حصاد اليوم- 19 وزيرًا وقعوا على قانون التمديد لعون وباسيل ينتقل الى “الخطة ب” من العرقلة

حصاد اليوم- 19 وزيرًا وقعوا على قانون التمديد لعون وباسيل ينتقل الى “الخطة ب” من العرقلة

الكاتب: beirut 24
19 كانون الأول 2023

بعد انكشاف فشله في تحقيق أهدافه في مجلس النواب، انتقل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الى “الخطة ب” التي تقضي بتحضير الطعن بقانون تأجيل تسريح قادة الأجهزة الأمنية أمام المجلس الدستوري، بالتزامن مع استمرار محاولاته التعطيلية في مجلس الوزراء عبر وزير الدفاع موريس سليم من خلال عرقلة تعيين رئيس لأركان الجيش وضابطين في المجلس العسكري. وانطلاقًا من ذلك انقطعت شعرة معاوية بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الدفاع، حيث قرّر الأول عدم التعاطي مع سليم بالمباشر الا رسمياَ من خلال الكتب، لأن “رئاسة الحكومة ليست مكسر عصا”، حسب ما قال ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء اليوم. وجاءت القطيعة بعدما أرسل ميقاتي كتابا الى سليم طالباً منه تقديم اقتراحات تتعلق بملء الشغور في رئاسة الاركان والمجلس العسكري، إلا ان الاخير لم يرد عليه. لكنّ وزير الدفاع قال لاحقا أنه اجاب على الكتاب في  التاسعة من صباح اليوم قبل الجلسة بعد أن ورد كتابه إلى أمانة سرّ وزارة الدفاع في الثانية من بعد ظهر أمس.

وخلال جلسة مجلس الوزراء التي غابت عنها التعيينات في المجلس العسكري، أطلع ميقاتي الوزراء على تفاصيل الكتاب الذي أرسله إلى وزير الدفاع. وقال وزير الاعلام زياد مكاري ردًا على سؤال بعد الجلسة: “دولة الرئيس ارسل كتابا الى وزير الدفاع طلب منه فيه معالجة موضوع تعيين رئيس للاركان ولواءين في المجلس العسكري، وكان جواب وزير الدفاع واضحا ولا لبس فيه، باننا سننتظر صدور القرار عن مجلس الوزراء لإقرار القوانين التي صدرت عن مجلس النواب والمتعلقة بالتمديد لرتبتي عماد ولواء، ومن ثم يبنى على الشيء مقتضاه”.

وفي مداخلته خلال الجلسة، كان ميقاتي قال “تابعنا هذا الاسبوع جلسات مجلس النواب التي أكدت الاستقرار التشريعي الذي يحكم العقلانية الواقعية لدور البرلمان، وأن الاحتكام إلى روح عمل المؤسسات هو الطريق الوحيد لإنقاذ البلد من حالة المراوحة والمزايدات، والإستقرار التشريعي ينسحب على كل الأوضاع في البلد ، كالاستقرار الامني، من مثل موضوع  الجيش والقوى الأمنية، اضافة إلى التشريعات التي لها علاقة  بشؤون الناس وانتظام عمل الدولة”. وشدد ميقاتي على أنه “لا نزال نصرُّ على ضرورة الاسراع في إنتخاب رئيس للجمهورية واعادة اكتمال عقد  المؤسسات الدستورية، وان شاء الله يكون للبنان رئيس قريبا”.

تأجيل الزيادات

الى ذلك، وفي موضوع الزيادات على الرواتب والتقديمات الاجتماعية، قال المكاري “لقد تمنى العسكريون المتقاعدون على دولة الرئيس ان يؤجل هذا الموضوع من أجل أن يدرسوا العرض الذي قدم لهم، والموضوع يدرس بشكل جدي جدا، وكان هناك ممثل لمصرف لبنان في جلسة مجلس الوزراء طرح العملية الحسابية التي ستتم لأنه ليس في إمكان مجلس الوزراء إتخاذ قرار كالذي اتخذ عام 2019 وأدى الى خلل في ميزانية الدولة”.

واذ افيد ان 19 وزيرا وافقوا اليوم في الجلسة على قانون تأجيل تسريح الضباط من رتبة عماد ولواء، أعلن الوزير السابق زياد بارود في مداخلة لقناة “الجديد” أن “إمكانية الطعن بقانون التمديد متوافرة لكن لا تعني بالضرورة قبوله”، مضيفاً أنه “في موضوع التمديد لقائد الجيش ستثار غالباً قضية توقيع رئيس الجمهورية”.

قصف متبادل

وسط هذه الاجواء، وغداة اتصالات وزيرة الدفاع الفرنسية كاترين كولونا في لبنان واسرائيل، لتخفيف التصعيد والالتزام بالقرار 1701، بقي التوتر على حاله جنوبا، فقد قصفت المدفعية الاسرائيلية أطراف الخيام بقذيفتين فوسفوريتين كما قصفت تلة العويضة والاطراف الشرقية لبلدة بليدا. كذلك، حلق الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي صباح اليوم، فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط وصولا الى مشارف مدينة صور وفوق مجرى نهر الليطاني. ونفذت مسيرة قرابة الثانية عشرة و40 دقيقة من بعد ظهر اليوم عدوانا جويا استهدفت خلاله الاطراف الجنوبية -الشرقية لبلدة مارون الراس. وقصفت مسيرة أخرى اطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة، فيما استهدف صاروخ من مسيّرة منطقة عين علما، بين بلدتي الناقورة وعلما الشعب. وسقطت قذيفة على طريق خلة ابو زيد بالقرب من المنازل في رميش احدثت حفرة كبيرة في الطريق. كما سجل قصف مدفعي متقطع على محيط بلدة رميش. الى ذلك، حلقت المسيّرات الاسرائيلية بكثافة في أجواء مدينة بعلبك والقرى المجاورة.

في المقابل، إستهدف ‏”حزب الله” عند الساعة ‌‌‏11:05 من ظهر اليوم موقع  ‏المطلة بالاسلحة المناسبة، محققًا اصابات مؤكدة.‏ وبعد الظهر تم إطلاق 6 صواريخ من الجنوب باتجاه الجليل الأعلى.

كما أعلن “حزب الله” في وقت لاحق استهداف دبابة “ميركافا” قرب موقع المالكية بالاسلحة ‏المناسبة ما ادى الى تدميرها ومقتل وجرح من ‏فيها.

إنهاء التوتر دبلوماسيًا؟

تزامنًا، أبلغت إسرائيل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بأنها تريد دفع قوات “حزب الله” لمسافة 6 أميال (حوالي 10 كلم) من الحدود كجزء من اتفاق دبلوماسي لإنهاء التوترات مع لبنان، حسبما صرح ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأميركيين لموقع “أكسيوس”. وأشار الموقع ذاته إلى أن الإدارة الأميركية تشعر بقلق عميق من أن المناوشات الحدودية المتصاعدة يمكن أن تؤدي إلى حرب شاملة ستكون أسوأ من الصراع في غزة.

وكانت التوترات على الحدود مع لبنان إحدى القضايا الرئيسية التي تمت مناقشتها خلال اجتماع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت في تل أبيب.

وقال مسؤولون إسرائيليون، إن نتنياهو وغالانت أبلغا أوستن، أن إسرائيل تريد اتفاقا يتضمن دفع قوات “حزب الله” إلى مسافة كافية بحيث لا تتمكن من إطلاق النار على القرى والبلدات الإسرائيلية على طول الحدود، أو أن تكون قادرة على شن هجوم مماثل للذي نفذته “حماس” في السابع من تشرين الأول.

قلق كتائبي

في المواقف، أبدي المكتب السياسي الكتائبي قلقه من أي صفقات قد تنجز على حساب لبنان في لحظة مفصلية قد تحتم إعادة ترسيم القرارات الدولية وخريطة المنطقة في آن، فيما البلد يرزح تحت غياب رئيس للجمهورية الذي هو صاحب صلاحية التفاوض على ما يرسم. وحذر من أن تتحول المطالب الإسرائيلية بإبعاد “حزب الله” عن الحدود الشمالية والتي يحملها الموفدون الغربيون، إلى ورقة مساومة يصرف فيها الحزب فائض قوته لتحقيق مكاسب على حساب لبنان وسيادته واستقلاله.