تنسيق فرنسي- أميركي في مهمة هوكشتاين وضوء أخضر من ترامب
قبل وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، أكد أكثر من مسؤول فرنسي لـ “النهار” أن التنسيق وتبادل التقييم بين فرنسا والولايات المتحدة يجريان بشكل متواصل منذ اللقاء الأخير بين الرئيسين جو بايدن وإيمانويل ماكرون في باريس الصيف الماضي.
وتوقعت مصادر فرنسية رفيعة المستوى أن يزور هوكشتاين العاصمة الفرنسية بعد زيارته لبنان وإسرائيل في طريق عودته الى واشنطن. وقالت المصادر إن الورقة الأميركية ليست بعيدة عن الطرح الفرنسي لوقف إطلاق النار الذي تم تقديمه قبل شن إسرائيل الحرب الواسعة على لبنان، علماً أن الجانب الأميركي أكد للفرنسيين أن هوكشتاين حصل من الرئيس المنتخب دونالد ترامب على الضوء الأخضر لإكمال مسعاه لوقف الحرب في لبنان. كما تردد أيضاً أن هذا المسعى أثير خلال لقاء بايدن وترامب في البيت الأبيض.
إلى ذلك، كشفت مصادر فرنسية مطلعة أن الموضوع الأساسي الآن هو معرفة حقيقة ما يدور في ذهن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالنسبة الى حربه على لبنان واحتمال انسحاب جيشه. فالاقتراح الأميركي الحالي يسعى لوقف اطلاق النار وبعد ذلك التفاوض لتنفيذ القرار 1701 . وعليه ينبغي أولاً وقف الحرب وإقناع إسرائيل بالانسحاب والاتفاق على من يضمن سحب “حزب الله” سلاحه من جنوب الليطاني الى شماله.
زيارة هوكشتاين بيروت المتوقعة يوم الثلاثاء ستتركز على النقاط التي أراد توضيحها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري حول الورقة الاميركية التي، بحسب مصادر فرنسية وأميركية، لم يرفضها بري لكنه طلب تعديل بعض النقاط فيها في ما يتعلق بجنسيات عناصر القوة التي ستشارك في آلية مراقبة وقف اطلاق النار وكيفية عملها. فهناك نقاط عديدة مطلوب توضيحها والجانب الفرنسي مطلع على تفاصيل المسعى الأميركي.
في غضون ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية غربية أنه تم تدمير قدرات “حزب الله” بشكل كبير، إضافة إلى البنية التحتية المدنية والاقتصادية والاجتماعية للحزب ومنها مباني مؤسسات اجتماعية ومختبر طبي حديث ومخابئ أموال، لكن ما زالت للحزب قدرات عسكرية وصواريخ متنوعة وهو مستمر في استخدامها. وقالت المصادر إن تهريب الأسلحة من سوريا الى لبنان اصبح غير ممكن بسبب مراقبة إسرائيل المعابر وقصفها المستمر.
على صعيد آخر، أفادت مصادر فرنسية مطلعة على الموقف السعودي بالنسبة الى الحرب في لبنان وفي غزة بأن الجانب السعودي أبلغ الفرنسيين خلال محادثات وزيري خارجية البلدين في باريس يوم الخميس أن السعودية، كما اعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، متمسكة بحل الدولتين وانشاء دولة فلسطينية وأن على السلطة الفلسطينية ان تجري إصلاحات ضرورية .
وبالنسبة إلى العلاقات السعودية- الإيرانية قالت المصادر لـ”النهار” إن السعودية ترى في التقارب مع إيران الكثير من الفوائد لأمنها وأمن المنطقة، لكن هذا التقارب مع ايران لا يمنعها من رؤية أن تقليص قدرات “حزب الله” العسكرية والحد من نفوذه في لبنان هو لمصلحة لبنان واللبنانيين.