حصاد اليوم- الحزب يردّ على التصعيد الإسرائيلي بالمِثل وحراك مصري منسّق مع الغرب لوقف إطلاق النار
مع انطلاق المرحلة الثانية من العمليات البرية الإسرائيلية في لبنان المترافقة مع تصعيد غير مسبوق في الهجمات الجوية كمًا ونوعًا لتطال كامل مساحة البلاد، ردّ “حزب الله” أيضًا بتصعيد غير مسبوق باستهدافه مواقع عسكرية إسرائيلية حسّاسة في ضواحي تل أبيب فضلًا عن مواقع أخرى في شمال إسرائيل. هذا التصعيد الاستثنائي المتبادل الذي يتزامن مع الحديث عن مساع ومبادرات دولية للوصول الى وقف لإطلاق النار لا يوحي باقتراب الوصول الى هذا الهدف، فيما عداد الضحايا في ارتفاع مستمر حتى تجاوز الـ3300 شهيد حتى اليوم.
مساعي وقف النار
في السياق، وفيما تنتظر المنطقة عودة المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين الذي اجتمع اليوم مع رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل على أحرّ من الجمر علّه يحمل مقترحات جديدة تؤدي الى التهدئة، تعمل مصر أيضًا على خط المعالجات، حيث زار وزير خارجيتها بدر عبد العاطي بيروت وجال على المسؤولين اللبنانيين، مؤكدا أن ” أن الأولوية الأولى في كل التحركات المصرية هي وقف إطلاق النار بدون أي شروط، وانهاء الشغور الرئاسي”، مشددا على “ان لا بد من أن يكون الانتخاب في اطار ملكية وطنية لبنانية لهذا الملف دون إملاءات خارجية، وان يكون رئيس توافقي بتوافق جميع طوائف الشعب اللبناني دون إقصاء لأي طرف”.
الضاحية لا تهدأ
في التطورات الميدانية، وفي تكرار لسيناريو الامس بعد ليلة تجدد فيها القصف، استهدف الطيران الاسرائيلي الضاحية الجنوبية بسلسلة من الغارات، بعد انذار أطلقه الجيش الاسرائيلي لسكان بعض المباني للاخلاء. واستهدفت الغارات حارة حريك والليلكي والغبيري. كما استهدفت غارة مبنى قرب “بروستد الزهراء” في المشرفية، وسادت حالة من الهلع بين المواطنين. واستهدفت غارة الشياح وأخرى مبنى سكنيًّا بالقرب من أوتوستراد هادي نصرالله بعد تقاطع المشرفية باتجاه روضة الشهيدين. وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي عبر اكس: جيش الدفاع استكمل موجة جديدة من الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية: على مدار الساعات الماضية تم استهداف مستودعات أسلحة ومقرات قيادة إرهابية وبطارية صواريخ لحزب الله في بيروت. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن انه قام ليل امس بتنفيذ ضربات استندت إلى معلومات استخباراتية على منشآت تخزين أسلحة ومراكز قيادة لحزب الله في الضاحية ضمن جهوده المستمرة لتفكيك وتقويض قدرات حزب الله العسكرية.
دوحة عرمون
ميدانيا ايضا، أغار الطيران الاسرائيلي فجرا،على شقة في مبنى سكني في منطقة دوحة عرمون قرب سوبر ماركت العطار، ما أدى إلى إصابة المبنى بأضرار كبيرة، وسادت حال من الهلع بين السكان. واعلنت وزارة الصحة العامة ان الغارة ادت إلى سقوط ستة شهداء، ورفعت أشلاء من المكان يتم التحقق من هوية أصحابها إضافة إلى إصابة خمسة عشر آخرين بجروح.
عمليات حزب الله
وبينما لم يهدأ القصف جنوبا وبقاعًا، استهدفت إسرائيل حاجزا للفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري في القصير بريف حمص، فيما أكد مصدر أمني أن إسرائيل تستهدف معظم الطرق بين سوريا ولبنان التي تستخدمها الوحدة 4400 لنقل أسلحة.
في المقابل، اعلن “حزب الله” أنه استهدف مقرين للاستخبارات الإسرائيلية قرب تل أبيب بطائرات مسيّرة، كما استهدف تجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي شرقي بلدة مارون الراس، تصدى لمسيرة “هرمز 450” في أجواء القطاع الأوسط بصاروخ أرض – جو وأجبرها على المغادرة. واعلن انه “تصدى لمسيرة ”هرمز 900” في أجواء القطاع الأوسط، واستهدف “تجمعا لجيش العدو في مستوطنة سعسع بصليةٍ صاروخية”. واعلن أنه “استهدف قاعدة لوجستية للفرقة 146 في جيش العدو الإسرائيلي شرقي مدينة نهاريا بصليةٍ صاروخية”.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ستة جنود في انفجار مبنى تم تفخيخه إحدى قرى جنوب لبنان.
دعم مصري
دبلوماسيا، أكد وزير الخارجية المصري الذي جال على المسؤولين أن “الهدف واحد وهو وقف العدوان الاسرائيلي الغاشم في أقرب وقت على لبنان”. وقال “لدينا اتصالات مع كل الأطراف الدولية والإقليمية وهناك اتصالات يومية مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والاتحاد الأوروبي والأشقاء العرب لوقف هذا العدوان”.
لانتخاب رئيس
وزار عبد العاطي عين التينة حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقال بعد اللقاء “اكدت للرئيس بري ان الاولوية في كل التحركات المصرية هي لوقف النار من دون اي شروط. .ندين العدوان ونواصل اتصالاتنا لوقفه، ونؤكد ضرورة استكمال مؤسسات الدولة وخصوصا الرئاسة وبالتالي انهاء الشغور فيها”.
دعم الجيش
وزار عبد العاطي قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه في اليرزة بحضور السفير المصري في لبنان علاء موسى، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان. وأكّد الوزير عبد العاطي التزام مصر بدعم الجيش.
مصالح لبنان
في التحركات الخارجية، و في إطار جولته على العواصم الغربية انتقل النائب سامي الجميّل من باريس إلى واشنطن لعقد سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين المعنيين بالملف اللبناني. وإلتقى هناك آموس هوكشتاين واطلع منه على التطورات وما توصلت إليه آخر المساعي التي تبذل لوقف إطلاق النار في لبنان. وشدد الجميّل في اللقاء على ضرورة أن تكون مصالح لبنان الوطنية حاضرة على طاولة أي تسوية يجري العمل عليها، وأن تكون سيادة الدولة واستعادة قرارها الحر ومصلحة الشعب اللبناني في صميم أي اتفاق يمكن أن يعقد.
حماية الأماكن الأثرية
في الحراك الداخلي، زار وفد من تكتل “الجمهورية القوية” ممثلة الامين العام للأمم المتحدة في لبنان جنين هينيس بلاسخارت، وسلمها عريضة موقعة من أعضاء التكتل، تطالب اليونسكو بحماية الأماكن الأثرية من الاستهداف والدمار خلال الحرب. وتطرق الوفد خلال الزيارة إلى مواضيع أخرى لا سيما تلك المرتبطة بكيفية تطبيق القرار الدولي 1701 بكامل مندرجاته بما فيها القراران 1559 و1680 وكل ما يعزز بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وحدودها وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني.
لقاءات
الى ذلك، وفي وقت اجتمع الرئيس بري مع السفيرين الفرنسي ايرفيه ماغرو والروسي الكسندر روداكوف، عقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات وزارية في السراي، حيث عرض مع نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي الأوضاع الراهنة وشؤونا وزارية والتعاون مع البنك الدولي. واجتمع رئيس الحكومة مع وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية، ووزير الاتصالات جوني القرم.