خاص: ما كتب قد كتب فمن هو الرئيس العتيد؟

خاص: ما كتب قد كتب فمن هو الرئيس العتيد؟

الكاتب: جورج العلية | المصدر: Beirut 24
18 كانون الأول 2024

سيناريوهات عديدة يتناولها المتابعون لجلسة ٩ كانون الثاني المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد فراغٍ طويل وفي ظلّ متغيّرات إقليمية كبيرة بدأت في غزة المُدَمَرة وانسحبت إلى ضرب قدرات حزب الله في لبنان وصولاً إلى زلزال سوريا الذي أطاح بنظام الأسد ولا نعلم ماذا ينتظرنا بعد.
بعيدًا عن لغة العلك والتّبصير والتّنظير التي يمارسها ويتقنها بعض السّاسة والإعلام في لبنان ومع احترامنا للمرشحين الطامحين للوصول الى قصر بعبدا المستحقين منهم وغير المستحقين، تُشير آخر المعطيات التي أصبحت شبه مؤكدة إلى أنّ كلّ ما يجري اليوم من حراك رئاسي هو للعب في الوقت الضائع بانتظار أن تحين ساعة الحسم وأنّ الاتفاق بشأن الرئاسة وهويَّة الرَّئيس ووظيفته مُنجز مع اتفاق وقف النار وقد دعمته التطورات الأخيرة في سوريا وأنّ القلائل في لبنان يعلمون به ومن بينهم رئيس المجلس نبيه بري الذي شارك في صنعه وأوكلت إليه مهمّة الإخراج.
في هذا السياق دعا الرئيس برّي إلى جلسة ٩ كانون تاركًا هامشًا من الوقت للقوى المحليّة لمشاورات يعلم من رسم خيوط الاتفاق أنّها لن تفضي إلى نتيجة وبالتالي ومع اقتراب موعد الجلسة سيتمّ طرح الاسم المُتفق عليه والذي بات معلومًا كمخرج للجميع. عندئذٍ تسقط بعض التحفظات عليه من على ضفتي الممانعة والمعارضة على السواء ومن يكون خارج هذا الاتفاق لن يستطيع تعطيل مساره نحو التطبيق.
إذًا أصبح اسم الرئيس العتيد معروفًا من الجميع وهو يمثل هيبة الدولة من ناحيتي السيادة والشفافية بحيث لن يكون تابعًا أو محسوبًا على جهة من دون أخرى ومعه ستفتح صفحة جديدة من تاريخ لبنان بغطاء دولي واسع ما يُمهد الطريق لإعادة بناء المؤسسات ومكافحة الفساد وإعادة الإعمار.
في ٩ كانون الثاني سيكون للبنان رئيسًا هو العماد جوزيف عون ومعه سنكون أمام فرصة تاريخية لإعادة النهوض بالبلد وليتحمل من يُضيّع هذه الفرصة تبعاتها محليًا ودوليًا علمًا أنّ تحذيرات قد وصلت في الفترة الأخيرة لبعض الجهات تؤكّد هذا الكلام.
بالانتظار كلّ ما يجري على السّاحة السياسيّة اليوم ما هو إلّا عملية شدّ حبال لن تُقدّم أوتؤخر في ما هو مكتوب.