حصاد اليوم- إسرائيل تحشد على الحدود مع لبنان وتمهل “الحزب” أيامًا لوقف العمليات.. أو الدمار

هدوء حذر خيّم على محاور ساحة النجمة اليوم، حيث اتفق “المتحاربون” على توجيه نيران مدفعيتهم الثقيلة باتجاه مشروع موازنة العام 2024، فيما أصابت بعض “النيران الصديقة” الحكومة. بالتوازي، ارتفعت حدة العمليات العسكرية جنوبًا، في ظل معلومات عن رسالة اسرائيلية تبلغها مسؤولون لبنانيون عبر قنوات دبلوماسية مفادها ان على “حزب الله” وقف عملياته العسكرية في اتجاه اراضيها قبل انتهاء الشهر الجاري، تحت طائلة شن حرب مدمّرة على لبنان.

في المقابل، اتجه ملف رئاسة الجمهورية الى مزيد من التزخيم حيث تسارعت الاتصالات الدبلوماسية التي أثمرت اجتماع سفراء دول “الخماسية” في دارة السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة بعد الظهر للبحث في خريطة طريق انقاذية، فيما تكثفت الزيارات الغربية لبيروت محذرة من مغبة الوقوع في فخ تل ابيب الذي سيطبق سيناريو غزة في لبنان، بعدما بدأت تسحب الويتها من القطاع  لنشرها على الحدود مع لبنان.

برودة قاربت الملل

في الشأن الداخلي، وبخلاف الحماوة التي طبعت الفصلين الاول والثاني من جلسة مناقشة مشروع الموازنة امس، اتسم الثالث ببرودة اقتصرت على انتقاد المشروع بضرائبه واصابته المواطن في الصميم، ولم يخرج عن الروتين المعهود في جلسات مماثلة.

“اشتقنالك”

فقد استأنف مجلس النواب قبل الظهر الجلسة الثالثة لمناقشة موازنة 2024. بداية رأى النائب آلان عون “ان الحكومة بدل “ما تكحلا عميتا” في هذه الموازنة وهذا منطق “قصقص ورق وساويهم موازنة”. وقال: “ان الحكومة لا تكافح التهرب من دفع الضرائب وتمارس الضغط على الملتزمين في الدفع”.وأكد انه “لا يمكن إحياء النموذج السابق في إدارة الدولة ودولة “البقرة الحلوب” ماتت”.

اضاف: “الخروج من المأزق بحاجة إلى العودة لمنطق التسويات، ولو كان الرئيس سعد الحريري موجوداً اليوم لكانت المعادلة اختلفت كثيراً. شجاعة الحريري في فتح الثغرات. اشتقنالك “.

24 جريمة

واعتبر النائب رازي الحاج “ان لا رؤية اقتصادية للموازنة ولا هيكلة للدين العام، لا مشاريع ولا حلول”، مشيرا الى ان “ان هذه الموازنة ليست موازنة 24 انها موازنة 24 جريمة”. وقال “من كتب الفذلكة ليس هو من حضّر الموازنة وهذا دليل على الإنفصام في الدولة “، مؤكدا انه “يجب عدم القبول بموازنة من دون قطع حساب”.

لردها من حيث أتت

ودعا النائب اسامة سعد “إلى إسقاط الموازنة وردّها من حيث أتت، لأنّه لا يمكن إصلاحها فأعطابها هيكلية وبنيوية وهي تشبه موازنة 2022”. وأعلن ان “انتخاب الرئيس هو دورنا نحن نواب البلد، واللبنانيون يريدون رئيسا مستقلا عن المحاور الدولية والاقليمية”.

لرفع الحد الأدنى

واكد النائب بلال عبد الله “ضرورة رفع الحدّ الأدنى للأجور الى 20 او 30 مليونا”. وأعلن تبنيه رفع الضريبة على الأدوية التي تُصنّع في لبنان”، مشددا على رفع عصا غليظة في وجه اي شخص يريد ان يبتز المريض”.

فضّ للشراكة

وسأل النائب سليم الصايغ: “الى متى الاهتمام بكل شيء بينما المطلوب واحد وهو استعادة الشرعية في كل الميادين الذي هو المدخل للاصلاح”، مشيرا الى انه لا يزال يؤمن بالدستور وامكانية استعادة الدولة. وأكد “ان غياب الرئيس هو فضّ للشراكة الوطنية، فالدستور لا يحتمل اي انتظام للحياة الديمقراطية في غيابه “.

 

تهديدات جديدة

على خط آخر، جددت إسرائيل اليوم وعيدها بتوجيه ضربة عسكرية قوية ضد لبنان، في حين أكدت وسائل إعلام العدو انتشار “عدد كبير من القوات الإسرائيلية قرب حدود لبنان”. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، خلال لقائه بالقدس المحتلة مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني، إن “الجيش الإسرائيلي سيوجه للبنان ضربة عسكرية لن يتعافى منها في حال لم ينسحب حزب الله من الحدود”.
وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيان، إن كاتس طلب من تاياني “العمل مع الحكومة اللبنانية لسحب حزب الله من جنوب لبنان، وحذّر من حرب من شأنها أن تلحق أضراراً جسيمة بالمواطنين اللبنانيين”.

تطبيق شامل ومتوازن لل1701

في الغضون، تستمر الاتصالات الدولية لمنع تمدد حرب غزة الى لبنان. وبينما يزور وزير خارجية اسبانيا بيروت، أنهى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب زيارته الى نيويورك بإجتماعه بأمين عام الامم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وأكد بوحبيب للأمين العام تمسك لبنان بعمل قوات اليونيفل وتنسيقها مع الجيش اللبناني، وحرص السلطات اللبنانية على سلامتها وتسهيل مهمتها، إضافة الى إستعداد لبنان لتطبيق شامل ومتوازن لقرار مجلس الامن 1701 وذلك ضمن حل متكامل يضمن الاستقرار واستدامة الهدوء.

غارات وقصف

في الميدان، تعرضت منذ ساعات الفجر، أطراف بلدات طيرحرفا وعلما الشعب والضهيرة ومنطقة البطيشية لقصف مدفعي مركز، تزامن مع عملية تمشيط طالت محيط موقع الحدب. وتعرضت اطراف بلدة طير حرفا جهة المثلث من بلدة الجبين لقصف مدفعي. ايضا، تم إستهداف منزل غير مأهول يعود للمواطن رضوان عطايا في بلدة طير حرفا بغارة، أثناء تشييع والدة الشهيد علي عطايا. واستهدفت مسيرة بصاروخ، وادٍ في الاطراف الشمالية لبلدة المنصوري. وافيد عن غارة اسرائيلية نفذت على جبل حانين في البازورية. كما استهدفت غارة إسرائيلية بركة جبور في جزين. وحلق الطيران الحربي على علو متوسط في اجواء الجنوب.

“حزب الله” يردّ

في المقابل، اعلن “حزب الله” عن استهداف موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة بالأسلحة الصاروخية، وحقق فيه إصابات مباشرة. واعلن انه شن هجومًا جويًا بمسيّرتين إنقضاضيّتين على أحد مواقع منظومة الدفاع الجوّي ومنصّات القبّة الحديديّة قرب مستوطنة كفربلوم وحقق فيها إصابات مباشرة.

لجبهة عريضة

في المواقف السياسية، شدد رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل على ضرورة تشكيل جبهة في وجه “حزب الله”، مشيرا الى ان “الكتائب” تعمل منذ أشهر على اقناع الشركاء في المعارضة وبعض الشخصيات والأحزاب الحليفة لتشكيل جبهة عريضة واسعة تضم كل من يطالب بسيادة لبنان واستقلاله. وأوضح ان الامور بعد التطورات الحاصلة في الأشهر الأخيرة ساهمت بشعور سائر الفرقاء بضرورة إنشاء هكذا جبهة او لقاء موسّع. وقال في حديث تلفزيوني “نحن مستمرون بالاتصالات والمشاورات خلال الأسبوع الحالي لمحاولة بلورة هكذا جبهة وتحويلها الى  واقع سياسي ممكن ان يغيّر أي معادلة داخلية في لبنان. هذا ما نطمح اليه ونعمل لتحقيقه وهذا مشروع الكتائب منذ أكثر من خمسة أشهر “. أضاف: “كان هناك بعض التردد او التحفظ للوصول الى النتيجة ولكن الأمور ايجابية اليوم رغم التحفظات في الفترة السابقة ولكن يبدو ان هذه التحفظات لم تعد موجودة”.