لا مبادرات أردنية بل رسالة دعم من عبد الله لقائد الجيش
ما كادت زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للأردن تنتهي، حيث كان له لقاء مع الملك منتصف الشهر الجاري، حتى حطّ قائد الجيش العماد جوزف عون بناءً على دعوة رئيس الأركان في الجيش الأردني اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي.
اتسمت الزيارة بدلالات بارزة بعد اللقاء الذي جمع عون بالعاهل الأردني، حيث تناول البحث الوضع في لبنان في ظل العدوان الإسرائيلي والتحديات التي تواجهها المؤسسة العسكرية.
ليست زيارة عون للأردن الأولى، ولكن الإعلان عنها في هذا التوقيت ترك انطباعات لدى بعض الأوساط السياسية حيال مدى ارتباطها بالملف الرئاسي في ظل بروز دعم دولي لترشيح قائد الجيش للرئاسة. كما أن زيارة عون جاءت بعد زيارة ميقاتي، وسبقت الزيارتين زيارة لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لبيروت، ولقاء جمع ميقاتي بالملك في قبرص، الأمر الذي أوحى بوجود مساعٍ أردنية تتصل بالجهود المبذولة للتوصّل إلى وقف النار.
وفيما ذهب البعض إلى وضع زيارة عون في إطار حسابات رئاسية، ذهب البعض الآخر إلى وضع زيارة ميقاتي في سياق طلب الوساطة الأردنية إلى جانب المملكة العربية السعودية من أجل إعادة الحرارة إلى العلاقة الفاترة مع المملكة. فأيّ حسابات تصح في تفسير الزيارتين، وهل هذه التفسيرات في محلها أم تنطوي على شيء من التضخيم؟
على محور زيارة قائد الجيش، تقرأ مصادر عسكرية في استقبال العاهل الأردني لعون رسالة دعم واضحة للجيش. وقد كانت مناسبة لعون لشكر المملكة الهاشمية على الخط الجوّي المفتوح لتقديم مساعدات للجيش، وقد بلغ عدد الطائرات التي نقلت مساعدات إنسانية وإغاثية وطبية وعتاداً ١٤ طائرة. كما كانت مناسبة لعرض حاجات المؤسسة العسكرية على مستوى التدريب والآليات العسكرية التي يحتاج إليها، ولا سيما في ظل استعداد القيادة لتنفيذ القرار الدولي ١٧٠١ القاضي بنشر وحدات من الجيش في الجنوب. وقد عكس اهتمام الملك عبد الله بقائد الجيش حجم الثقة التي يحظى بها لدى القيادة الأردنية، والتي دفعتها إلى استقبال عون.
أما على محور رئيس الحكومة، فثمة تأكيد في أوساط قريبة منه أن الزيارة تأتي في إطار الجهود التي يبذلها ميقاتي على مستوى الحراك الديبلوماسي الخارجي لحشد الدعم للبنان توصلاً إلى وقف لإطلاق النار، بدءاً من باريس وإيرلندا ولندن وصولاً إلى الأردن، فالسعودية حيث سيشارك ميقاتي في القمة المقررة للدول العربية والإسلامية التي ستنعقد في الرياض في ١١ نوفمبر المقبل لمتابعة الوضع في المنطقة. وكان ميقاتي قد تلقى الدعوة للمشاركة من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في زيارته الأخيرة لبيروت.