الصحة النفسية سرّ فقدان الوزن الفعّال
تؤثّر الصحة النفسية بشكل عميق على قدرة الجسم على إنقاص الوزن، حيث أنَّ الإضطرابات النفسية مثل التّوتر والإكتئاب يمكن أن تساهم بشكل كبير في تغيير سلوكيات الأكل وتقلّل من القدرة على ممارسة النشاط البدني.
عندما يعاني الشخص من التّوتر أو القلق، قد يواجه تغييرات في الشهية، مثل زيادة الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالدّهون والسكريات، ممّا يجعل التحكّم في الوزن أكثر صعوبة.
كما أنَّ الإكتئاب يمكن أن يقلّل من الطّاقة ويؤثّر سلبًا على الدافع لممارسة الرياضة.
إضافةً إلى ذلك، تؤثّر الصحة النفسية على عملية الأيض، حيث أنَّ الإجهاد والتّوتر يؤثّران على الغدة الكظرية التي تفرز هرمونات التّوتر مثل الكورتيزول.
هذا الهرمون يؤدّي إلى تباطؤ عملية الأيض، ممّا يجعل حرق الدهون أكثر صعوبة ويؤدّي إلى تخزين الدهون في مناطق معيذنة من الجسم، خصوصًا منطقة البطن.
لحلّ هذه المشكلة وتحقيق فقدان الوزن بشكل فعّال، من الضروري الإهتمام بالصحة النفسية.
يُنصح باتّباع بعض الإستراتيجيات مثل العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي، الذي يساعد في تحسين التّفكير والسلوكيات الصحية.
كما أنَّ تقنيات تقليل التّوتر مثل ممارسة اليوغا والتّأمل يمكن أن تساعد في تهدئة الأعصاب وتحسين القدرة على التّحكم في السلوك الغذائي.
الدّعم الإجتماعي له أيضًا الدور الأكبر في تحسين الصحة النّفسية، حيث يمكن أن يساعد في تقليل مستويات الإكتئاب والقلق وبالتالي يؤثّر إيجابًا على سلوكيات الأكل والنشاط البدني.
من المهم أيضًا الإهتمام بالنوم الجيّد، حيث أنَّ قلّة النوم تؤدّي إلى خلل في هرمونات الجوع مثل اللّبتين والجريلين، ممّا يزيد الشهية ويساهم في زيادة الوزن.
الهرمونات تلعب دورًا كبيرًا في هذه العملية؛ فعند التّوتر أو الإكتئاب، يفرز الجسم كميات كبيرة من هرمون الكورتيزول، ممّا يعزز الشهية للطعام الغني بالسعرات الحرارية ويؤدّي إلى تخزين الدهون.
كما أنَّ الإكتئاب يمكن أن يؤدّي إلى انخفاض مستويات السيروتونين والدوبامين، ممّا يؤدي إلى الرغبة في تناول الأطعمة المريحة مثل الكربوهيدرات.
بالتالي، الحفاظ على توازن هرموني وتحسين الصحة النفسية عبر الرياضة، النوم الجيّد والنظام الغذائي المتوازن، يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف فقدان الوزن بشكل صحي وفعّال.