التوغل البرّي الإسرائيلي: ثلاثة احتمالات
حسبما تشير معطيات دبلوماسية، فإن تل أبيب حصلت على الضوء الأخضر الأميركي في تنفيذ العملية لتحقيق أهدافها، أما كل الكلام عن عملية محدودة بكيلومترات ضئيلة فهو كلام غير دقيق وغير حقيقي، لأنه لا أحد يعلم إلى أين سيصل الإسرائيليون، خصوصاً أن مجمل تحذيراتهم لسكان الجنوب تطالبهم بالخروج إلى شمال نهر الأولي.
وبينما تتحدث بعض المصادر الدبلوماسية الغربية عن اتخاذ قرار كبير في تطويق إيران وإضعاف كل حلفائها عسكرياً، كان لبنان أبلغ مسبقاً ببعض المعطيات والمؤشرات حول السيناريوهات العسكرية، في وقت عمل الإسرائيليون على مناقشة بعض الخطط مع الأميركيين، بما فيها السعي إلى فصل جغرافية جنوب لبنان عن جنوب سورية، ما يعني أن جزءاً من الأراضي السورية سيكون ساحة للمعركة.
وقصف الجيش الإسرائيلي بالفعل، أمس، رادارات عسكرية في سورية، في وقت كشفت مصادر عراقية أن تل أبيب حددت 35 هدفاً لقصفها في العراق.
أما عن التوغل البرّي الإسرائيلي في لبنان فله ثلاثة احتمالات، الأول هو الدخول من القطاع الغربي أو الأوسط بشكل مباشر لكنه السيناريو الأكثر ضعفاً، والثاني هو الدخول من جهة «الوزاني» إلى «مرجعيون» وبعض القرى التي يعتبرها الإسرائيليون ليست ذات بنية عسكرية وقتالية كبيرة.
أما الثالث، فهو الدخول من القطاع الشرقي وما بين مزارع شبعا امتداداً من الجولان السوري وعبور بعض الأراضي السورية باتجاه البقاع الغربي مع تنفيذ إنزالات باتجاه منطقة مثلث كفرحونة للوصول إلى نقاط وجبال مرتفعة جداً، قادرة على كشف الجنوب والبقاع وإسرائيل. مثل هذه الجبال، يعرف بـ «تومات نيحا» و«جبل صافي».
وبذلك يكون الإسرائيليون قد عملوا على محاصرة الجنوب من البر لجهة الشرق، والشمال، في مقابل محاصرته من البحر من خلال البوارج. ولا يمكن إغفال مسألة المناورات في العملية العسكرية التي يعتمدها الإسرائيليون للإشغال وتشتيت القوى العسكرية لـ «حزب الله».