
حصاد اليوم- إسرائيل تستبق الإعلان عن اتفاق وقف النار بموجة غارات عشوائية على بيروت والضاحية والجنوب
قبل ساعات من إعلان وقف إطلاق النار في كل من بيروت وتل أبيب، صبّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المرغم من واشنطن على التهدئة، جام غضبه وحقده على بيروت وضاحيتها الجنوبية، فضلًا عن قرى الجنوب ومدنه، حيث شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات غير مسبوقة على أبنية اعتبرها الجيش الإسرائيلي مراكز لـ”حزب الله”. فحتى اللحظة الأخيرة حاول نتنياهو استدراج “حزب الله”، أو حتى استجداءه، ردًا ثقيلًا يكون مبررًا لنسف الاتفاق، وهو ما لم يحصل عليه بالتأكيد، فبات ملزمًا بالسير بالاتفاق في انتظار فرصة أخرى لا أحد يعرف موعدها لقلب الطاولة.
ومع أن كل الاجواء تشي ببلوغ المربع الاخير، فقد نفذت إسرائيل اليوم اوسع موجة انذارات أعقبتها غارات منذ بداية الحرب على “حزب الله”، اضافة الى مناطق اخرى استهدفت من دون سابق انذار في العاصمة والجنوب والبقاع.
مجلس وزراء
في المواكبة المحلية للاتفاق، يعقد مجلس الوزراء بهيئة تصريف الاعمال، جلسة في التاسعة والنصف من صباح الأربعاء في السراي الكبير، برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لبحث التطورات الراهنة والأوضاع المستجدة. وقطع وزير السياحة وليد نصار زيارته إلى المملكة العربية السعودية عائدا إلى بيروت للمشاركة في الجلسة. كما افيد ان وزراء “التيار الوطني الحر” لن يحضروا الجلسة بداعي السفر.
ضمانات أميركية
ليس بعيدا، قال وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم إن أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار المحتمل، مثل إعادة التسلح في الجنوب، سيدفع الدولة العبرية إلى التصرف “بحزم”. وقال كاتس لمبعوثة الأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت :”إذا لم تتصرفوا، سنفعل ذلك بحزم شديد”. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن “وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله سيبدأ الأربعاء عند السادسة صباحاً”.
بدورها، أوضحت هيئة البث الإسرائيلية أنّ “نتنياهو وافق على الاتفاق بعد ضمانات أميركية بتزويد إسرائيل بأسلحة محظورة”، لافتًة الى أنّ “دعوة سكان بلدات الشمال للعودة إلى منازلهم ستكون بعد شهرين من تنفيذ الاتفاق”. وأكّدت أنّ “أي تهديد غير مباشر لا تزيله قوات اليونيفل ستزيله إسرائيل بنفسها وستحبط أي محاولة لتهريب أسلحة إلى حزب الله”.
ضوء أخضر إيراني
من جهتها، أفادت “نيويورك تايمز” نقلًا عن مصادر بالحرس الثوري الإيراني بأن “المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي أعطى الضوء الأخضر لحزب الله لوقف النار”.
لانتصار حاسم
بدوره، اعتبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، أن الحرب في لبنان يجب أن تنتهي بتحقيق انتصار حاسم على الطرف الآخر، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
ايضا، رأى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل ان “لا مبرر لعدم وقف إطلاق النار في لبنان”.
الحذر واجب
وفي متابعة للتطورات اجتمع الرئيس ميقاتي بالسفير الفرنسي ايرفيه ماغرو في السراي وايضا بوزير العمل مصطفى بيرم الذي قال بعد الاجتماع “اطلعت من دولة الرئيس ميقاتي على اخر مجريات عملية التفاوض والاتفاق المزمع. الاجواء إيجابية لكننا نتفاءل بحذر، لان طبيعة العدو والتجربة معه تجعلنا متفائلين ولكن بحذر والأمور بخواتيمها”. أضاف: “ما يمكننا قوله بالخلاصة التفاؤل مرتفع المنسوب ولكن الحذر واجب لان التجارب علمتنا ذلك”.
دعوة للانتباه
في عين التينة، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي الذي قال بعد اللقاء: “زرنا دولة الرئيس بري واطلعنا منه على كل الاجواء وكل الجهود المبذولة للوصول الى نتيجة تحمي لبنان واللبنانيين وتؤدي الى وقف اطلاق النار لحماية كل لبنان وحماية الجنوب، ان شاء الله نقول ان هناك تفاؤلا حذرا ونحن من هنا ندعو اللبنانيين الى الحذر في الساعات القادمة والإنتباه. وان شاء الله التفاؤل يغلب على ما سواه”.
البداية في النويري
على الارض، ومن دون انذار مسبق، استهدف الطيران الاسرائيلي مبنى في منطقة النويري في قلب العاصمة بيروت متسببا بانهياره بالكامل في غارة عنيفة وبسقوط عدد من القتلى والجرحى. وافيد ان المبنى يؤوي نازحين ويضم مطبخا لإعداد الطعام لهم.
تركيز على الضاحية
في السياق، وبينما صادق وزير الدفاع الاسرائيلي على استمرار العمليات العسكرية على الجبهة الشمالية، بالرغم من الاعلان عن اقتراب موعد وقف إطلاق النار، استمر التصعيد. ففي الضاحية الجنوبية لبيروت، شن الطيران الاسرائيلي غارات متزامنة واستهدف ظهرا برج البراجنة والرمل العالي -تحويطة الغدير. وبعد الظهر اصدر الجيش الاسرائيلي انذارا باخلاء 20 مبنى في الحدث وحارة حريك والغبيري وبرج البراجنة، قبل ان يستهدفها بصورة متزامنة في مشهد مرعب. وفي وقت نشر صورا تثبت وصول الجيش الاسرائيلي الى الليطاني، أنذر الجيش الاسرائيلي سكان الناقورة باخلائها والتوجه الى شمال نهر الاولي. كما استهدف بعد الظهر ساحة مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين.
وفي البقاع، سجلت غارات على سحمر اليمونة وبيت صليبي المجاورة لبلدة شمسطار والحفير التحتا. كما اعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل أحمد صبحي قائد العمليات في قطاع الساحل لدى “حزب الله”.
عمليات الحزب
في المقابل، اعلن “حزب الله” أنه “قصف مستوطنة كريات شمونة برشقة من الصواريخ النوعية…كما إستهدف من داخل مدينة الخيام دبابة ميركافا بصاروخٍ موجّه بالقرب من مركز البلدية ما أدى إلى تدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح”. واستهدف مستوطنتي افيفيم والمنارة، وقال إنه “شن هجومًا جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على موقع حبوشيت على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المُحتل وأصابت أهدافها بدقّة”. واعلن ايضا “اننا شنينا هجومًا جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على ثكنة معاليه غولاني وأصابت أهدافها بدقّة”. وقال: “إستهدفنا معسكر تدريب لقوات المشاة في شفي تسيون جنوبي مدينة نهاريا للمرة الأولى بصلية من الصواريخ النوعية”.
جلسة تشريعية الخميس
على صعيد آخر، دعا الرئيس بري الى عقد جلسة عامة لمجلس النواب في الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس 28 الجاري وذلك لدرس واقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الاعمال ومنها التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون.
دفعتان شهريتان
ماليا، أصدر مصرف لبنان ثلاثة تعاميم طلب في أحدها من المصارف تسديد مبلغ يساوي دفعتين شهريتين في بداية شهر كانون الأول المقبل، لكافة المستفيدين من التعميمَين 158 و166.