حصاد اليوم- مبادرة “الاعتدال” انتهت و”الخماسية” قريبًا: موقفا بري والمعارضة خطان متوازيان لا يلتقيان
بعد يومين على استئناف اللجنة الخماسية على مستوى سفرائها في لبنان مهمتها لإنهاء الشغور الرئاسي، بات واضحًا أن مهمة كتلة “الاعتدال الوطني” أصبحت من الماضي بعدما غرقت في رمال عين التينة المتحركة، وأن مهمة الخماسية قاب قوسين أو أدنى من بلوغ المصير نفسه وللأسباب نفسها. ففي محصلة جولات السفراء الخمسة أمس واليوم برز على الساحة السياسية خطان متوازيان لا يمكن أن يلتقيا: الأول يمثله رئيس مجلس النواب نبيه بري (ومن خلفه “حزب الله” طبعًا) المصرّ على حوار برئاسته في المجلس النيابي من دون سحب ترشيح الرئاسي الوزير سليمان فرنجية من التداول للذهاب الى الخيار الثالث، في مقابل موقف صارم للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومعه المعارضة، المصر على تطبيق الدستور وفتح أبواب مجلس النواب أمام انتخابات ديمقراطية غير مشروطة. وانطلاقًا من ذلك بات واضحًا أن تحرك الخماسية في هذه المرحلة لا يمكن أن يثمر رئاسية، وأن هدفه يبقى تمرير الوقت بأقل الأضرار من خلال خفض نسبة التشنجات على أمل حصول تغيرات إقليمية تكون مؤثرة على المشهد الداخلي.
الحل في الدستور
فقد أعلن البطريرك الراعي في عظة عيد مار يوسف اليوم: “صارحت السادة السفراء، أنّ طريق الحلّ مرسوم في الدستور، وأنّ التوافق على شخص، على الرغم من جمال الكلمة، منافٍ للدستور وللديمقراطيّة وللمنطق في جوّ الإنقسام السائد في البلاد”.
البدابة من الرابية
بدأ سفراء الخماسية جولتهم اليوم بزيارة الرابية حيث استقبلهم الرئيس العماد ميشال عون واطلع منهم على خلاصة لقاءاتهم وخطة تحركهم الهادفة لإتمام الاستحقاق الرئاسي. وشدد الرئيس عون على ضرورة ان تتوفر لدى المرشح الرئاسي النية والقدرة على معالجة الأزمات التي يعاني منها لبنان وبخاصة ما يطال الاقتصاد والأمن، ومتابعة التحقيقات في الجرائم المالية.
نصائح عون
بعد اللقاء أدلى سفير مصر علاء موسى بتصريح جاء فيه: “تشرفنا باستقبال دولة الرئيس عون لنا، وفي الحقيقة كنا حريصين على لقائه لأمرين هامين. أولاً لرمزيته السياسية والأمر الآخر لخبرته وتجربته الطويلة. وفي الحقيقة حرصنا على الاستماع الى نصائحه وعرضنا عليه خطتنا للتحرك في الفترة القادمة، وما تتصور له الخماسية من مسار يمكن انتهاجه في الايام القليلة القادمة وصولاً الى انتخاب الرئيس. وقدم لنا نصائح كثيرة وهامة واعتقد ان هذه النصائح ستفيد كثيراً عمل اللجنة في لقاءاتها القادمة مع مختلف القوى السياسية واليوم لدينا يوم حافل باللقاءات وننتهي، وتستكمل ان شاء الله في مطلع الشهر القادم مع باقي الكتل السياسية”.
عرقلة الممانعة
وعند الواحدة، التقى رئيس حزب “القوات اللبنانيّة” سمير جعجع في معراب سفراء اللجنة الخماسيّة على مدى ساعة من الوقت. إثر اللقاء أكد جعجع أن “دول الخماسية دول صديقة للبنان وهي تسعى جاهدةً إلى تيسير الشؤون اللبنانية، ولا سيّما الانتخابات الرئاسيّة في الوقت الحاضر، من هنا كنت واضحاً معهم كي لا يغشهم البعض ويضعهم في مجريات أمور غير دقيقة كون المشكلة في مكانٍ آخر”.
وتابع: “المشكلة تكمن في العرقلة التي يفتعلها محور الممانعة، فهو لا يريد إجراء انتخابات رئاسيّة في الوقت الراهن، للأسباب الاستراتيجيّة المعروفة، وأنا أعلن ذلك بصراحة وبصوتٍ عالٍ. وفي حال أراد هذا المحور إجراءها، فهو يريدها على قياسه وإلا يقوم بتعطيلها، وهذا جوهر المشكلة. وقد قلت للسفراء إن كان أحدٌ يملك حلاً لهذه المشكلة فليطرحه”.
أضاف: “بعد تمرير هذه المرحلة المتوترة في الشرق الأوسط ربما سيقبل هذا المحور بإجراء هذا الاستحقاق الرئاسي، ولكن في كل الأحوال سيخوضه بمرشحٍ تابع له “.
أضاف “لا أعرف مدى قناعة اللجنة الخماسية، ولكن الأكيد أن السفراء الخمسة لديهم النية لمعالجة الملف اللبنانيّ ولكنهم يصطدمون بجدار في الجهة المقابلة. لقد حاولوا أن يأخذوا شيئاً من هنا (معراب)، لكنهم لم يأخذوا ولن يأخذوا شيئاً ، “طبيعي ما في شي بينعطى”، باعتبار أننا لسنا مستعدين لخرق الدستور أو تخطيه، للإتيان برئيس تابع لحزب الله”.
ورداً على سؤال، علّق جعجع قائلاً: “لم أجد أحداً أشطر من الرئيس بري في عملية تضييع “الشنكاش”، وأشهد له بذلك”.
وإذ شدد على أن “مبادرة الاعتدال الوطني معروفة وواضحة البنود”، ولو أن الرئيس بري “فخوَتها ميّة مطرح سريعاً”، فجوهر هذه المبادرة أن تتداعى الكتل النيابية، وصف جعجع “بري بالbabysitter لمحور الممانعة”.
ومساءً توجهت الخماسية الى كليمنصو حيث التقت الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
الفشل مصير المبادرات
في السياق، اعتبر المكتب السياسي الكتائبي في اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل “أن المبادرات الداخلية والخارجية الساعية إلى تسريع انتخاب رئيس للجمهورية سيكون مصيرها الفشل إذا لم يقدم “حزب الله” وفريقه السياسي على ملاقاة اللبنانيين إلى منتصف الطريق عبر التخلي عن مرشحه والذهاب الى آخر يشكل نقطة التقاء بين جميع اللبنانيين”.
مواجهة ضرب الشراكة
ليس بعيدًا، دعا تكتل “لبنان القوي” في إجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل الى الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن ومن خلال التشاور والتفاهم على رئيس توافقي كأولويّة مطلقة، ولكن بالتنافس الديمقراطي اذا تعذّر التفاهم. وعليه فإنه على رئيس مجلس النواب بمبادرة منه وبحسب الدستور لأن يحول المجلس النيابي الى هيئة ناخبة بالفعل فتعقد جلسات مفتوحة لغاية إنتخاب رئيس للجمهورية وهذه ضرورة لا يجوز ربطها بأي حدث آخر. ويطالب التكتل أن تكون الإستراتيجية الدفاعية أبرز الملفات أمام العهد المقبل.
وأكد التكتل موقف رئيسه بخصوص التقاء كل القوى المسيحية والوطنية على مواجهة ضرب الشراكة من خلال تمييع إنتخاب رئيس الجمهورية والسطو على صلاحياته في غيابه من حكومة مبتورة وغير ميثاقية.
قصف وغارات
في الميدان، استهدفت دبابة ميركافا بـ 5 قذائف مباشرة أطراف راميا وبيت ليف بالتزامن مع قصف مدفعي على المنطقة نفسها، بعد ظهر اليوم. كما استهدف الجيش الاسرائيلي محلتي الدباكة وكروم المراح شمال شرق بلدة ميس الجبل بالقصف المدفعي.
ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة الثالثة الا ربعا عدوانا جويا على عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل. كما شن سلسلة غارات استهدفت بلدات العديسة، كفركلا، رب ثلاثين، وميس الجبل.
في المقابل، اعلن “حزب الله” استهداف إنتشار لجنود العدو الصهيوني في موقع بركة ريشا ومحيطه، وقوة عسكرية صهيونية جنوب موقع برانيت، وتحركاً لجنود العدو الصهيوني داخل موقع المالكية.
في الاثناء، زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن “حزب الله” وحركة “أمل” استخدما سيارات إسعاف تابعة لجمعية “الهيئة الصحية الإسلامية” في جنوب لبنان لأغراض عسكرية.
تشويش” فوق المطار
وفي تطوّر أمني لافت، كشف وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية أن منطقة الشرق الأوسط ومطار رفيق الحريري الدولي يتعرضان للتشويش، وتم اتخاذ قرار بإرسال شكوى إلى مجلس الأمن بشأن هذا الموضوع.