إيران تتجهز لخلافة خامنئي بـ «لائحة الـ 10»
بعد اغتيال إسرائيل للأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله وعدد كبير من قيادات الحزب، الموالي لإيران، ووسط تلميحات إسرائيلية إلى أن المرشد الأعلى علي خامنئي، البالغ 85 عاماً قد يكون على قائمة الاغتيالات، كشف مصدر في مجلس خبراء القيادة بإيران، لـ «الجريدة»، أن المجلس أجرى قبل أيام، وبطلب من خامنئي، تصويتاً سرياً على أسماء بعض المرشحين لتولي منصب المرشد، في حال حدوث أي مكروه للأخير.
وفيما بدا أنه رسالة للداخل والخارج بأن الجمهورية الإسلامية جاهزة لكل السيناريوهات وأن عملية انتقال السلطة في أعلى الهرم لن تتسبب بأي اضطرابات داخلية، خالف خامنئي رأي معظم أعضاء المجلس وأصر على إجراء التصويت السري، مطلقاً بذلك بشكل شبه رسمي التحضيرات لخلافته، بينما كان الرأي الغالب إبقاء موضوع التصويت إلى حين خلو «ولاية الأمر» فعلياً.
وأشار المصدر إلى وجود لائحة من 10 مرشحين «أوليين» صوت عليها المجلس تضم كلاً من: مجتبى خامنئي نجل المرشد، وعلي رضا أعرافي، مدير لجنة الحوزات العلمية وأحد أئمة الجمعة لمدينة قم، وسيد هاشم بوشهري حسيني، أحد أئمة الجماعة لمدينة قم والأمين العام للجنة العليا للحوزات العلمية لمدينة قم، والذي تولى من قبل المرشد الإيراني تصفية نفوذ كبار آيات الله في الحوزات العلمية في قم وتحويل هذه الحوزات إلى مراكز دراسية منهجية بحتة في حين كانت هذه الحوزات تدار من جانب كبار رجال الدين، كل حسب هواه، إلى جانب سيد محمد مير باقري شاهرودي، رئيس مركز تهيئة موسوعة العلوم الإسلامية في مدينة قم ومندوب الولي الفقيه في مدينة سمنان، وهو محسوب على التيار الأصولي المتطرف.
كما تضم اللائحة، حسن روحاني، الرئيس الإيراني السابق، وحسن الخميني، حفيد الإمام الخميني وهو كبير عائلة الخميني ومقرب من الإصلاحيين، وعلي الخميني، حفيد الإمام الخميني والمقرب من خامنئي وهو حالياً أحد مدرسي الحوزة العلمية لمدينة النجف ومقرب أيضاً من المرجع الديني الأعلى في العراق السيد علي السيستاني، إلى جانب صادق عاملي لاريجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام حالياً والرئيس السابق للسلطة القضائية، ومحمد محمدي عراقي الملقب بـ «محسن أراكي»، الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وأحمد خاتمي إمام جمعة مدينة طهران المؤقت والمحسوب على الأصوليين.
وحسب المصدر، طلب خامنئي من لجنة رئاسة المجلس شطب اسم نجله مجتبى، لتجنب أي شبهات بالتوريث، غير أن عدداً من أعضاء اللجنة الرئاسية لمجلس خبراء القيادة استطاعوا إقناعه بالإبقاء عليه ضمن المرشحين والسماح للمجلس باتخاذ قراره في هذا الشأن.
وقال المصدر إن أعضاء المجلس قاموا بالتصويت السري على المرشحين، وحصل مجتبى خامنئي، وعلي رضا أعرافي، وسيد هاشم بوشهري على أكثرية الأصوات، وتم رفع تقرير في هذا الشأن لخامنئي.
وذكر أن المجلس سمح كذلك بتشكيل لجنة قيادة تتولى صلاحيات المرشد لكن بشروط أولها التصويت على ذلك في مجلس الخبراء، وتنظيم استفتاء على تغيير الدستور، أو صدور قرار مباشر بهذا الشأن من قبل المرشد الأعلى.
ولفت المصدر إلى أن خامنئي طلب من اللجنة الرئاسية الإبقاء على اللائحة الحالية، وطرحها على مجلس الخبراء للتصويت العلني في حال حدوث مكروه له، وأبلغ قيادة المجلس أنه في حال كانت هناك ضرورة مقنعة لتشكيل لجنة قيادة تتولى صلاحيات المرشد بدلاً من انتخاب آخر جديد، فإنه منفتح على إصدار قرار بهذا الشأن دون الحاجة للجوء إلى استفتاء عام.
وحسب القوانين الإيرانية، يحق للمرشد الأعلى، في ظروف حساسة اتخاذ قرارات «حكم حاكم» لا تتوافق مع الدستور، في حال رأى أن المصلحة العليا للبلاد تستدعي ذلك، ويعتبر قراره بعد ذلك إلزاماً شبه دستوري أيضاً.