حصاد اليوم- لبنان ينتظر تحت الغارات نتائج مهمة هوكشتاين وقرار ملزم من الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغالانت
على وقع صراع إقليمي دولي على أرضه يبلغ حد الاحتلال، أحيى لبنان الذكرى الحادية والثمانين للاستقلال، والقصر الجمهوري فارغ، والسراي تحتضن حكومة تصريف أعمال، ومجلس النواب مقفل حتى إشعار آخر بقرار من رئيسه، فيما الجيش الإسرائيلي يمارس القضم التدريجي من أرضه، وطائراته تغير على الجنوب والبقاع ولا توفر بيروت وضاحيتها الجنوبية. إلا أن الخبر الأهمّ جاء اليوم من مقر المحكمة الجنائية الدولية في هولندا التي أصدرت قرارا ملزما لكل الدول الأعضاء في المحكمة والاتحاد الأوروبي باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع المُقال يوآف غالانت على خلفية ارتكاب جرائم حرب في غزة. وإن لم ينفّذ القرار عمليًا، الا انه سيحرم نتنياهو وغالانت من زيارة 120 دولة عضو في المحكمة.
دخان تل أبيب
في الأثناء ينتظر اللبنانيون الدخان الأبيض ليتصاعد من تل أبيب معلنًا موافقة نتنياهو على وقف لاطلاق النار وفقًا للورقة الأميركية والرد اللبناني عليها، تبعًا للنتائج التي ستخرج بها مفاوضات المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين في اسرائيل، فيما تصعيد الغارات الأسرائيلية على الضاحية الجنوبية اليوم إضافة الى قرى الجنوب والبقاع لا توحي بالإيجابية.
فرص الحل الدبلوماسي
وبينما التقى هوكشتاين رئيس الحكومة الاسرائيلية، اعتبرت الحكومة الأميركية أن “إسرائيل حققت بعض الأهداف المهمة في حربها ضد حزب الله وأن نهاية الحرب قد تكون قريبة”. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي في واشنطن: “ما رأيناه هو أن إسرائيل حققت عددا من الأهداف المهمة. لقد رأينا إسرائيل على مدار الشهرين الماضيين، فعالة جدا في تطهير البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود، ولهذا السبب نعتقد أننا في المكان الذي يمكننا فيه التوصل إلى حل ديبلوماسي الآن”.
ذكرى الاستقلال
في الاثناء، أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “أن اللبنانيين مصرّون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالِهم، لإيمانهم بما تحملُ لهم من معاني الحريةِ والسيادةِ والوحدةِ الوطنية، وبما تَبعَثُ في نفوسِهم مِن رجاءٍ بغدٍ أفضل”. وشدد على “ان الجيش، الذي يستعد لتعزيز حضوره في الجنوب، يقدم التضحيات من ارواح ضباطه وعناصره زودا عن ارض الوطن وسيادته واستقلاله، معززا بثقة اللبنانيين بأنه الامل والمرتجى”.
ميقاتي في اليرزة
وكان رئيس الحكومة قد توجه الى وزارة الدفاع الوطني صباحا، حيث وضع اكليلا من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الجيش . وكان في استقباله وزير الدفاع الوطني موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون وكبار الضباط. وزار ميقاتي قائد الجيش في مكتبه، وجرى البحث في الوضع الامني في البلاد وتعزيز دور الجيش لا سيما في الجنوب. وحيا “قائد الجيش ورعايته الابوية لشؤون المؤسسة العسكرية ومطالبها واندفاعه في حمايتها والذود عن كرامة عسكرييها”.
أمر اليوم
بدوره اكد العماد عون ان “الجيش لا يزال منتشرًا في الجنوب حيث يقدّم العسكريون التضحيات ويستشهدون من أجل لبنان، ولن يتركه لأنّه جزء لا يتجزّأ من السيادة الوطنية، وهو يعمل بالتنسيق مع قوّة الأمم المتّحدة الموقتة في لبنان “اليونيفل” ضمن إطار القرار 1701″. وقال قائد الجيش في أمر اليوم: “يتابع الجيش تنفيذ مهمّاته على كامل الأراضي اللبنانية، متصدّيًا لكلّ محاولات زعزعة الأمن والاستقرار لأن الوحدة الوطنية والسلم الأهلي على رأس أولوياته، وهما الخط الأحمر الذي لن يُسمح لأي كان بتجاوزه، علمًا أنّ حماية الوطن والحفاظ عليه مسؤولية جامعة ومشتركة لكل اللّبنانيين. إنّ الافتراءات وحملات التحريض التي يتعرّض لها الجيش لن تزيده إلّا صلابة وعزيمة وتماسكًا، لأنّ هذه المؤسسة التي تحظى بإجماع محلي ودولي، ستبقى على مبادئها والتزاماتها وواجباتها تجاه لبنان وشعبه بعيدًا عن أي حسابات ضيّقة”.
الغارات لا تتوقّف
في الميدان، وبعد ساعات من مغادرة هوكشتاين لبنان، تجددت الغارات على الضاحية الجنوبية فجرًا وتواصلت طوال اليوم على دفعات بعد سلسلة انذارات اطلقها الجيش الاسرائيلي بالاخلاء لمناطق حارة حريك وبئر العبد والغبيري والكفاءات والشياح. وقال الجيش الاسرائيلي: استهدفنا مقرات قيادة وبنى تحتية عسكرية لحزب الله في بيروت.وطالت الانذارات صور، في وقت استهدفت الغارات ايضا قرى الجنوب والبقاع. وأدت غارة على طريق النبطية مرجعيون طريق الخردلي، إلى انقطاع الطريق بالكامل. كما قام الجيش الاسرائيلي بعملية تفجيرات كبيرة في الخيام، ناسفا المنازل والمباني السكنية خلال عملية توغله في البلدة.
عمليات الحزب
في المقابل، سجلت سلسلة عمليات ل”حزب الله” الذي اعلن عن اطلاقه “صلية صاروخية على موقع الإنذار المبكر “يسرائيلي” على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل”. واعلن انه تصدى “لمسيرة هرمز 900 بصاروخ ارض جو”. كما رمى “للمرة الأولى بصلية صواريخ نوعية قاعدة حتسور الجوية شرقي مدينة أشدود”.
حماية المواقع التراثية
الى ذلك، وفي خطوة لافتة، كتبت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت عبر حسابها على “أكس”: “في بعلبك، لا يسع المرء إلا أن ينبهر بعظمة المعابد التي شيدها الإنسان، بينما يعتصر القلب ألماً على الدمار المحيط الناتج عن صراعات بشرية. حماية مواقع التراث اللبناني المدرجة على لائحة اليونسكو والبنية التحتية المدنية الأخرى ضرورة ملحّة”.