حصاد اليوم- الحريري يحرّك المياه الراكدة سياسيًا لأسبوع وتساؤلات عن احتمال عودته الى المعترك السياسي
فيما ظل التصعيد سيّد الموقف جنوبًا، شكلت عودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى بيروت لإحياء ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري الأربعاء، الحدث السياسي الوحيد اليوم، في ضوء كلام كثير يقع كله في خانة التحليل، حول احتمال عودة الحريري عن قراره تعليق العمل السياسي الذي اتخذه قبل عامين، وهو ما يشي بتطورات داخلية كبيرة قد تواكب التسويات التي يتم ترتيبها للمنطقة ومن ضمنها لبنان.
في عودته الثانية الى بيروت بعد تعليق عمله السياسي، ستنجذب الانظار على مدى اسبوع إلى بيت الوسط انتظارًا لمستقبل “المستقبل” ورئيسه، وهي عودة ستحرّك بالتأكيد المياه الراكدة في السياسة الداخلية، وبخاصة اذا كانت مرغوبة أو ربما مطلوبة من قوى إقليمية ودولية فاعلة.
السراي أولًا
وافتتح الحريري أسبوعه في بيروت رسميا اليوم بزيارة الى السراي الحكومي، فيما تبقى سائر لقاءاته طي الكتمان حتى الساعة وموضع رصد لجهة طبيعتها ونوعيتها ومن ستشمل من السياسيين والدبلوماسيين، وفي شكل خاص الخليجيين منهم، كونها تشكل مؤشرا الى الاتجاه الذي سيسلكه الحريري لناحية الاستمرار بتعليق عمله السياسي او العودة عنه.
فقد زار الحريري رئيسَ حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي عند الثانية من بعد الظهر، حيث اقيمت له مراسم الاستقبال الرسمية، ثم عقد الرئيسان اجتماعا في مكتب رئيس الحكومة. ورحّب رئيس الحكومة بالرئيس الحريري، وتمنى “ان تكون ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط مناسبة جامعة تؤكد وحدة اللبنانيين في وجه الاخطار المحدقة بلبنان”. بعد ذلك أولم الرئيس ميقاتي تكريما للرئيس الحريري في مشاركة الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة.
دعوة إلى التهدئة
ايضا، إستقبل ميقاتي قبل الظهر في السراي، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وتم عرض لتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة. وأعربت السفيرة فرونتسكا عن تقديرها “لجهود الحكومة اللبنانية في شأن الحل الدبلوماسي لموضوع الجنوب”، ودعت كل الأطراف في المنطقة الى التهدئة.
كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية، فرونتسكا وعرضا للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة. كما إستقبل رئيس المجلس وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب حيث تم عرض للاوضاع العامة.
التصعيد سيّد الموقف
في المستجدات الميدانية، بقي التصعيد الاسرائيلي سيدَ الساحة جنوبا. في السياق، اعلن الدفاع المدني عن سقوط 4 قتلى جراء قصف إسرائيلي على منزل في مارون الراس. واستهدفت مسيّرة إسرائيليّة سيارة بالقرب من مستشفى بنت جبيل الحكومي قال الجيش الإسرائيلي إن بداخلها عناصر من “حزب الله”. وقد افيد ان المستهدف مسؤول منطقة مارون الرأس في “حزب الله” محمد علوي.
وشن الجيش الاسرائيلي غارة على بلدة طيرحرفا استهدفت منزلا في وسط البلدة ما ادى الى اصابة شخصين بجروح إصابتهم خطرة، فيما تمكن عناصر جمعية “الإسعاف الصحي” من إجلاء ثلاثة مواطنين كانوا محتجزين في منزلهم جراء القصف الى منطقة آمنة.
وكانت الاحراج في منطقة اللبونة في شرق الناقورة تعرضت لقصف مدفعي متقطع. واستهدف الطيران الاسرائيلي بلدة الجبين. وتعرضت الخيام فوق منطقة الشاليهات لقصف مدفعي، فيما اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على البلدة. كما اغار على دفعتين على تلة العويضة بين كفركلا وعديسة قضاء مرجعيون. وقصفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدة الضهيرة.
“الحزب” ينعى شهيدين
من جهته نعى “حزب الله” الشهيدين محمد باقر حسان وعلي أحمد مهنّا، فيما اعلنت المقاومة الإسلامية عن استهداف التجهيزات التجسسية في موقع الرادار بصاروخ موجّه واصابته.
الاستقرار أولوية
وبينما تستمر مساعي الخارج لمنع تمدد الحرب الى لبنان، اكد الوزير بوحبيب بعد لقائه كلا من سفيري فرنسا هيرفيه ماغرو واسبانيا خيسوس سانتوس اغوادو ان “استقرار الوضع في الجنوب هو الاولوية للبنان، والتطبيق الشامل والمتوازن للقرار 1701، ما يوقف الخروقات ويؤدي الى انسحاب اسرائيل الى الحدود المعترف بها دوليا، بما فيها مزارع شبعا، هو المدخل لتحقيق الأمان.
“الجهاد” عند نصرالله
في المقابل، التقى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين زياد نخالة، حيث جرى استعراض المستجدّات في قطاع غزة والضفة الغربية ميدانيًّا وشعبيًّا وسياسيًّا، و”أوضاع جبهات الدّعم والمساندة الّتي يُقدّمها محور المقاومة في السّاحات المختلفة”. وأوضح “حزب الله” في بيان، أنّ “التّداول تمّ بالاحتمالات القائمة والتّطوّرات المتوقّعة، سواءً على مستوى الميدان أو الاتصالات السّياسيّة”، مشيرًا إلى أنّ “الجانبين أكّدا ضرورة الثّبات ومواصلة العمل بقوّة، لتحقيق النّصر الموعود”.
اجتماعات مالية
ماليا، إجتمع الرئيس ميقاتي مع وزير المالية يوسف الخليل وتم البحث في الأوضاع المالية والاقتصادية ومتابعة البحث الذي جرى في مجلس الوزراء بشأن العاملين في القطاع العام. كما اجتمع ميقاتي مع حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري.
في السياق نفسه، وبعد توزيع مشروع القانون المتعلق بمعالجة اوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها على الوزراء، افيد ان ميقاتي بصدد الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء وعلى جدول أعمالها بند وحيد وهو مشروع القانون المذكور وقد تُعقد في 22 او 23 الجاري.
ضريبة الدعم
واستقبل ميقاتي أيضًا رئيس “تجمع الشركات المستوردة للنفط في لبنان” مارون الشماس الذي قال انه “تم البحث في ما تقرر في الجلسة النيابية الاخيرة لجهة اضافة بند على قانون الموازنة يقضي باضافة ضريبة على الدعم تطال قطاعات عديدة”. وطالب الشماس بضرورة إعادة النظر في هذه الضريبة التي لا يجب أن تطال الشركات والمؤسسات التي عملت بشكل قانوني”.