
عارضت والدته دعوته الكهنوتيّة، عمل حارساً وأحبّ التانغو… تفاصيل حياة البابا فرنسيس
أعلن الفاتيكان اليوم الاثنين عن وفاة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر يناهز 88 عامًا.
البابا فرنسيس، واسمه الأصلي خورخي ماريو بيرغوليو، تولى منصب البابوية في آذار / مارس 2013، ليكون أول بابا من أميركا اللاتينية.
وأمس خلال قداس عيد الفصح في ساحة القديس بطرس، ظهر البابا فرنسيس على شرفة كاتدرائية القديس بطرس ملقياً بركاته التقليدية إلى المدينة والعالم.
سيرة ذاتية
في 13 آذار / مارس 2025، أكمل البابا فرنسيس العام الـ12 من حبريته، ولكن من داخل غرفته في مستشفى جيميلي في روما لا من الفاتيكان أمام المصلّين. شاء قدر خورخي ماريو بيرغوليو، اسمه الحقيقي، رأس الكنيسة الكاثوليكية، أن يصلّي ويتضرّع للعذراء مريم متمسّكاً بإيمانه على سريره، يسمع في قلبه صلوات المؤمنين لشفائه فتُنير شموعهم درب مرضه وعلاجه التي سلكها نهار الجمعة 14 شباط/فبراير 2025.
على سريره، يمر في ذهن البابا شريط ذكريات ولحظات من شبابه عندما كان في عمر الـ21 عام 1957، ويدرس في معهد إعداد الكهنة، يوم صارع الموت قبل أن يضّطر الأطباء إلى استئصال جزء كبير من إحدى رئتيه بسبب التهاب بعد إصابته بعدوى خطيرة.
من حيّ أرجنتيني…
يوم 17 كانون الأول/ديسمبر 1936، في حي فلوريس في بوينس آيرس في الأرجنتين، استقبلت عائلة ماريو خوسيه بيرغوليو وريجينا ماريا سيفوري ابنها خورخي وهو الأكبر بين 5 أولاد. والده مهاجر إيطالي كان يعمل موظّفاً في سكك الحديد غادرت عائلته إيطاليا عام 1929 هرباً من حكم بينيتو موسوليني. ووالدته ربّة منزل وُلدت في بوينس آيرس لعائلة من أصول إيطالية شمالية.
عاش بيرغوليو أسلوب حياة متواضعاً، وقد كان واعياً اجتماعياً منذ صغره بسبب بيئته وتربيته. فقد نقل والداه قيماً جيّدة عدّة لعائلتهما الصغيرة كتنظيف أطباقهم بعد العشاء وتجنّب إهدار الطعام.
تأثّر الشاب الأرجنتيني برئيس البلاد وزوجته في ذلك الوقت خوان وإيفا بيرون، إذ ساهمت “البيرونية” (حركة سياسية) في غالبية الإصلاحات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي شهدها وطنه.
إلى جانب ذلك، أخذت الموجة الثقافية حيّزاً خاصّاً في حياة خورخي الصبي، فأحبّ الأدب ومشاهدة المسرحيات المحلّية في مدينته. كان بيرغوليو عالماً بالفطرة ويحبّ الدراسة دائماً. ونتيجة لذلك، كان مهتمّاً بمجموعة واسعة من المواضيع من الفلسفة وعلم النفس إلى العلوم الطبيعية.
في سيرته الذاتية التي نقلت أجزاء منها جريدة “كوريري ديلا سيرا” الإيطالية، تحدّث البابا فرنسيس عن طفولته وبشكل خاص عن جدّته روزا والدة أبيه والتي كان لها دور كبير في تنشئته، وعن طفولته أيضاً في العاصمة الأرجنتينية وكيف كان والداه يصطحبانه مع إخوته لمشاهدة الأفلام الإيطالية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
دراسياً، تلقّى بيرغوليو تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس بيونس آيرس ليلتحق بعدها بمدرسة تقنية فنيّة ويتخرّج منها بشهادة فني كيميائي.
الدعوة واعتراف…
21 أيلول/سبتمبر 1952، كان يوم غير عادي لخورخي، فيه اكتشف المراهق الأرجنتيني (16 عاماً) دعوته إلى الكهنوت بعد ذهابه إلى الاعتراف في يوم عيد الطلاب في الأرجنتين وعيد القديس متى.
سرد البابا تفاصيل ذلك النهار: “قبل ذهابي إلى الحفلة، مرّرت إلى الكنيسة ووجدت كاهناً لم أكن أعرفه وشعرت بالحاجة إلى الاعتراف. كانت هذه بالنسبة لي تجربة لقاء، وجدت شخصاً كان ينتظرني”. كان ذلك في كنيسة سان خوسيه دي فلوريس.
وتابع: “لا أعرف ماذا حدث، لا أتذكّر، لا أعرف لماذا كان ذلك الكاهن الذي لم أكن أعرفه، ولا أعرف لماذا شعرت بتلك الرغبة في الذهاب إلى الاعتراف، لكن الحقيقة أنّ شخصاً ما كان ينتظرني. كان ينتظرني منذ وقت طويل. وبعد الاعتراف شعرت أن شيئاً ما قد تغيّر”.
بعد ذلك الاعتراف، لفت إلى أنّه لم يعد هو نفسه قائلاً: “قد سمعت شيئاً مثل صوت، نداء: كنت مقتنعاً بأنّني يجب أن أكون كاهناً”.
في مقابلة مع صحيفة إسبانية نُشرت في 12 آب/أغسطس 2015، كشف ابن شقيق البابا فرنسيس، خوسيه إغناسيو بيرغوليو، عن أن والدة البابا عارضت بداية دعوته الكهنوتية، وقال: “لأقول الحقيقة، كان عمّي قد وعد جدّتي بأنّه سيبدأ دراسته في الطب لكنّه في النهاية اختار شفاء النفوس… ذهبت ريجينا إلى غرفة عمّي، ولدهشتها الكبيرة، اكتشفت أنّه يتبع دورة للدخول إلى المدرسة اللاهوتية. كانت هناك كتب باللغة اللاتينية، في اللاهوت. فصرخت خورخي، لقد كذبت عليّ فردّ قائلاً: لا، أمّي، أنا أدرس الطب للأرواح”.
بمرور الوقت، قبلت الأم اختياره بل وطلبت منه مباركته عندما سيمَ كاهناً.
وعن هذه الدعوة، لفت خوسيه بيرغوليو إلى أن عمّه كان يفكّر في إعلان حبّه لشابة عندما اختبر دعوته إلى الكهنوت”، مضيفاً: “في أحد أيّام الربيع كان من المقرّر أن يذهب في نزهة مع الأصدقاء. وفي ذلك اليوم نفسه كان يفكّر في إعلان حّبه لفتاة كان يحبّها كثيراً، لكنّه مرّ أمام الكنيسة وغيّر قراره. دخل ليصلّي وذهب للاعتراف واكتشف أن حبّه الحقيقي كان لله”.
رحلة الكهنوت…
مع مباركة والدته وصلاتها، انضمّ بيرغوليو إلى الرهبنة اليسوعية (22 عاماً) عام 1958. هي جماعة تابعة للكنيسة الكاثوليكية تأسّست في أوروبا في القرن السادس عشر.
دخل المعهد الإكليريكي فيلاديفوتو، درس العلوم الإنسانية واللاهوتية في تشيلي، وفي 12 آذار/مارس 1960 أشهر نذوره الرهبانية فأصبح عضواً رسمياً عاملاً في الرهبنة.
من عام 1964 إلى عام 1965، درَّس خورخي الأدب وعلم النفس في كلية الحبل بلا دنس في “سانتا في”، ثم بعد عام واحد، درَّس المواد نفسها في كلية السلفاتوري في بوينس آيرس.
رُسم كاهناً في 13 كانون الأول/ديسمبر عام 1969 من قبل رئيس الأساقفة رامون خوسيه كاستيلانو. وبعد رسامته، عمل بيرغوليو كاهناً رعوياً في أحياء عدّة في بوينس آيرس بالإضافة إلى مدرّس ومرشد روحي.
من عام 1973 إلى عام 1979، كان الأب بيرغوليو رئيساً إقليمياً لليسوعيين في الأرجنتين.
تابع الأب اليسوعي تعليمه، فدرس الفلسفة واللاهوت في كلية سان خوسيه في سان ميغيل في بيونس آيرس. وعُيّن عميداً للكلية من 1980 إلى 1986.
في 3 حزيران/يونيو 1997، عُيّن مساعداً لرئيس أساقفة بوينس آيرس كارلوس كاردينال سامور. وأصبح رئيس أساقفتها في 28 شباط/فبراير عام 1998.
مع هذه المسيرة، تميّز الأب اليسوعي النشيط بحبّه للفقر والفقراء، وقال ذات مرّة: “شعبي فقير وأنا واحد منهم”. اكتفى بالعيش في شقّة صغيرة بدلاً من مقر رئاسة الأساقفة الفخم، وتخلّى عن سيارة الليموزين مع السائق الشخصي واستخدم وسائل النقل العام.
ولم يتوقّف عن الدراسة، إذ في عام 1986 حصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت في فرايبورغ في ألمانيا.
عيّنه البابا يوحنا بولس الثاني كاردينالاً في 21 شباط/فبراير عام 2001.
البابا رقم 266
في 11 شباط/فبراير 2013، فاجأ البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر الكنيسة والعالم باستقالته ما استدعى انتخاب بابا جديد. ليل 13 آذار/مارس، خرج الدخان الأبيض معلناً البابا رقم 266: الكاردينال خورخي ماريو بيرغوليو(76 عاماً). انتُخب بأغلبية 115 كاردينالاً في اليوم الثاني والتصويت الخامس لمجمع الكرادلة.
هو أول يسوعي يقود الكنيسة الكاثوليكية، وأول بابا من أميركا اللاتينية وأول بابا من الأميركتين، وأول بابا غير أوروبي منذ 1277 عاماً، وتحديداً منذ البابا غريغوري الثالث من سوريا الذي توفّي عام 741.
في مقابلة ابن شقيقه مع الصحيفة الإسبانية، ذكر أن عمّه “لم يكن يريد أن يصبح بابا”، وقال: “مثل كل يسوعي، كان ولا يزال شخصاً منفصلاً، ثم شعر بارتباط شديد ببوينس آيرس”.
وأضاف: “عندما سُئل عّما إذا كان يرغب في أن يصبح بابا، أجاب بالطبع لا. ولكن في لحظة الانتخاب لم يكن هناك خيار: كان عليه أن يقبل. كان يعلم أن هذه هي خطّة الله”.
اسم فرنسيس… “بابا الشعب والفقراء”
فور انتخابه وفي أولى قراراته، رفض البابا الجديد ارتداء الـ”موفِّيتا” المصنوعة من القماش المخمل الأحمر والصليب الذهبي وزوج الأحذية الحمراء المجهّزة له بل احتفظ بصليبه الفضي وحذائه الأسود، متّخذاً اسم فرنسيس.
في أول لقاء إعلامي له، شرح البابا اختياره لاسمه تيمّناً بالقديس فرنسيس الأسيزي، فقال: “الرجل الذي يمنحنا روح السلام هذه، الرجل الفقير. أريد كنيسة فقيرة ومن أجل الفقراء. القديس فرنسيس جلب للمسيحية فكرة الفقر ضدّ ترف وكبرياء وغرور السلطات المدنية والكنسية في ذلك الوقت. لقد غيّر التاريخ”.
ولفت إلى أنّه عندما أصبح واضحاً خلال التصويت على انتخابه، عانقه الكاردينال البرازيلي كلاوديو هوميس قائلاً له: لا تنسَ الفقراء”، ما جعله يفكّر في هذا القديس.
لشدّة تأثّره بالقديس فرنسيس، تخلّى البابا عن الشقّة الواسعة التي كان يستخدمها أسلافه مقابل جناح صغير في دار الضيافة في الفاتيكان، وهو عبارة عن شقّة من غرفتين، متجاهلاً المقر الصيفي البابوي الفخم في كاستل غاندولفو.
وفي ليلة انتخابه، استقلّ الحافلة مع الكرادلة إلى الفندق الذي يقيم فيه بدلاً من أن يركبوا معه في السيارة البابوية.
وصباح 14 آذار/مارس، خرج البابا من الفاتيكان في موكب من السيارات التي لا تحمل علامات مميّزة للصلاة في إحدى الكنائس. وفي طريق عودته، أصرّ على تسوية فاتورته في فندق لرجال الدين وسط روما.
ما نعرفه… ولا نعرفه عن فرنسيس!
-عن تفاصيل دفنه…
تميّز البابا فرنسيس بتواضعه، وقد اكتسب شعبية كبيرة عند الكبار والصغار. ومنذ سيامته كاهناً إلى تسلّمه كرسي بطرس، كانت بساطته المفتاح إلى قلب المؤمنين والعالم. طيلة سنواته الـ88، مرّ “بابا الشعب” بمواقف ومحطّات ستكشف شخصيّة هذا الرجل، وجوانبه المعروفة والمخفيّة.
مع استمرار وجوده في المستشفى، ولا أحد قادر على التدخّل بمشيئة الله، يعود إلى الواجهة تخلّي البابا عن عُرف استمر لقرون بدفن الباباوات في 3 توابيت متشابكة مصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط.، إذ سيُدفن بدلاً من ذلك في تابوت خشبي واحد مبطّن بالزنك.
ولن يوضع البابا بعد رحيله فوق منصّة مرتفعة، تعرف بـ”كاتافالك”، في كاتدرائية القديس بطرس ليتمكّن الزوار من وداعه في روما، إلا أنّ جثمانه سيظل داخل التابوت من دون الغطاء.
وعلى عكس العديد من الباباوات أيضاً، والموجودة توابيتهم في سراديب الفاتيكان في الكهوف تحت كنيسة القديس بطرس، كشف البابا فرنسيس بنفسه عن أنّه قام بإعداد قبره في كنيسة القديسة مريم الكبرى في روما، ليكون أول بابا يُدفن خارج الفاتيكان منذ أكثر من قرن.
-كاد أن يصبح بابا عام 2005…
بعد وفاة البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني، ورد أن الكاردينال خورخي بيرغوليو (البابا فرنسيس) حصل على ثاني أكبر عدد من الأصوات في المجمّع البابوي لكن البابا بنديكتوس السادس عشر كان هو الفائز.
-8 لغات…
برز حبّ البابا فرنسيس للعلم والأدب فهو يتحدّث 8 لغات: الإسبانية (اللغة الأم) والإيطالية والفرنسية والألمانية والبرتغالية واللاتينية والأوكرانية والبيدمونتية، وهي لهجة معروفة في الجزء الشمالي الغربي من إيطاليا. حتّى أن البابا ذهب للعيش في أيرلندا لمدّة من كانون الثاني/يناير عام 1980 لتعلّم اللغة الإنكليزية عندما كان يبلغ من العمر 43 عاماً.
– طبقه المفضّل…
الـ”Bagna Cauda”، وهو طبق بييمونتي (منطقة في شمال غرب إيطاليا) تقليدي محضّر من الأنشوا والزيت والثوم. ويحب البابا فرنسيس أيضاً طهي وجباته بنفسه متى استطاع، وهو خبير في طهي الطبق الإسباني المعروف الـ”بايلا”.
-رقصة الـ”تانغو” وصديقة…
قبل سيامته كاهناً وفي فترة شبابه، كان خورخي يستمتع برقصة الـ”تانغو”، وكان يحب أيضاً رقصة الـ”ميلونغا”. وحتّى أنّه كان لديه صديقة وكان يحب الخروج للرقص معها.
-وظائف بيرغوليو…
كأي شاب، عمل خورخي بيرغوليو في وظائف عدّة لكسب المال. وظيفة الأولى كانت تنظيف أرضيات شركة الجوارب التي كان يعمل فيها والده في بوينس آيرس.
وعمل كفنّي كيميائي في قسم الأغذية في مختبر هيكيثير باخمان. وفي عام 2013، أعلن أنّه عمل حارساً في ملهى ليلي وبواباً.
-فريق كرة القدم المفضّل…
يواصل البابا فرنسيس تشجيع فريق “سان لورينزو دي ألماغرو” من بوينس آيرس، إذ يتابع آخر أخباره بفضل حارس سويسري يطلعه عليها كل أسبوع.
-فيلمه المفضّل…
“لا سترادا” للمخرج فيديريكو فيليني، الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 1957.
-لا يشاهد التلفاز…
كشف البابا فرنسيس عن أنّه لم يشاهد التلفاز منذ 15 تموز/يوليو 1990، عندما وعد مريم العذراء على جبل الكرمل بأنّه لن يفعل ذلك بعد الآن، وقال: “شعرت أن الله يطلب مني أن أفعل ذلك”.
-بابا “متخفّي”…
عام 2013، خرج البابا فرنسيس ليلاً مرتدياً زيّ كاهن لإعطاء الصدقات ومساعدة الفقراء في شوارع روما.
كان البابا يتسلّل خارج الفاتيكان من وقت لآخر. ذات مرّة، زار طبيب عيون شخصياً. وأثناء جائحة كورونا عام 2022، زار متجر لشراء أسطوانات يوهان باخ وفولفغانغ موزارت.
-سيارة وحقيبة وسوداء…
لا يحبّ البابا فرنسيس السيارات البابوية المقاومة للرصاص معتبراً أنّها “علب السردين”.
إلى ذلك، وفي أول رحلة خارجية له إلى البرازيل، لفت البابا انتباه العالم بحمله لحقيبته الخاصّة. وعندما سُئل عن محتوياتها، أوضح أنّها تحتوي على كتاب الصلوات، كتاب عن حياة القدّيسين وشفرته الخاصّة للحلاقة.
-شخصيّة العام…
اختير فرنسيس كشخصيّة العام من قبل مجلة “تايم” عام 2013. وهو البابا الوحيد الذي ظهر على الإطلاق في مجلة “رولينغ ستون” عام 2014.
-ألبوم…
في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، أصدر البابا فرنسيس ألبوم روك بعنوان “Wake Up”، أنتجه القسّ الإيطالي الأب جوليو نيروني. ويشمل الألبوم الذي يضم 11 أغنية مقتطفات من عظات وكلمات مهمّة ألقاها البابا فرنسيس باللغات الإسبانية والإيطالية والإنكليزية والبرتغالية مركّبة على خلفية من الموسيقى مختلفة الأنماط.
-محاولتا اغتيال…
كشف البابا فرنسيس عن إحباط محاولتين لاغتياله خلال زيارته إلى العراق عام 2021.
وقال إنّه تلقّى تحذيراً من تقرير صادر عن أجهزة الأمن البريطانية يفيد بأنّ شابّة تحمل متفجّرات كانت في طريقها إلى الموصل لتفجير نفسها أثناء زيارته. وأضاف أنّه قيل له إنّ شاحنة “غادرت بسرعة عالية بالنية نفسها”.
-أول زيارة لدولة خليجية…
في 3 شباط/فبراير 2019، حط البابا فرانسيس في دولة الإمارات العربية المتّحدة ما جعله أول بابا يزور دولة خليجية عربية. وفي 5 شباط/فبراير، أصبح فرنسيس أول بابا يحتفل بالقداس في شبه الجزيرة العربية، تحديداً في أبو ظبي. وقد وقّع خلال الزيارة على بيان مشترك بشأن الأخوة الإنسانية مع شيخ الأزهر أحمد الطيب.
-علاج نفسي…
روى البابا بنفسه أنّه عندما كان في سن الـ42، ذهب للعلاج لمدّة 6 أشهر مع طبيبة نفسية يهودية. وقال: “كانت جيّدة جدّاً ومهنية للغاية”.
-يوم صعب آخر…
في سن الـ44، عانى الأب خورخي من التهاب المرارة، وخضع لعملية جراحية عام 1980 على يد الجراح الأرجنتيني خوان كارلوس بارودي، فأنقذ حياته، وقال البابا عن ذلك النهار: “شعرت وكأنّني أموت”.
عام 2014، بعد 34 عاماً، عقد الرجلان اجتماعاً خاصّاً في الفاتيكان.
-ديكتاتورية واتّهامات…
تطرّق البابا عن فترة الحكم الدكتاتوري في الأرجنتين في كتاب “الحياة، قصّتي في التاريخ” وكيف ساعد بعض الإكليركيين في الإفلات من اعتقالهم من قِبل السلطات العسكرية في ظل دكتاتورية خورخي فيديلا (1976-1981)، وهي الفترة التي تُعرف في تاريخ الأرجنتين بـ”الحرب القذرة”.
وأشار إلى الاتّهامات غير الصحيحة التي وُجّهت إليه بالتعاون مع الحكم العسكري. ويتحدّث عن إرساله إلى قرطبة عقاباً له حين كان مسؤولاً عن اليسوعيين الشبّان، ووصف وجوده هناك بـ”فترة تطهّر”.
وقال أدولفو بيريز إسكيفيل، الناشط الحقوقي الحائز على جائزة نوبل للسلام والذي تعرّض للسجن والتعذيب على يد النظام آنذالك، لـ”بي بي سي نيوز”: “كان هناك بعض الأساقفة الذين كانوا متواطئين مع الجيش لكن بيرغوليو ليس واحداً منهم”.
-صداقة…
“الصداقة شيء مقدّس للغاية”، هي عبارة البابا والتي طبّقها فحافظ على عدد من أصدقاء الماضي رغم تسلّمه الكرسي الرسولي.
البابا فرنسيس… قرارات ومواقف للتاريخ
قبل البابوية، كان لعظات الأب اليسوعي تأثير في الأرجنتين، إذ شدّد على الإدماج الاجتماعي، منتقداً بشكل غير مباشر الحكومات التي لا تولي اهتماماً للأشخاص الذين يعيشون على هامش المجتمع.
وعلى رأس الكنيسة الكاثوليكية، هاجم البابا فرنسيس غياب العدالة الاقتصادية، داعياً إلى انتهاج أساليب جديدة للتفكير بما يتعلّق بالفقر والرفاهية والتوظيف والمجتمع.
في مواقفه الأكثر جدلية، رأى أن الكنيسة يجب أن تعتذر للمثليين بدلاً من إدانتهم. وقال في حزيران/يونيو 2013: “إذا كان الشخص مثلياً ويبحث عن الله ولديه إرادة حسنة، فمن أنا لأحكم عليه”، ما يعكس التسامح والرحمة والانفتاح لدى بابا الفاتيكان.
في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس”، اعتبر أن القوانين التي تجرّم المثلية الجنسية ظالمة وينبغي على الأساقفة الكاثوليك الترحيب بالمثليين في الكنيسة بدلاً من تهميشهم، قائلاً: “نحن جميعاً أبناء الله”.
وأجرأ القرارات، في كانون الأول/ديسمبر 2023، وافق رسمياً على مباركة الأزواج من الجنس نفسه بوثيقة رسمية صادرة عن الفاتيكان، مشدّدة على أن هذه المباركات تهدف إلى إظهار محبّة الله ورحمته للأفراد، من دون الاعتراف بالزواج كسر مقدّس. وقد عارض البابا فرنسيس مبدأ تبنّى المثليين للأطفال مشيراً إلى أن الأطفال بحاجة إلى الأب والأم بشكل تقليدي لكي ينشأوا في بيئة مستقرّة ومتوازنة.
في مواقفه أيضاً، دعم قضية المهاجرين ومساندتهم وقارن مراكز احتجازهم بمعسكرات الاعتقال.
وكان جزء مهم من بابوية فرنسيس هو تقديم اعتذارات علنية للناجين من الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها رجال الدين في الكنيسة.
إلى ذلك، شجّع البابا فرنسيس مشاركة أكبر للمرأة في الكنيسة، إلّا أنّه لم يدعم سيامتها للكهنوت. وقد أشاد بمساهمات الراهبات والعلمانيّات، معترفاً بدورهن الحيوي في رسالة الكنيسة.
في 11 كانون الثاني/يناير 2021، سمح البابا فرنسيس للأساقفة بتثبيت النساء في خدمتَي المساعد والمبشّر. وفي شباط/فبراير 2021، عيّن البابا عضو راهبات الإرساليات في فرنسا ناتالي بيكوارت كأوّل أمينة مشاركة لسينودس الأساقفة. وأصبحت القاضية الإيطالية كاتيا سوماريا أول امرأة في محكمة الاستئناف في الفاتيكان.
في 26 نيسان/أبريل 2023، أعلن البابا أنّه سيُسمح لـ35 امرأة بالتصويت في الجمعية العامّة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة (أي ما يزيد قليلاً عن 10% من مجموع المصوّتين)، وهي المرّة الأولى التي يُسمح فيها للنساء بالتصويت في أي سينودس كاثوليكي للأساقفة.
في أيلول/سبتمبر 2015، أعلن البابا أنه سيُسمح للكهنة في جميع أنحاء العالم بمسامحة “خطيئة الإجهاض” خلال “سنة الرحمة”، الذي بدأ في أوائل كانون الأول/ديسمبر 2015. ولكن رغم منحه سلطة الغفران، لا يزال يعارض الإجهاض بشدة، معتبراً إيّاه جريمة ضد الحياة. في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، مع نهاية “سنة الرحمة”، قرّر البابا تمديد قراره إلى أجل غير مسمّى.
كانت الشفافية المالية والمساءلة من المحاور الرئيسية لإصلاحات البابا فرنسيس، فأشرف على إعادة هيكلة بنك الفاتيكان، الذي واجه العديد من الفضائح. وأشرف على إصلاحات عدّة تهدف إلى تحسين الحكم داخل أروقة الفاتيكان.