أسلحة «حماس» هُرّبت من سوريا… وأنفاقها بتصميم كوري شمالي

أسلحة «حماس» هُرّبت من سوريا… وأنفاقها بتصميم كوري شمالي

المصدر: الشرق الاوسط
28 تشرين الأول 2023

في الوقت الذي يعلن فيه الجيش الإسرائيلي أن الاجتياح البري لقطاع غزة أصبح أمراً واقعاً لا تنازل عنه، نُشرت معطيات في تل أبيب والخارج عن التحديات التي سيواجهون، ومنها أن «حماس» تمكنت في السنوات الأخيرة من تهريب كميات كبيرة من الأسلحة النوعية والخبرات التكنولوجية العالية.

فالأسلحة التي يستخدمها مقاتلو «حماس» ليس فقط من صنع محلي تدربوا عليه في لبنان وفي إيران، بل أيضاً أسلحة ذات مواصفات معينة تم تهريبها من سوريا إلى رفح شمال سيناء المصرية، ومن هناك إلى قطاع غزة، وكذلك من لبنان إلى الأردن، ثم إلى الضفة الغربية.

وتشتمل هذه الأسلحة، التي حملها مقاتلو «حماس» وتركوها خلفهم بعد هجومهم، على أحدث أنواع صواريخ الكتف الشخصية، وعلى عبوات ناسفة ذات تكنولوجيا دقيقة، وألغام ومدافع صغيرة مهنية.

 

جندي إسرائيلي قرب أسلحة قالت إسرائيل إنها غنمتها من مقاتلي «حماس» خلال عرض للإعلام الخميس (أ.ف.ب)

 

وادعى الجيش الإسرائيلي أن نحو 10 آلاف قطعة سلاح ضُبطت في إسرائيل بعد انتهاء المعركة مع رجال «حماس» في الأيام الثلاثة الأولى من الحرب، بينها 3000 قنبلة، و1000 صاروخ «آر بي جيه»، و1500 كلاشنيكوف، و200 عبوة لتفجير دبابات، و50 صاروخ كتف، و2000 قذيفة خفيفة، و1000 عبوة ناسفة، و30 صاروخاً مضاداً للطائرات، و30 صاروخاً عابراً للجدران، وكميات كبيرة من الذخيرة.

 

جنود إسرائيليون قرب حدود غزة الجمعة (أ.ف.ب)

 

وقالت مصادر الجيش الإسرائيلي إن موجات الأثير تنشر معلومات خاطئة عن قدراته، عندما تدعي بأنه غير جاهز للاجتياح البري، وإن الحقيقة أنه باشر في إجراء تدريبات على هذا الاجتياح منذ سنتين على الأقل، وأجرى تدريبات كثيرة على هذا الاجتياح وأرسل من يفحص قسماً منها عن كثب، فوجدها أنفاقاً صعبة على طراز خنادق الحرب في كوريا الشمالية.

وبحسب الناطق بلسان الجيش، فإن عدد هذه الأنفاق يتجاوز 1300، وهي تمتد لمسافة 500 كيلومتر داخل أراضي غزة على أعماق تتراوح ما بين 50 و70 متراً، وبعرض وارتفاع مترين. وهي مزودة بشبكة اتصالات مميزة لم تفلح إسرائيل في فك رموزها حتى الآن. وسيكون من الصعب الاعتماد على الروبوت بداخلها. وهي تعد أكبر شبكة أنفاق في العالم بعد الشبكة في كوريا الشمالية.

ويدعي الجيش الإسرائيلي أن لديه خرائط مفصلة عن هذه الأنفاق، ويعد خططاً ملائمة تجعلها مقبرة لقادة «حماس» الذين يدعون بالمقابل أن الأنفاق شهدت تطويراً كبيراً في السنتين الأخيرتين وفقاً لتكنولوجيا عالية، ستصدم إسرائيل وتجعلها مصيدة ضخمة لجنودها. ويقول الإسرائيليون إنهم يخططون هم أيضاً لمصيدة ضخمة لرجال «حماس».

وبحسب خبراء، فإن إسرائيل تنوي إغراق الأنفاق بمادة لزجة تنفخ وتصبح صلبة حال انطلاقها، وبذلك تغلق مدخل النفق كما لو أنها تضع بوابة حديدية ضخمة سمكها من عدة أمتار. وستستخدم قنابل فراغية (فاكوم)، لهدمها على رؤوس من فيها، إلا أن «حماس» ومن ساعدها في هذه التقنية يقولون إنهم أخذوا بالاعتبار كل هذه الاعتبارات.

يُذكر أن مقاتلي «حماس» الذين بدأوا الهجوم واحتلوا 11 ثكنة عسكرية في إسرائيل، عادوا بسرعة ومعهم ليس أسرى فقط، بل أيضاً حواسيب أساسية، تحتوي على نسخ من خطط الاجتياح. ومحققو المخابرات الإسرائيلية حصلوا على معلومات جديدة عن الأنفاق من خلال التحقيقات التي جرت مع أسرى «حماس». وقد اضطر كل طرف منهما إلى إجراء تغييرات كثيرة في خطط الحرب والدفاع.