حصاد اليوم- نصرالله: الخبر هو ما سترون لا ما تسمعون واستنفار دولي للجم التدهور بين لبنان وإسرائيل

حصاد اليوم- نصرالله: الخبر هو ما سترون لا ما تسمعون واستنفار دولي للجم التدهور بين لبنان وإسرائيل

الكاتب: beirut24
19 أيلول 2024

على مدى خمس وخمسين دقيقة تحدث الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بإسهاب عن التفجيرات الاسرائيلية الأخيرة ضد كوادر الحزب، قائلًا “تعرضنا لضربة كبيرة وقوية وغير مسبوقة لكنها لم ولن تسقطنا”. وأضاف: “في مجزرتَي الثلاثاء والأربعاء كان العدو يريد أن يقتل ما لا يقل عن 5 آلاف إنسان في دقيقتين، وهو تجاوز بعملياته كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمر”، ليؤكد في ختام كلمته أن “العدوان الذي حصل سيواجه بحسابٍ عسير وقصاصٍ عادل من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون، وبالنسبة للحساب العسير فالخبر هو في ما سترونه لا في ما ستسمعون ونحتفظ به في أضيق دائرة”.

استنفار لبناني

في الأثناء تعيش البلاد حالة إستنفار قصوى داخل الأجهزة العسكرية والأمنية وفي صفوف “حزب الله”. الاستنفار نفسه امتدّ الى الدوائر الدبلوماسية في بيروت وتل أبيب وتعداها الى عواصم العالم. من باريس التي تستضيف اجتماعا أميركيا- فرنسيا- ألمانيا- إيطاليا- بريطانيا لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط، ثم في لقاء ثنائي يجمع وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن مع الرئيس ايمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، الى نيويورك التي تعقد فيها مساء الجمعة جلسة لمجلس الامن لمناقشة التطورات في لبنان، وقد انتقل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب لهذا الغرض الى هناك اليوم.

اجتماعات واتصالات

ونظرا الى فداحة الكارثة التي حلت بالحزب، شهد لبنان أوسع استنفار للدولة بأركانها ووزاراتها واجهزتها اللوجستية وتواصلت الاجتماعات والاتصالات طلبا للمعونة الدولية ومحاولة تدارك الانزلاق الى نقطة اللاعودة. وقد نقلت “يسرائيل هيوم” عن مصادر مطلعة قولها ان القيادة السياسية صدقت على عمليات لإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم.

شهداء واصابات

في الميدان، وبينما نعى “حزب الله” 25 من عناصره، كشف وزير الصحة العامة فراس الأبيض أن “حجم الأجهزة اللاسلكية الذي انفجر الأربعاء كان أكبر من اليوم الذي سبق، لذلك كان هناك عدد أكبر من الإصابات البليغة”. وقال في مؤتمر صحافي عقده بعد الظهر: “في ما يخص عدد الشهداء 25 شهيداً، أما عدد الجرحى فسجل 608 “. ولفت إلى أن “عدد شهداء تفجيرات “البيجر” بلغ 12، أمّا عدد الجرحى فـ2323″. وأشار إلى أن “226 حالة ما زالت في العناية المركّزة جراء التفجير الأول لأجهزة الاتصال”.

ماكرون يتضامن

وسط الاجواء المقلقة هذه، وعشية جلسة لمجلس الامن لمناقشة التطورات في لبنان، تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي إتصالًا هاتفيًا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قدم خلاله التعازي بالشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الاسرائيلي على لبنان. وجدد ماكرون خلال الاتصال مع رئيس المجلس موقف فرنسا المؤازر والداعم لتجاوز الأوضاع الراهنة التي يمر بها لبنان. بدوره، شكر الرئيس بري للرئيس الفرنسي إتصاله ومشاطرته اللبنانيين أوجاعهم مقدماً للرئيس الفرنسي شرحاً حول تفاصيل الجريمة التي إرتكبتها إسرائيل بحق لبنان، متمنياً دعم فرنسا لموقف لبنان في الأمم المتحدة. وجدّد رئيس المجلس التأكيد على ضرورة أن يبادر المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة وعلى لبنان قبل فوات الآوان، مثمّناً الدور الفرنسي الداعم للبنان في مختلف الحقبات لا سيما في المرحلة الراهنة. وعبّر الرئيس الفرنسي خلال الاتصال مع ميقاتي عن ادانته للتفجيرات التي حصلت في اليومين الاخيرين، معبّرا عن تضامنه وتعاطفه مع لبنان في هذه المحنة الاليمة. ودعا جميع الاطراف الى ضبط النفس وعدم التصعيد الذي لا يفضي الى اي حل.

لموقف دولي حازم

الى ذلك، أكد ميقاتي “ضرورة ان يتخذ مجلس الامن الدولي موقفا حازما بوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والحرب التكنولوجية التي يشنها على لبنان”. وقال “ان المسؤولية الاولى في هذا الاطار يتحملها المجتمع الدولي وعليه ردع اسرائيل عن عدوانها، لان هذا الامر لا يعني لبنان فقط بل الانسانية جمعاء”. وشدد على “ان جلسة مجلس الامن مطلوب منها الخروج بموقف رادع يوقف حرب الابادة التي تشنها اسرائيل”.

الحل يتلاشى

في الغضون، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي لويد أوستن أن “احتمالات الحل على الحدود مع لبنان تتلاشى”، مشيرًا إلى أن “إسرائيل ستعمل بأي وسيلة ضرورية من أجل إعادة الرهائن المحتجزين في غزة وتدمير حماس”. وقال غالانت إن “أهداف الجيش في الشمال واضحة”، مؤكدًا أن “إسرائيل ملتزمة بإعادة السكان الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم في الشمال”. بدوره أكد أوستن خلال المحادثة على “الدعم الأميركي الثابت لإسرائيل ضد تهديدات إيران وحزب الله وشركاء طهران الإقليميين”، مؤكدا “أولوية الحل الدبلوماسي للصراع مع حزب الله بما يسمح للمدنيين بالجانبين بالعودة إلى ديارهم”.

قصف وغارات وعمليات

في التطورات الميدانية، استهدف الجيش الاسرائيلي اليوم بالقذائف الفوسفورية والدخانية، أطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية. وسجلت غارة على أطراف بلدة العديسة. في المقابل سجلت سلسلة عمليات ل”حزب الله” الذي أعلن أنه “استهدف نقطة تموضع لجنود العدو الإسرائيلي في موقع المرج بالأسلحة المناسبة واصابوها بشكل مباشر وأوقعوا فيها عددا من القتلى والجرحى”. ايضا، اعلن انه “‌‌شن هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر المستحدث لقيادة اللواء الغربي في يعرا واصابت أهدافها بدقة”. كما، “شن هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على مرابض مدفعية العدو في بيت هلل مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها واصابت أهدافها بدقة”. واعلن الحزب انه استهدف موقع راميا بقذائف المدفعية. كما استهدف ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية، ثم استهدف مجددا ثكنة زرعيت بصلية صاروخية.