ابو كسم: لاعلان حال طوارئ سينودسية لانقاذ التعليم
اعلن في مؤتمر صحافي في المركز الكاثوليكي للإعلام عن اطلاق المؤتمر السنوي الثامن والعشرين للمدارس الكاثوليكية بعنوان: “الحوكمة في المدارس الكاثوليكيّة من منظور الديناميّة المجمعيّة” الذي سيعقد في 6 و7 ايلول المقبل على ان يفتتح في يومه الاول في مدرسة مار الياس للراهبات الأنطونيات – غزير برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وبحضور وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي اما في اليوم الثاني فستعقد حلقات بحث في مختلف المناطق.
وشارك في المؤتمر الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان الأب يوسف نصر، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبده أبو كسم وعضو اللجنة المنظمة للمؤتمر وليم سرور.
بداية رحب ابو كسم بالحضور متمنيا النجاح للمؤتمر طارحا هواجس اهالي التلامذة والمعلمين والمدارس.
وقال: “الاب يوسف نصر مناضل من اجل ثلاثة اهداف يحملها في مهامه كأمين عام للمدارس الكاثوليكية: الهم الاول هو كيف يمكن ان يؤمن لكل تلميذ مقعدا في مدرسته هذه السنة رغم كل الظروف الاقتصادية والمعيشية والمالية الصعبة، كي يحصل على حقه في التعليم، والهم الثاني هو كيفية تأمين رواتب المعلمين بما يكفل لهم حياة كريمة حتى تأمين هذا العام الدراسي كما يجب، اما الهم الثالث فهو هم الاهل الذين هم اليوم في حيرة يسمعون وزير التربية ما يقوله بأن لا زيادات ولا دولرة للاقساط من جهة ومن جهة ثانية كيف يجب بحكمة ان نساعد الاهل من اجل دعم المدرسة لكي يستمر التعليم”.
واضاف: “هي حلقة مفرغة لكن الاب نصر، ونحن معه، يحاول كل يوم ان يجد مخرجا لهذه الامور الثلاثة لكي ينقذ العام الدراسي”.
ودعا ابو كسم الى “تشكيل قوة متضامنة في ظل غياب الدولة من خلال مسيرة سينودسية لتأمين تعليم اولادنا والحفاظ على المدرسة الكاثوليكية”.
وقال “نحن مدعوون ككنيسة الى اعلان حالة طوارئ للتعليم لاننا اذا فقدنا هذه الركيزة نفقد مستقبل اولادنا ولبنان الذي قام في الاساس على المدارس الارسالية منذ اكثر من مئة سنة وساهمت في النهضة اللبنانية والعربية فاذا فقدنا هذه المدرسة وهذه الارساليات نقضي على مستقبل اولادنا، لذلك علينا تأمين حقوق التلامذة والمعلمين والمدرسة ومن اجل ذلك يجب ان نتعاون جميعا فهذه هي مسؤولية الاهل والمعلمين والكنيسة والتلامذة كي ننقذ هذه المدرسة الكاثوليكية كي تبقى منارة في هذا الشرق”.
وختم: “نحن نمر بأزمة والازمات لا تدوم، نحن نمر في نفق وسنخرج منه ولكن المطلوب تكثيف جهودنا لانقاذ العام الدراسي”.
ثم كانت كلمة للاب نصر قال فيها: “ان الاضطرابات الاقتصاديّة والصحيّة والسياسيّة الكبرى التي يمرّ بها لبنان في السنوات الأخيرة أدّت بشكل مباشر إلى إضعاف القطاع التربويّ، لدرجة جعلت أيّ محاولة لتقويم أو إصلاح هذا القطاع مستحيلة من دون اعتماد استراتيجيّات جديدة، تكون ثمرة دراسات مشتركة وتَحمّل مسؤوليّات وطنيّة، تجنّبًا لانهيار النظام بأكمله”.
اضاف: “لقد تحمّلت المدارس الكاثوليكيّة في لبنان، بما أنّها جزء من هذا النظام التربويّ، العبء الثقيل من جرّاء الأزمة الاقتصاديّة. وعلى الرغم من حدّة هذه الأزمة، فقد واصلت المدارس الكاثوليكيّة رسالتها في دعم التعليم لكونه الركيزة الأساسيّة للنسيج الاجتماعيّ اللبنانيّ والدعامة الصلبة لمستقبل الأجيال الجديدة. إلّا أنّ السنوات الأخيرة، كشفت هشاشة البنية الإداريّة في مؤسّساتنا التربويّة، وأظهرت صعوبات “السير معًا” ككنيسة واحدة ؛ فكلّ مؤسّسة حاولت منفردة إيجاد الحلول اللازمة للتعامل مع الأزمة، راسمةً مسارها الخاص للخروج منها”.
وشدد نصر على انّ” تجربة السنوات الماضية، تحتّم علينا وضع استراتيجيّة كنسيّة شاملة، ذات رؤية مستقبليّة، حيث يشكّل التزام كافة مكوّنات الأسرة التربويّة عامل وحدة وشكلاً من أشكال التضامن الإجتماعيّ. علينا إيجاد أساليب جديدة لاتّخاذ القرارات تكون ذات طابع وحدويّ تشاركيّ، والاستغناء عن ممارسة السلطة بالطريقة التقليديّة. لذلك أصبح من الضروريّ اعتماد السينودوسيّة في إدارة مدارسنا، وهذا يتطلّب منّا تواصلًا في العمق وحلقات بحث وتفكير ومقاربة عصريّة من أجل ضمان استمراريّة مؤسّساتنا”.
وقال: “المطلوب اليوم هو إعادة النظر في كيفيّة عمل مؤسّساتنا وتقييمها، لذلك يجدر بنا التوقّف عند السؤال التالي: ما الذي يعزّز في مدارسنا الكاثوليكيّة الالتزام والتعاون بين كافة مكوّنات الأسرة التربويّة، نعني بهم: أصحاب الإجازة والإدارة، الهيئة التعليميّة والموظّفين، الطلّاب والأهل، القدامى والأصدقاء؟”
اضاف: “نطمح من خلال هذا المؤتمر الثامن والعشرين للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان، أن نكون جزءًا من عمليّة التحضير لسينودس الأساقفة الذي أعلن عنه قداسة البابا فرنسيس والمزمع انعقاده في العام 2023، علّنا نصل إلى إرساء مفهوم الحوكمة السينودوسيّة في إدارة مدارسنا، فنكون بذلك أمناء لرسالتنا وعلّة وجودنا، ونمهّد الطريق من أجل مستقبل أفضل”.
ولفت الى ان “في اليوم الأول من المؤتمر، سنحاول معًا إعادة النظر في إدارة مؤسّساتنا استنادًا إلى الديناميّة السينودسيّة، وبالتالي إعادة التفكير بالمفاهيم المرتبطة بذلك، كالعيش معًا، تنوّع الالتزامات، المسؤوليّة المشتركة، قبول الآخر، مشاركة جميع الجهات الفاعلة في العمل التربويّ، بغية التكيّف مع التغيّرات المطلوبة.
أما اليوم الثاني، فأردناه يوم مشاركة وتواصل مباشر بين كافة مكوّنات الأسرة التربويّة على امتداد الوطن، ضمن ستّ مناطق جغرافيّة، وذلك للتحليل سويّا وتبادل الخبرات كخطوة أولى من “السير معًا” نحو غدٍ أفضل”.
واوضح ان المؤتمر يهدف الى “وضع مفهوم الحوكمة تحت المجهر عبر طرح مروحة من الخبرات السينودوسيّة والخيارات النبويّة، لكي يصبح النهج المجمعيّ أسلوب عمل دائم في المدرسة الكاثوليكيّة، واستنباط أساليب فعّالة لاعتماد النهج السينودوسيّ، ترتكز على التمحيص والتمييز والتقييم، من أجل بناء رجاء للمستقبل، كما يهدف الى تطوير روح الانتماء والالتزام والمسؤوليّة المشتركة في إدارة المدرسة الكاثوليكيّة على كافة المستويات”.
ثم عرض سرور لبرنامج المؤتمر فأشار الى ان “اليوم الاول منه يبدأ بمشهديّة روحيّة أردناها صورة عن الديناميّة السينودسيّة التي نسعى اليها، إذ سيشارك في هذا الحفل ممثلون عن مختلف مكوّنات الأسرة التربويّة، من رئيسات ورؤساء عامين، مدراء مدارس، أساتذة، أهل، قدامى وتلامذة، وبمشاركة جوقة فيلوكاليّا. ثمّ تبدأ مباشرة الجلسة الافتتاحيّة التي ستتخلّلها كلمة الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان الأب يوسف نصر، وثم كلمة السيّد فيليب ديلورم – أمين عام المدارس الكاثوليكيّة في فرنسا، تليها كلمة المطران حنا رحمة – رئيس اللجنة الأسقفيّة للمدارس الكاثوليكيّة، وتختتم بكلمة للبطريرك الراعي.
وبعد ذلك تبدأ الجلسة العامة بإدارة البروفسور نيكول شلهوب وستتخلّلها محاضرتان. الأولى للأب البروفيسور جورج حبيقة حول “الديناميّة المجمعيّة في المدرسة الكاثوليكيّة: شركة، شراكة ورسالة”، والثانية للأب اكزافيه نوتشي اليسوعي حول “الحوكمة، ضمانة لاستمراريّة المدرسة الكاثوليكيّة”.
اما اليوم الثاني “فيتضمن حلقات بحث في مختلف المناطق وهو يوم مشاركة وتواصل مباشر بين كافة مكوّنات الأسرة التربويّة على امتداد الوطن، ضمن ستّ مناطق جغرافيّة، لعيش الروح المجمعيّة والتفكّر سويًّا وتبادل الخبرات كخطوة أولى من “السير معًا” نحو غدٍ أفضل.
تستضيف ورش العمل في اليوم الثاني المدارس التالية:
منطقة بيروت : مدرسة الديلفراند – عاريا
منطقة المتن : مدرسة الشانفيل – ديك المحدي
منطقة كسروان : مدرسة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات – ساحل علما
منطقة الشمال : مدرسة الفرير – دده
منطقة الجنوب : مدرسة قدموس – صور
منطقة البقاع : الكليّة الشرقيّة – زحلة
ينقسم المشاركون في كل مركز الى حلقتي بحث لمناقشة المواضيع المحدّدة والخروج بورقة عمل مشتركة، تحت إشراف دكاترة متخصّصين. أما المواضيع المطروحة للبحث في كلّ حلقة هي:
الحلقة الأولى : الحوكمة والسلطة الإداريّة
الحلقة الثانية : حوكمة المدارس الكاثوليكيّة والانفتاح على التغيير والابتكار من منظور التنمية المستدامة.
سيتوزّع المشاركون في كلّ حلقة على مجموعات عمل مؤلّفة من جميع مكوّنات الأسرة التربويّة، وفي الختام يخرج المشاركون بورقة عمل موحّدة تعرض أساليب الحوكمة الجديدة التي يتشارك فيها كل مكوّنات الاسرة التربويّة من جهة، ومن جهة أخرى تضع آليّات حديثة تتوافق مع برنامج الأونيسكو للتنمية المستدامة”.