فيروس جدري القردة يعود، والاحتراز واجب
أعلنت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة عن تسجيل خامس إصابة بسلالة جديدة من فيروس جدري القردة، تُعرف باسم “clade 1b”، وُصفت بأنها الأكثر خطورة حتى الآن. وفي تطور موازٍ، رصدت كندا أول إصابة بهذه السلالة في مقاطعة مانيتوبا، مرتبطة بحالات تفشي في مناطق وسط وشرق إفريقيا. على ضوء هذه التطورات، أكدت منظمة الصحة العالمية أن تفشي الفيروس لا يزال يشكل حالة طوارئ صحية عامة.
ومع اقتراب موسم الأعياد وزيادة حركة السفر إلى لبنان، يتزايد القلق من احتمال انتقال الفيروس إلى البلاد، خصوصاً في ظل الروابط الوثيقة مع القارة الإفريقية، المركز الأساسي لانتشار الفيروس.
في هذا الإطار، أشارت مصادر طبية إلى أن خطر التفشي في لبنان يبقى محدوداً إذا ما تم اتخاذ التدابير الاحترازية المناسبة.
وأوضحت أن فيروس جدري القردة، المعروف علمياً بـ Mpox، هو عدوى فيروسية تنتقل عبر الاحتكاك المباشر بشخص مصاب أو ملامسة الأسطح الملوثة. ورغم أن المرض ليس جديداً في إفريقيا، إلا أن ظهور سلالات جديدة منه يتطلب يقظة عالمية لمنع تفشيه.
على الرغم من تأكيد المصادر أن جدري القردة لا يشكل خطراً كبيراً مقارنة بأوبئة أخرى مثل كورونا، إلا أن الوقاية تبقى ضرورية. ومع زيادة حركة السفر خلال الأعياد، دعت إلى فرض إجراءات وقائية في مطار بيروت الدولي. وتشمل هذه الإجراءات الفحص الحراري للمسافرين القادمين من مناطق انتشار الفيروس، وتطبيق تدابير النظافة الصارمة، وتوعية المسافرين بأهمية تجنب الاحتكاك المباشر مع أي أعراض مشبوهة.
وذكّرت أن أعراض الوباء تشمل الطفح الجلدي الذي يظهر على شكل بثور أو دمامل، وغالباً ما يصيب مناطق حساسة من الجسم مثل الأعضاء التناسلية، إلى جانب الحمى وآلام العضلات وتضخم الغدد اللمفاوية.
وأكدت أن العلاجات المتوفرة تساعد على السيطرة على الأعراض، مما يقلل من احتمال انتشار واسع للفيروس.
وشددت المصادر على أهمية عدم إثارة الهلع، مع التأكيد أن المرض يمكن السيطرة عليه باتباع الإرشادات الصحية. وأشارت إلى أن التوعية العامة وتعزيز النظافة الشخصية والالتزام بالإجراءات الوقائية يمكن أن تحد من مخاطر تفشي جدري القردة في لبنان، خصوصاً في فترة الأعياد التي تشهد تزايداً في التجمعات الاجتماعية.
وختمت بالقول: “الوقاية تبقى السلاح الأمثل لتجنب أي سيناريو غير مرغوب فيه”.