لا تمانع في ضرب أذرعها : أسرار روسية عن «تقليم الأظافر» الإيرانية
تتابع موسكو باهتمام حرب لبنان انطلاقاً من أنها دولة كبرى، ولأن ملف لبنان يؤثر على سوريا، وسط الحديث عن دخولها على خط الوساطة.
وفي هذا السياق، تكشف مصادر دبلوماسية مطلعة على الموقف الروسي لـ «نداء الوطن» حصول اتصالات رفيعة المستوى في موسكو شملت ملفات لبنان والمنطقة. وحصل تواصل روسي مع واشنطن ودول فاعلة، وباتت وجهة النظر الروسية متأكدة أن تحولاً استراتيجياً كبيراً يحصل في لبنان والشرق، قد يأخذ وقتاً وثمنه كبير، لكن نهايته ستكون بولادة لبنان آمن تحكمه دولته وحدها، وشرق أوسط بلا سطوة إيرانية.
لا تمانع موسكو في ضرب أذرع إيران حسب المصادر، باعتبارها أن طهران أخذت حجماً أكبر من حجمها وتتصرف كأنها حاكمة الشرق، ومن الواجب إعادتها إلى حجمها.
كما يُؤيد المسؤولون الروس الحل السياسي، الذي يمكن تنفيذه إذا تنازلت طهران وتخلت عن بعض أجنحتها ونفوذها، ولا ترغب موسكو التي تملك الأسرار في طرح مسألة تغيير النظام الإيراني حالياً، بل تؤيد عودته إلى حجمه الطبيعي من دون تدخله في الجوار مع احتفاظه ببعض الحضور، لذلك تؤيد موسكو «تقليم أظافر» نفوذ طهران خصوصاً في سوريا لأن روسيا تسير وفق التفاهم مع واشنطن أي إن سوريا منطقة نفوذ روسية ولبنان يحظى بالرعاية الأميركية.
وبعد الحديث عن دور روسي مرتقب للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» تمهيداً لحل سياسي شامل، وبعد زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى موسكو ولقائه مسؤولين روساً وخصوصاً من جهاز المخابرات، علمت «نداء الوطن» أن سفير لبنان وعميد السلك الدبلوماسي العربي لدى روسيا شوقي بو نصار كثف لقاءاته مع المسؤولين الروس وسفراء الدول الفاعلة للإطلاع على ما يدور.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد حذّرت لبنان منذ نحو 10 أشهر من أن تل أبيب تحضّر لحرب مدمّرة إذا لم تقف جبهة «الإسناد»، وانطلاقاً من دورها واطلاعها على بعض الأسرار، اجتمع السفير بونصّار مع نائب وزير الدفاع الروسي الجنرال ألكسندر فومين في مقر وزارة الدفاع وناقش معه التطورات الخطيرة التي يشهدها لبنان، وشرح بو نصار مخاطر استمرار الجرائم الإسرائيلية التي تطال الأماكن السكنية والمنشآت المدنية كالمستشفيات والمدارس ودور العبادة بالإضافة إلى «اليونيفيل» وتهجير المدنيين، في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية. من جهته أكّد الجنرال فومين للسفير بو نصار وقوف روسيا إلى جانب لبنان الصديق وشعبه. وجدد إدانة موسكو للعدوان الإسرائيلي المستمر والذي بحسب رأيه يتم بغطاء أميركي كامل وفقاً للبيان الرسمي الصادر عن اللقاء المذكور والمنشور على صفحة وزارة الدفاع الروسية. وكشف الجنرال عن إرسال مزيد من المساعدات الإنسانية والطبية إلى لبنان إضافة إلى طائرات المساعدات الثلاث من وزارة الطوارئ الروسية التي وصلت سابقاً إلى بيروت وذلك بناء على توجيهات الرئيس فلاديمير بوتين والحكومة الروسية.
وإجتمع بو نصار مع مبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في متابعة للمستجدات الخطيرة. ونقل إليه التزام لبنان بتنفيذ القرار 1701 وفق ما تؤكده المواقف المعلنة والواضحة للمسؤولين فيه سواء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أو رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب.
وشدّد بوغدانوف وفق البيان الرسمي الصادر عن الخارجية الروسية بعد اللقاء على موقف بلاده الثابت في دعم استقلال لبنان واستقراره ووحدة أراضيه وشجب موسكو للإعتداءات الإسرائيلية المتواصلة التي تستهدف المدنيين و«اليونيفيل».
وكان السفير بو نصار قد التقى مطولاً سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في موسكو لين تريسي والسفير الفرنسي زخريا غروس وبحث معهما موضوع الحرب، مطالباً بضرورة قيام واشنطن وباريس والمجتمع الدولي بممارسة الضغوط المطلوبة على تل أبيب لوقف الحرب وتطبيق القرارات الدولية ولا سيما الـ 1701.