حصاد اليوم- تراجع التفاؤل بعد تعثّر زيارة هوكشتاين وميقاتي يتحدث عن ردّ إيجابي على مقترح وقف النار
موجة التفاؤل المصطنعة على مدى الأيام الماضية بدأت بالتراجع التكتيكي اليوم، وكانت أولى المؤشرات ما أعلنه موقع “اكسيوس” الإخباري نقلًا عن مسؤولين أميركيين، ومفاده أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري بتأجيل زيارته الى بيروت لحين توضيح موقف لبنان من اتفاق التسوية. في المقابل، أكد الرئيس بري أن زيارة هوكشتاين قائمة في موعدها الثلاثاء، مستغربًا الأنباء عن تأجيل الزيارة. أما على الضفة الأخرى، فمن الخطأ التفاؤل بأية خطوة إيجابية قد تتخذها حكومة بنيامين نتنياهو التي انتهجت التصعيد العسكري سبيلًا للوصول الى حل دبلوماسي، علمًا أن المهلة الأميركية غير المعلنة الممنوحة لها تتناقص كل يوم وصولًا الى 20 كانون الثاني موعد دخول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض.
زحمة اتصالات
على المستوى الداخلي، ازدحمت الساحة المحلية بالاتصالات والمعطيات والتحليلات حول مصير التهدئة المرتقبة، فاستقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وزير العمل مصطفى بيرم الذي قال “وضعني دولة الرئيس في فحوى الإتفاق المزمع، وبحسب دولة الرئيس الجو ايجابي ولكن مثلما يقول دائما: “لا تقول فول ليصير بالمكيول”، الأمور بخواتيمها”.
رد ايجابي
من جانبه، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “إن هوكشتاين سيزور لبنان قريبا والملفات الضبابية تحل وجها لوجه”. واشار الى” ان رد لبنان على الورقة الأميركية كان إيجابيا ولكن بعض النقاط تحتاج إلى نقاش، ونأمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان في أقرب وقت”. وقال في حديث متلفز : العنوان الأساسي بالنسبة لنا في المسودة الأميركية هو تطبيق القرار 1701، ولبنان ملتزم تنفيذه وهدفنا أن يطبق في جنوب الليطاني كما نص عليه القرار”. أضاف: “لم أسمع عن شرط يتعلق بحرية التحركات العسكرية لإسرائيل في لبنان وهي مجرد تكهنات”.
شرط اسرائيل
في الاثناء، رأت وزارة الخارجية الإيرانية، أن “اللبنانيين قادرون على تحديد مصالحهم واتخاذ القرار بشأن أي مبادرة تتعلق بوقف جرائم إسرائيل”. وأشارت إلى أن “طهران كداعمة لحزب الله لن تدخر أي جهد في دعم اللبنانيين”. اما زعيم حزب “معسكر الدولة” الإسرائيلي المعارض بيني غانتس، فأكد أن “شرط أي اتفاق مع لبنان هو حرية العمل الإسرائيلي بشكل مطلق مقابل كل خرق للاتفاق”.
جدوى القتال
ليس بعيدا، أشار مصدر سياسي لبناني الى أن “حزب الله” يعتبر أن المقترح الأميركي يشكّل “إطارا تأسيسيا” لأي اتفاق محتمل لوقف النار، لكنه في الوقت عينه يشدّد على أن المقترح يحتاج إلى نقاش طويل قبل قبوله. ولفت إلى أن “حزب الله” “يعتبر نص اتفاق وقف النار جيدا من حيث المبدأ، ولكن صياغته تظهر أن إسرائيل هي المنتصر، وهو ما يشكل عائقا أمام تمريره، لافتا إلى أنه في الوقت الذي يعتبر فيه حزب الله أن إسرائيل فقدت “جدوى القتال”، فإنه يسعى للاستثمار في هذه النقطة عبر تمسّكه بالـ1701 وصمود الجبهة ومواصلة إطلاق الصواريخ”.
لإطلاع مجلس النواب
في المواقف، كتب نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني عبر حسابه على “اكس”: لاريجاني على علم بتفاصيل المسودة المطروحة على لبنان لوقف إطلاق النار، لكنّ القوى السياسية والنواب اللبنانيين لم يُطلعوا عليها. لا يجوز ان يبقى هذا الموضوع محصورا برئيس حكومة تصريف الأعمال ورئس مجلس النواب خاصة بغياب رئيس الجمهورية، من دون اطلاع مجلس النواب ومن يمثلون الشعب على تفاصيله. هناك من يُلزم اللبنانيين جميعا من جديد، من دون الرجوع اليهم. من سيتحمل مسؤولية اي خطأ يحصل في هذا التفاوض؟
الغارات مستمرّة
في الميدان، وغداة التصعيد الاسرائيلي غير المسبوق حيث قصفت الضاحية مرارا واغتيل قياديان في الحزب في قلب بيروت هما المسؤول الاعلامي محمد عفيف والمسؤول عن الجبهة الجنوبية محمود ماضي، تراجعت الغارات على بيروت والضاحية اليوم بالرغم من تسجيل غارة مساءً على منطقة زقاق البلاط ما أدى الى سقوط 5 شهداء و24 جريحًا على الأقل وفق حصيلة أولية.
كما استمرت الغارات على القرى الجنوبية، مسجلة دمارا واصابات في الارواح. واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن العدو الإسرائيلي واصل خرق القوانين الدولية والأعراف الانسانية وشن غارة استهدفت نقطة تموضع لجمعية الهيئة الصحية الإسلامية- الدفاع المدني في بلدة قانا ما أدى إلى استشهاد مسعفين اثنين.
عمليات الحزب
في المقابل، أعلن “حزب الله ان عناصره شنوا هجومًا جوّيًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوات الجيش الإسرائيلي شرقيّ بلدة الخيام، للمرّة الرابعة، وأصابت أهدافها بدقة، كما استهدفوا تجمعا لقوات الجيش الاسرائيلي في مستوطنة كريات شمونة بصليةٍ صاروخية. وقصف “مستوطنة غورنوت هغليل بصليةٍ صاروخية”. واستهدف “قاعدة شراغا المقر الإداري لقيادة لواء غولاني شمال عكا”. واعلن حزب الله أيضًا أنه “شن هجومًا بسرب من المسيرات الإنقضاضيّة على تجمع لقوات العدو في المقرّ المُستحدث لقيادة اللواء الغربي في ثكنة يعرا”.