خاص- ألم يحن الوقت ليختار الشعب اللبناني بنفسه شخصيّة وطنيّة للحكم؟
تستدعي الأيام الصعبة التي يشهدها لبنان، إعادة قراءة من قبل جميع اللبنانيين للخيارات السياسية الخاطئة التي أوصلت بهم الى هذا الواقع المرير، علّهم يستخلصون من مآسيهم المتلاحقة ما يكفي من الدروس للمستقبل.
وفي هذا الإطار، يبرز التساؤل الأهم: ألم يحن الوقت ليصبح الشعب اللبناني سيد القرار ويختار بنفسه شخصية وطنية للحكم على قدر تطلّعاته وطموحاته، بدل انتظار الخارج ليتّخذ القرار نيابة عنهم.
فالشعب اللبناني بات يملك ما يلزم من الخبرة لإنهاض هذا البلد من كبوته، خصوصا أن لبنان لم يعد يملك رفاهية تكرار التجارب السوداء والانخراط بمشاريعَ تدميريةٍ من شأنها أن تقطع حبل الأمل الأخير الذي يتمسّك به اللبنانيون.
ولأن مهمّة إنهاض هذا البلد تقع بالدرجة الأولى على شبابه وشاباته، لا بد من إعادة ترميم الثقة بوطنهم وترسيخها في وجدانهم عبر التجارب الناجحة، وهنا لا بد من الإشارة الى أن ذاكرة هذا البلد لا يمكن اختزالها ببؤرة من الفساد والانكسارات فالكثير من الشخصيات سطّرت قصص النجاح والتفوّق والوطنية وأثبتت جدارتها في المناصب التي تولّتها.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، تبرز تجربة الوزير السابق كميل أبو سليمان، التي أثبتت أن للفساد والظلم جولة وللنجاح والازدهار جولات إن عرف الشعب تسليم القيادة لمن يستحقّها، لاسيما أن بصمة أبو سليمان الناجحة في الشأن العام، ما زالت حتى يومنا هذا محطّ تقدير وإشادة من قبل الأخصام قبل الحلفاء.
رحلة الألف ميل تبدأ بتمسّك الشعب بحقه في تقرير مصيره عبر اختيار الأشخاص الأكفاء الصالحين للقيادة، فـ “إِذا الشَّعْبُ يومًا أرادَ الحياةَ فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ”.