حصاد اليوم- الهدنة مع إسرائيل تنعكس ارتياحًا داخليًا: التمديد لقائد الجيش وجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية

حصاد اليوم- الهدنة مع إسرائيل تنعكس ارتياحًا داخليًا: التمديد لقائد الجيش وجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية

الكاتب: beirut24
28 تشرين الثاني 2024

انعكست الهدنة العسكرية بين “حزب الله” وإسرائيل هدنة بين المكونات السياسية اللبنانية في مجلس النواب. فتحت أنظار المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان وعلى مسمعه، حدد رئيس المجلس نبيه بري التاسع من كانون الثاني موعدًا لجلسة وعد بأن تكون “مثمرة” لانتخاب رئيس للجمهورية. كما تم في الجلسة العامة إقرار التمديد للعمداء وما فوق لمدة سنة وعلى رأسهم بالطبع قائد الجيش العماد جوزيف عون.

خروقات

في التطورات العسكرية شهدت الهدنة خروقات اسرائيلية وغارات وقصفًا مدفعيًا ورشقات رشاشة وتحذيرات للجنوبيين من العودة الى جنوب الليطاني. وفي وقت قال وزير الخارجية الإسرائيلية أن بلاده “لن تسمح لحزب الله بالتقدم جنوب نهر الليطاني أو إعادة التسلح وبناء قوته”، أطلق الجيش الإسرائيلي قذيفة باتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب ورشقات نارية باتجاه أطراف بلدتي مارون الرأس وعيترون. وأفيد بأن اطلاق نار حصل على الاهالي الذين يحاولون الوصول الى منازلهم على اطراف مدينة بنت جبيل. واستهدف الجيش الاسرائيلي ساحة بلدة الطيبة، وبلدة الخيام وسهل مرجعيون بالقذائف المدفعية، كما سمعت رشقات رشاشة في الخيام. ايضا، قال الجيش الإسرائيلي: يمنع بتاتًا التنقل أو الانتقال جنوب نهر الليطاني ابتداء من الساعة الخامسة مساء وحتى الساعة السابعة صباحًا يوم غد…

غارتان

في السياق ذاته، سجلت غارتان على منطقة قعقعية الصنوبر قضاء صيدا، فيما اعلنت القناة 14 الإسرائيلية أن “قوات الجيش هاجمت بطائرة مقاتلة منطقة صيدا بعد رصد تهديد”. بدوره، اعلن الجيش الإسرائيلي: “استهدفنا مخزن صواريخ متوسطة المدى لحزب الله جنوبي لبنان”. وأفيد عن جرح شخصين في بلدة مركبا، جراء إستهداف الجيش الاسرائيلي للساحة فيها. كما أطلقت دبابة ميركافا قذيفة على بلدة الوزاني. واستهدفت دبابة اسرائيلية أيضاً اطراف كفرشوبا بقذيفتين.

مواكبة النازحين

ليس بعيدا، وفي موازاة تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، باشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة. تأتي هذه المهمات في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.

التمديد لقائد الجيش

بالعودة الى التطورات الداخلية، فقد اقر مجلس النواب اقتراح قانون قدمه نائب رئيس المجلس الياس بو صعب يعتمد صيغة تقضي بالتمديد سنة لرتبة عميد وما فوق. بعد الجلسة، اعتبر بو صعب ان جو التفاؤل بانتخاب رئيس الجمهورية زاد وتشريع اليوم كان ضروريا. أضاف ” على ما يبدو الجلسة المقبلة ستكون حاسمة وجدية لانتخاب رئيس وسيدعو الرئيس بري كل الرسميين والسفراء وأعطى مهلة شهر للتشاور بين الفرقاء”.

الجيش والمقاومة

 في المواقف، قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله من مجلس النواب: “شعبنا وأهلنا عادوا مرفوعي الرأس إلى قراهم وكتلتنا جاءت لتقوم بما عليها ولتأكيد التمسك بالجيش الذي قدّم دماءً وكان إلى جانب أهلنا، وصوّتنا لمصلحة الجيش كي لا يكون هناك شغور في قيادته وصوّتنا أيضاً لمصلحة العمداء والقوى الأمنيّة فالجيش هو صمّام السلم الأهلي ونريده أن يكون قوّياً”. ودعا فضل الله إلى “تسليح جيش دفاعي حقيقي”، لافتاً إلى أنّ “المشكلة لم تكن يوماً من الجيش بل من الدول المسؤولة عن تسليحه، ويجب أن يكون لدينا قرار وطني بدولة قويّة وبجيش لديه أحدث الأسلحة للتصدّي لأي خرق إسرائيلي”، مؤكّداً أنّه “لن يكون هناك أيّ مشكلة بين المقاومة والجيش بل تعاون، ونحن نريد أن تبسط الدولة سلطتها في كلّ مكان وأن تُدافع عن أرضها”.

السلاح خارج الدولة

من جهته، أشار عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عدوان، عشية اجتماع قواتي مرتقب غدا في معراب لمناقشة اتفاق وقف النار، إلى أنّ “اللبنانيين توّاقون لرؤية الجيش يحمي الحدود بنفسه، ونحن اليوم أمام مرحلة جديدة وعلينا استخلاص العبر وأن نكون واضحين وصريحين في المسار الجديد”، متوجّهاً إلى اللبنانيين بالقول: “نحن كتكتل لن نقبل أن يكون هناك بعد اليوم أيّ سلاح خارج الدولة اللبنانيّة ولن نقبل إلّا بأن تستعيد الدولة كامل قرارها في كلّ المناطق وتطبيق القوانين”. وتابع: “دعوة الرئيس نبيه برّي لجلسة انتخاب رئيس خطوة مهمّة، فالرئيس هو المنطلق للدولة التي سنبنيها، ونحن ندعم قائد الجيش على رأس المؤسّسة العسكريّة، أمّا ترشّحه لرئاسة الجمهوريّة فهو ملفّ آخر وكل شخص لم يلتزم بكلّ ما قلناه اليوم لن نؤيّده لرئاسة الجمهوريّة”.

لودريان على الشرفة

وفيما حضر لودريان جلسة مجلس النواب من الشرفة العليا للقاعة العامة، عقد سلسلة لقاءات في بيروت استهلها بلقاء مع كتلة “تجدد” ونواب معارضين ثم “اللقاء التشاوري المستقل” في قصر الصنوبر وضم النواب الياس بو صعب وابراهيم كنعان والان عون وسيمون أبي رميا، بحضور السفير الفرنسي في لبنان إرفيه ماغرو وعرض معهم التطورات ما بعد وقف إطلاق النار والمسار السياسي وأولوية انتخاب رئيس للجمهورية.

جولة داخلية

وظهراً، استقبل بري في مكتبه في المجلس النيابي، لودريان والوفد المرافق حيث تناول اللقاء المستجدات السياسية وملف إنتخابات رئاسة الجمهورية فضلاً عن تطورات الأوضاع العامة على ضوء وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان. من جهة أخرى تلقى رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الموجود في الخارج، اتصالا هاتفيا طويلا من لودريان الذي أطلعه على طبيعة مهمته في لبنان، وتم الاتفاق على استمرار التواصل بين الجانبين. والتقى لودريان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.

كما عرض رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب مع الموفد الفرنسي آخر التطورات السياسية اللبنانية، ولا سيما اتفاق وقف إطلاق النار والملف الرئاسيّ. ثم انتقل لودريان إلى كليمنصو للقاء الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، قبل أن يلتقي سفراء اللجنة الخماسية في قصر الصنوبر.

دعم إيراني

في الغضون، تلقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، إتصالا هاتفيا من نظيره الإيراني عباس عراقجي، الذي أعرب عن إرتياح ودعم إيران لوقف إطلاق النار في لبنان. كما أكد عراقجي على دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته وعديده كي يتمكن من حفظ الأمن والاستقرار جنوب نهر الليطاني.