مرحلة جديدة من السياسة الأميركية تجاه لبنان في عهد ترامب
مع انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، تترقب المستويات اللبنانية المتنوعة ولاسيما السياسية، كيف ستنعكس توجهاته على المشهد السياسي في بيروت.
وما يميز هذه المرحلة هو اهتمام ترامب الملحوظ بالملف اللبناني، حيث يعزى ذلك إلى وجود شخصيات لبنانية مؤثرة ضمن فريق عمله، من أبرزهم رجل الأعمال مسعد بولس، الذي يمتلك خبرة واسعة في الشؤون السياسية والأعمال في الشرق الأوسط والولايات المتحدة. ويبدو أن وجود هذه الشخصيات قد أعطى الملف اللبناني أهمية استثنائية في سياسات ترامب، ما قد يسهم في تشكيل سياسة أميركية أكثر استدامة تجاه لبنان.
وقال مصدر ديبلوماسي في بيروت لـ«الأنباء»: «على خلاف الإدارات السابقة، تتجه سياسة ترامب إلى تقديم حلول مستدامة وشاملة للملف اللبناني. فلا يسعى ترامب، بحسب المؤشرات، إلى التدخل بقرارات جزئية أو تسويات مؤقتة، بل يتطلع إلى إرساء أسس ثابتة تنهي الأزمات المتجددة في لبنان. ويأتي هذا التوجه من قناعة أساسية بأن استقرار لبنان يصب في مصلحة أميركية وإقليمية، انطلاقا من ثابتة أمن إسرائيل التي لم تتغير عبر عقود من السياسات الأميركية، لكنها الآن تتخذ أشكالا مختلفة مع إدارة ترامب».
وأوضح المصدر «ان المعطيات تشير إلى احتمال وقف إطلاق النار وبدء تنفيذ الحلول قبل نهاية السنة الحالية، إذ تقترب المنطقة من مرحلة جديدة تلوح معها فرص وقف التصعيد. ومع ذلك، تظل التحركات الإسرائيلية العدوانية في المنطقة تشكل تهديدا واضحا. فخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهدف إلى تنفيذ استراتيجية تقوم على التدمير الكامل والتهجير الشامل، وصولا إلى ما يعتبر إبادة جماعية، تضر بالبشر والحجر والشجر».
وأشار المصدر إلى «ان وجود مسعد بولس وآخرين ضمن الفريق الاستشاري لترامب، قد يعزز فرصة تحقيق حلول دائمة للبنان، خصوصا أن بولس يتمتع بفهم عميق للتعقيدات اللبنانية والإقليمية. لكن هذه الفرصة تأتي في سياق ضغوط متزايدة من إسرائيل، التي تسعى إلى تحقيق أهداف تتعارض في شكل كبير مع استقرار لبنان. وهنا تكمن حساسية المرحلة المقبلة، إذ قد يجد لبنان نفسه أمام مسارين متناقضين: إما الاستفادة من تدخل أميركي يسعى إلى ترسيخ حلول الاستقرار المستدام، أو مواجهة عواقب الطموحات الإسرائيلية المتطرفة التي تهدد أمنه القومي ووجوده الإنساني».
وأكد المصدر ان «التحركات الديبلوماسي الحالية تظهر رغبة أميركية في رسم مسار جديد للسياسة في لبنان، قد يخفف من وطأة الأزمات. ولكن نجاح هذه الجهود يعتمد على قدرة الإدارة الأميركية على مقاومة الضغوط الإسرائيلية، والسعي بجدية نحو تحقيق سلام دائم ومستدام، يحمي لبنان من الانهيار ويعزز استقراره في منطقة مشتعلة بالصراعات».