بالصور والفيديو- الدفاع المدني اللبناني يروي تجربة الحرب: معنويات وجهوزية رغم فداحة الخسائر

بالصور والفيديو- الدفاع المدني اللبناني يروي تجربة الحرب: معنويات وجهوزية رغم فداحة الخسائر

الكاتب: ديما عبد الكريم | المصدر: النهار
25 كانون الثاني 2025

انتهاء مهلة الـ60 يوماً جملة باتت تؤرّق سكان القرى الحدودية في جنوب لبنان الذين اضطروا إلى النزوح منها، بين من يترقبها بحذر متخوفاً من تجدّد الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” وبين من يتوعّد بالعودة إلى قريته حتى لو كان الجيش الإسرائيلي لا يزال فيها، فيما يبدو أنّ الأمور باتت متّجهة إلى تمديد الاحتلال العسكري الإسرائيلي في بعض النقاط.

ليس أهالي القرى وحدهم من ينتظر انقضاء هذه المهلة، بل أيضاً هناك من عاش معهم لحظات الخوف والفقدان والأمل والتحمّل، شارك حتى من كان تحت الركام رعب الموت بعدما كانت الطائرات الإسرائيلية تتعمّد استهدافهم خلال عمليات الإنقاذ، حتى باتت كلمة “وصل الدفاع المدني” أمل من نجا من غارة ووقف منتظراً مصير أفراد عائلته.

هم عناصر الدفاع المدني اللبناني ، طواقم ومتطوّعون، أولئك الذين نالوا نصيبهم من الخسارة في هذه الحرب الطاحنة التي استمرّت لأكثر من عام.

مشاهد خاصة لـ”النهار” من الدفاع المدني تظهر حجم الدمار  وأعمال الإنقاذ خلال الحرب الإسرائيلية

حكايات ومشاهد ستبقى راسخة في الذاكرة، هكذا يصف وليد الحشاش، رئيس وحدة الخدمة والعمليات في الدفاع المدني لـ”النهار” ما عاشه و”رفاق الواجب” خلال الحرب وكذلك بعد انتهائها ودخول القرى التي خرج منها الجيش الإسرائيلي.

نحو 68 شهيداً  و95 جريحاً هي حصيلة خسائر الدفاع المدني البشرية في تلك الحرب. أمّا على صعيد الآليات، فقد دُمّر قسم كبير منها، 45 آلية بين سيارات إطفاء وسيارات إسعاف، بعضها دُمّر بالكامل والبعض الآخر لحق به ضرر شديد.

الأمر عينه على صعيد المراكز ، فقد دُمّر الكثير منها، مركزان أساسيان دُمرا تدميراً كاملاً على رؤوس طواقهما، وفرقٌ استهدفت أيضاً خلال وجودها على الأرض.

عن هذه المراكز يقول رئيس وحدة الخدمة والعمليات في الدفاع المدني: “مركز دردغيا تحوّل في لحظات إلى ركام، والعناصر كانوا بداخله بمن فيهم الرئيس الإقليمي لمدينة صور، جميعهم استشهدوا والآليات تفحمت، وفي مركز بعلبك سقط 14 شهيداً بينهم رئيس المركز والفرق العاملة ومعهم متطوعون حضروا للمساعدة”.

يستذكر الحشاش، رئيس مركز بعلبك الإقليمي الشهيد بلال رعد ورئيس مركز صور عبد الله الموسوي بحرقة، ويقول: “استُهدفت طواقم ومراكز الدفاع المدني عمداً دون وجود أي مسلّح إلى جانبنا”.

ويضيف: “في إحدى المرّات، استهدفت الطائرات الحربية  آلية إطفاء بعد إخمادها حريقاً، كنّا نتوقّع أن تسقط قذيفة إلى جانبنا عن طريق الخطأ، ولكن ما حصل فاق توقعاتنا، ولم نتوقع حتى أن تصلنا أوامر إخلاء وتهديدات”.

سيناريو تجدّد الحرب هو السيناريو الأسوأ، فالتجربة التي لم يتجاوزها بعد عناصر الدفاع المدني كانت تجربة كبيرة، بحسب الحشاش، فـ”نعم كنّا على أتمّ الجهوزيّة، وبعض توقعاتنا أصابت وأخرى لم تصب، لكن المفاجئ كان عدد الشهداء”.

يقول الحشاش: “نحن بشر، نملك الشعور والأحاسيس كما كل إنسان وإن لم يظهر هذا إلى العلن، نشعر بالجريح، نشعر بعائلة المفقود، ورغم كل ذلك نقوم بمهامنا”.

ويضيف: “الحرب تركت أثراً عميقاً ولكن الأهم أننا عملنا بمعنويات عالية، حتى حين انتشلنا رفاقنا من تحت الأنقاض”.

بغصّة يتذكر  الحشاش رفاق المهنة “تعودنا نتعاون معهم، “ندق نسأل على بعض، ونطّمن على بعض” ونتناقش بأمور العمل، لم نتوقع حرباً بهذا الحجم”.

يشير رئيس وحدة الخدمة والعمليات في الدفاع المدني إلى أن عمليات انتشال الشهداء في عدد من القرى الحدودية مستمرّة، ويقول “الكارثة كبيرة وبعض القرى لم نتمكن من دخولها بعد”…”ما كأن مرقوا هالشهرين، الحرب كانت قاسية والشعب اللبناني تعب”. لعلّ هذه الكلمات التي ذكرها رئيس وحدة الخدمة والعمليات في الدفاع المدني كانت كافية للبوح بكثير من المخاوف من تجدّد الحرب، لدى مؤسسة أنهكها تقصير الدولة اللبنانية قبل أن ينهكها عدد الشهداء ودمار المراكز والآليات.