يصبح جاهزاً للتشغيل”.

يضيف: “هذا أهمّ مطلب لدينا ولن نعطي الثقة للحكومة في حال لم توافق عليه”، موضحاّ أنّ”العائق أمام إنجازه في الحكومة الحاليّة غياب القرار السياسي”.

3 فوائد اقتصاديّة

على المستوى الاقتصادي، يُشير الخبير الاقتصادي وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أنيس أبو دياب لـ “نداء الوطن”، إلى 3 فوائد اقتصاديّة لمطار القليعات هي:

أولاً، ستتمكّن الدولة من توسيع إمكانيّاتها في البنى التحتيّة، فالمطار سيساهم في زيادة الثروة الوطنيّة.

الأمر الثاني، يتمثل بالتوظيف، حيث من المتوقّع أن تستفيد منه أكثر من 200 أسرة، إضافةً إلى أنه عند المُباشرة بالتشغيل سيحتاح المطار لوجستيّاً إلى شركات لتشغيله والتي هي بدورها ستستهلك النفط، الغاز، الإسمنت، وهناك المطاعم أيضاً… ممّا سيساهم في إنعاش ونهوض المنطقة ويرفع منسوب مداخيلها.

أما الأمر الثالث فهو القدرة الاستيعابيّة لعدد السيّاح في لبنان، حيث من المتوقّع أن ترتفع أعداد السياح العرب والأجانب بالتزامن مع الواقع الحالي ودخول لبنان مرحلة جديدة”.

وفي ختام حديثه، يرى أبو دياب أنّ “إعادة تفعيل مطار القليعات يوفّر كثيراً من الأعباء على أبناء الشمال لا سيّما أن الوصول إلى بيروت يُواجه مصاعب كثيرة لما نشهده من تحلّل في البنى التحتيّة”.