حصاد اليوم- إسرائيل تمزّق الاتفاقات بقصف الضاحية والنبطية وقمة بكركي تطالب بتطبيق الـ1701 وانتخاب رئيس
فيما تواصل إسرائيل جرائمها المتنقلة على مساحة الوطن، من النبطية الى قانا وتولين ورياق والضاحية الجنوبية، وفي ظل انكفاء المبادرات الدولية لتحقيق وقف لإطلاق النار بموازاة عجز مجلس الأمن عن استصدار قرار بهذا الشأن، استضافت بكركي اليوم قمة روحية اسلامية- مسيحية جامعة بهدف تنفيس الاحتقان الداخلي الناتج عن الانقسام السياسي والطائفي العامودي المخيّم على البلاد، فكان اتفاق على وجوب تطبيق القرار 1701 كاملا فورا، واعادة تكوين المؤسسات الدستورية وقيام مجلس النواب بانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بثقة اللبنانيين”.
قمة بكركي
القمة الروحية الجامعة التي استضافها الصرح البطريركي في بكركي وشارك فيها ممثلون عن كل الطوائف، أكدت في بيانها الختامي على ضرورة “الشروع فورًا بتطبيق القرار 1701 كاملًا، وعلى ضرورة اضطلاع الحكومة بمسؤولياتها كاملة مع مجلس النواب والسعي إلى حشد الدعم العربي”. وأشارت الى ان “البحث جرى في العدوان الهمجي الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي غير مكترث بالأمم المتحدة والقرارات الدولية إذ إنّه يُمعن بالإبادة الجماعية”. ودعت مجلس الأمن الدولي “للاجتماع فوراً ومن دون أي تلكؤ لوقف إطلاق النار ووقف المجزرة الإنسانية بحق لبنان”.
مجزرة النبطية
في الميدان، واصل العدو الإسرائيلي تنفيذ مجازره على مساحة البلاد ضاربًا عرض الحائط بالقوانين والأعراف الدولية من جهة، ومؤكدًا من جهة ثانية عدم التزامه بالاتفاق الذي حُكي عنه بين بيروت وواشنطن وبالضمانات الأميركية في هذا المجال. وفيما الغارات لم ترحم قرى الجنوب والبقاع، تعرضت النبطية لاعنفها حيث أدّت غارة معادية إلى تدمير مبنى البلدية ووفاة رئيسها احمد كحيل وبعض الاعضاء بالإضافة إلى مسؤول الإعلام محمد بيطار والموظف محمد زهري، الذين كانوا متواجدين داخل المبنى. كما تعرضت سرايا النبطية الحكومية لعدوان اسرائيلي حيث استهدف الطيران مدخلها الشرقي بغارة دمرت معظم المكاتب الشرقية فيها والحقت اضرارا بعشرات السيارات المركونة بجوارها. وافادت وزارة الصحة بسقوط 6 شهداء و 43 جريحا في مجزرة النبطية فيما اعمال البحث عن مفقودين مستمرة.
برسم العالم الساكت
في ردود الفعل، أدان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي العدوان الاسرائيلي الجديد على المدنيين في مدينة النبطية والذي استهدف قصدا اجتماعا للمجلس البلدي للبحث في وضع المدينة الخدماتي والاغاثي. وقال: “ان هذا العدوان الجديد، معطوفا على كل الجرائم التي يرتكبها العدو الاسرائيلي في حق المدنيين، هو برسم العالم الساكت عمدا على جرائم الاحتلال، مما يشجعه على التمادي في غيّه وجرائمه”. اضاف: “اذا كانت كل دول العالم عاجزة عن ردع عدوان موصوف على الشعب اللبناني، فهل ينفع بعد اللجوء الى مجلس الامن للمطالبة بوقف اطلاق النار؟ وما الذي يمكن ان يردع العدو عن جرائمه التي وصلت الى حد استهداف قوات حفظ السلام في الجنوب؟ واي حل يرتجى في ظل هذا الواقع”؟
حماية المدنيين
بدورها، قالت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة جينين هينيس-بلاسخارت إنه يتعين “حماية المدنيين في جميع الأوقات”. وأفادت في بيان تعليقا على الهجوم على النبطية بأن “انتهاكات القانون الإنساني الدولي غير مقبولة على الإطلاق”. وأضافت “يتعين حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في الأوقات كافة”، معتبرة أنه “حان الوقت لأن توقف الأطراف المعنية كافة إطلاق النار فورا وتفتح الباب أمام الحلول الدبلوماسية”.
غارة على الضاحية
أيضًا في التطورات الميدانية، خرق الجيش الاسرائيلي الهدوء الحذر الذي سيطر على الضاحية في الأيام الخمسة الماضية، باستهداف مبنى في حارة حريك صباحاً وذلك بعد إنذار بإخلائه أصدره المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي. وتصاعدت أعمدة الدخان في المنطقة المستهدفة. وفي هذا السياق، اشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي الى ان هدف الهجوم على الضاحية بنية عسكرية لـ حزب الله، فيما اعلن أدرعي أن “جيش اسرائيل أغار على مستودع أسلحة استراتيجية لحزب الله تم تخزينها في مستودع تحت الأرض في الضاحية الجنوبية في بيروت، بتوجيه استخباري دقيق من هيئة الاستخبارات العسكرية “.
عمليات الحزب
في المقابل، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات “استهداف صفد ومستوطنة يفتاح ومرابض مدفعية الجيش الإسرائيلي في دلتون وديشون بصليات صاروخية”. كما استهدف “تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي على تل القبع في مركبا بقذائف المدفعية ومستعمرة كرمئيل بصلية صاروخية كبيرة”، واستهدف أيضًا “دبابة ميركافا في محيط بلدة راميا بصاروخ موجه وأوقع طاقمها بين قتيل وجريح”. واستهدف “تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في مسكفعام بقذائف المدفعية”.
شكوى جديدة
على المستوى الدولي، وفي وقت اعلنت الخارجية الفرنسية ان الدول الأوروبية ستبقى ملتزمة بالـ”يونيفل” في لبنان ، تم تقديم شكوى جديدة الى مجلس الأمن بشأن الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان خلال الفترة من 3 ولغاية 14 تشرين الأول 2024. وأدان لبنان استمرار اسرائيل في خرقها للسيادته بحراً وبراً وجواً، واستهدافها مراكز الجيش اللبناني، وهيئات الإسعاف والاغاثة، والمدنيين غير المشاركين في الأعمال الحربية بقصف عشوائي للمدن والقرى، على غرار ما حصل في بلدة أيطو ومنطقتي النويري ورأس النبع وغيرها من المناطق. إضافة الى استهدافها محطات نقل المياه، ومعبر المصنع الحدودي، وشنّها غارات على محيط قلعة بعلبك المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو. كما ادان لبنان إنتهاج إسرائيل سياسة التصفية والاغتيالات الممنهجة عبر الغارات الجوية المباغتة في المدن والقرى والأحياء المأهولة بالسكان، دون أي اكتراث بحياة المدنيين.