حصاد اليوم- لبنان والمنطقة أمام تصعيد عسكري حتمي مسرحه وتوقيته مجهولان.. لكن نتائجه معلومة
في ضوء التهديدات المتصاعدة المتبادلة بين إيران وإسرائيل، لم يعد السؤال المطروح ما غذا كانت غيران سترد على ضرب قنصليتها في دمشق أم لا، بل متى سيكون الرد وماذا سيستهدف. هذا السؤال يستتبعه سؤال ثانٍ: هل ستستوعب اسرائيل الرد الإيراني إذا كان بحدود معينة، أم أنها ستكون مضطرة للرد على الرد، ما يضع المنطقة، وفي مقدمها لبنان أمام أخطار محدقة لا يمكن توقع تبعاتها وارتداداتها على الوضع الداخلي.
إيران تواصل التهديد
في التصعيد الكلامي الإيراني المستمر، اعتبر مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني يحيى رحيم صفوي، أن سفارات إسرائيل “لم تعد آمنة” بعد الضربة التي دمرت مبنى قنصلية طهران في دمشق.
إسرائيل مستعدة
في المقابل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت اليوم اكتمال الاستعدادات للرد على أي سيناريو قد يحدث في مواجهة إيران.
وأصدر مكتب غالانت البيان بعد أن “عقد تقييما لموقف العمليات مع كبار ضباط الجيش”.
مقدمات التصعيد
في الميدان، هاجمت طائرات مسيرة انتحارية، فجر الأحد، قاعدة التنف الأميركية على مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية. وتمكنت المضادات الارضية في القاعدة من إسقاط مسيرة واحدة على الأقل قبل وصولها لمحيط القاعدة بعدة كيلومترات.
في السياق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن فصائل موالية لإيران استهدفت حقل كونيكو للغاز في ريف دير الزور بصاروخ.
في لبنان أيضًا
أما في لبنان، فكانت بداية التصعيد مع نجاح “حزب الله” أمس في إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية مسلحة من نوع “هرمز 900” فوق الأراضي اللبنانية، الأمر الذي استدعى ردًا إسرائيليًا سريعًا تمثل بتنفيذ الطيران الحربي الإسرائيلي بعد منتصف ليل الأحد غارات عدة
مستهدفا “هنغارا” فارغا في بلدة السفري- قضاء بعلبك، ومنزلًا عند مرتفعات سلسلة جبال لبنان الشرقية في خراج بلدة جنتا بمحلة “الشعرة” على مقربة من الحدود اللبنانية- السورية، دون وقوع خسائر بشرية.
الرد على الرد
في المقابل، أطلق “حزب الله” دفعات صاروخية باتجاه الأراضي المحتلة في الجولان السوري. وكشفت قناة “الجزيرة” عن “إطلاق 30 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه إصبع الجليل والجولان السوري المحتل”.
غارات وقصف
في المستجدات الميدانية أيضًا، نفذت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارة بعيد الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم على اطراف بلدة جناتا، استهدفت منزلا يقع بين بلدتي جناتا وطورا، ما أدى إلى تدميره بالكامل. كما شن الطيران الاسرائيلي غارة على خراج بلدة السريري في منطقة جزين.
وبعد الظهر أيضًا شن الطـيران الحربي الاسرائيلي غارة استهدفت بلدة كفركلا من دون أن تسفر عن سقوط إصابات. واستهدفت الغارة حيا سكنيا (حارة النوربة) وأدت الى تدمير عدد من المنازل لآل جمعة وشيت فضلا عن إلحاق أضرار جسيمة بمنزل عائلة الشهيد محمد داوود شيت الذي شيع اليوم في البلدة.
قصف مجمّع للحزب
الى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مجمعا عسكريا لقوات النخبة التابعة ل”حزب الله” والمعروفة بكتيبة الرضوان في جنوب لبنان. وأضاف الجيش في بيان أن طائرات مقاتلة تابعة له قصفت المجمع الذي يضم سبعة مبان عسكرية تابعة لقوات الرضوان في منطقة الخيام، بالإضافة إلى قصف مركز قيادة عسكري تابع ل”حزب الله” في منطقة طورة.
واطلق الجيش الاسرائيلي صباح اليوم نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه جبلي اللبونة والعلام بالقطاع الغربي من مواقعه في اللبونة.
كما طال القصف الإسرائيلي وادي برغز وخراج بلدة السريرة في منطقة جزين، واطراف بلدة حولا منطقة وادي الدلافة.
واستهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي أيضًا بالقذائف الثقيلة عيار 175 ملم محيط مجرى نهر الليطاني في منطقة الخردلي وصولا إلى أسفل قلعة الشقيف الناحية النهر.
عمليات الحزب
في المقابل، اعلن “حزب الله” أنه استهدف مربضاً مُستجداً لمدفعية العدو في محيط موقع المنارة، وأنه شن لاحقًا هجوما جويا على تجمع مُستحدث لجنود إسرائيليين وآلياته خلف موقع السماقة في تلال كفرشوبا وإصابه بدقة.
واستهدف الحزب ايضا ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، ومقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
الراعي: أنتم أضعف الضعفاء
في المواقف الداخلية، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد: “مهلًا، يا أمراء الحروب المتعطّشين للدماء وتظلّون إليها متعطّشين! من سلّطكم على الأرواح البشريّة وأنتم تتعدّون على سلطة الخالق، معطي الحياة ومستردّها. فلا تعتقدوا بأنّكم أقوياء بأسلحتكم، بل أنتم أضعف الضعفاء! ما يقوّيكم هو قلبكم إذا كانت فيه محبّة ورحمة! ما يقوّيكم هو عقلكم إذا كان ينوّركم فتفكّروا بمن تقتلون وبأملاك من تدمّرون، وبمنازل من تهدمون! ما يقوّيكم هو إرادتكم إذا أمسكت يدكم عن استعمال كلّ هذه الأسلحة التي تظنّون أنّكم بها أقوياء. لا! بل أنتم أقوياء بإنسانكم المخلوق على صورة الله، على المحبّة والرحمة. الزمن الجديد الذي أعلنه المسيح الربّ هو زمن السلام الذي تنشره الكنيسة وكلّ ذوي الإرادة الحسنة. هذا السلام الإلهيّ لا يسمح باللجوء إلى الحرب بقرار شخص أو حزب أو فئة من المواطنين. إنّه قرار الدولة في الحالات القصوى بعد اعتبار الخسائر البشريّة والماديّة والماليّة والتدميريّة ومصير المواطنين الآمنين. قرار الحرب مسؤوليّة جسيمة عن تبعاتها. قرار الحرب قرار مرّ ومسؤول”.
عودة: لتطبيق الدستور
من جهته، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة في عظة الأحد: “شعبنا يفهم تماما معنى الصليب، لأنه يحمله منذ عقود، بسبب مسؤولين لا يفرقهم شيء عن القادة الذين حكموا على المسيح بالصلب ظلما وافتراء، خوفا من خسارة منصب. فكما غسل بيلاطس يديه وتبرأ من جريمته، هكذا يفعل قادة هذا البلد الذي أمعن به قادته فسادا واستغلالا وإجراما، وما كان منهم إلا أن غسلوا أيديهم من كل ما حل بالبلد لأن المسؤولية بالنسبة لهم كرسي ومجد أرضي فيما هي خدمة محبة ودفاع عن الحق والعدل والحرية والقانون، وبذل ذات من أجل الذين وضعوا تحت مسؤوليتهم. مؤسف جدا ومضر أن يبقى لبنان بلا رئيس لما يقارب السنتين، ومؤسف أكثر أن النواب، ممثلي الشعب، لا يبذلون الجهد الكافي من أجل تطبيق الدستور وانتخاب رئيس. لكن الموجع أن الدولة سائبة والإدارات معطلة وبعض المراكز شاغر والسادة الوزراء يستنسبون التعيينات ولو مخالفة للقوانين والأعراف”.
جنبلاط وبري
في المواقف أيضّا، قال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة: “تحدثنا قليلاً عن الأوضاع الحالية، ونأمل دائماً أن نجد أفقاً لإختراق جدار الكراهية والوصول الى التسوية المقبولة لتنفيذ القرار 1701 والعودة الى اتفاق الهدنة عام 1949، الذي اذا ما قرأناه بشكل مفصل يملي على الفريقين اللبناني والاسرائيلي منطقة معينة من الحدود فيها حد من التسلح، إذا صح التعبير وهذه قد تكون انطلاقة”.
خطف مسؤول “قواتي”
في التطورات الأمنية، افادت معلومات عن خطف منسق منطقة جبيل في حزب “القوات اللبنانية” باسكال سليمان في بلدة الخاربة في قضاء جبيل. وافيد بأن مجهولين قاموا بخطف سليمان في بلدة حاقل، أثناء توجّهه من بلدة الخاربة حيث كان يقدّم واجب العزاء الى بلدته ميفوق، وهو كان بمفرده في سيّارته.
ومع انتشار خبر اختفاء سليمان، وجهت دعوات للتجمع امام مركز عمشيت التابع لحزب “القوات اللبنانية”، كما دعت الأحزاب في قضاء جبيل مناصريها الى التواجد في المراكز التابعة لها لمتابعة القضية.