محاولة فتح جبهة لبنان وتغيير مسار المواجهات؟

محاولة فتح جبهة لبنان وتغيير مسار المواجهات؟

المصدر: الانباء الكويتية
23 آب 2024

التصعيد الإسرائيلي الأخير بتوجيه ضربات جوية مدمرة من الحدود الجنوبية إلى البقاع مرورا ب‍صيدا، مصحوبا بإشارات وتهديدات، رفع منسوب الخشية من توسيع الحرب دون تغييب فرضية ان فرص الوصول إلى التسوية لاتزال قائمة، أو على الأقل إبقاء الوضع على ما هو عليه وعدم تجاوز قواعد الاشتباك من خلال استهداف المدنيين على طرفي الحدود.

ولفتت الرسالة التي وجهتها قيادة «الجهاد الإسلامي» في غزة إلى «حزب الله»، اذ رأت فيها المصادر «محاولة وطلبا من الفصائل الفلسطينية لفتح جبهة لبنان وتغيير مسار المواجهات». فيما فسرها مراقبون بأن «جبهة غزة أصبحت مستنزفة وعاجزة عن مجاراة قوة النار الإسرائيلية».

وقال مصدر مطلع لـ «الأنباء»: «عملت القوات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة على تكثيف غاراتها المدمرة، من استهداف المسؤولين الميدانيين في الحزب إلى ما تقول انه (قصف) مخازن صواريخ أو مراكز حزبية، الأمر الذي قوبل بهجمات بالمسيرات الانقضاضية طالت بعضها مناطق سكنية، حيث أصابت مدنيين في مستوطنة كاتسيرين».

وأضاف المصدر: «هذه الاستهدافات دفعت إسرائيل إلى رفع سقف تهديداتها، من الحديث عن ضرورة تغيير الوضع على الحدود مع لبنان، إلى حديث وزير الدفاع يوآف غالانت عن نقل ثقل الجيش من الجنوب إلى الشمال، وربما هي المرة العاشرة التي يتحدث فيها عن تحريك هذه القوات».

غير ان الإشارة الواضحة بشأن مسار العمليات على الحدود جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اجتمع بسلاح الجو ليشيد بغاراته، وقال: «القوات الجوية قبضتنا الحديدية نضرب بها الخاصرة الرخوة»، في إشارة إلى الاستمرار بالاعتماد على الغارات الجوية، لإدراكه جيدا ان تحرك الجيش برا سيؤدي إلى صفعة قوية له ولحكومته وجيشه. ولا تخفي المصادر اعتقادها بأن «التلويح الإسرائيلي والتهديد بتغيير قواعد الاشتباك، ربما يراد منهما تحسين شروط المفاوضات ومحاولة الضغط للقبول بشروط الحكومة الإسرائيلية». وفي سياق ارتفاع الكلام عن حرب محتملة موسعة، أكدت مصادر لجنة الطوارئ الوزارية لـ «الأنباء» ان الحكومة رئيسا وأعضاء «على جهوزية تامة لأي عدوان إسرائيلي موسع على لبنان، بالتعاون والتكامل مع المنظمات الدولية والمحلية والجمعيات الأهلية العاملة في المجال الصحي والاجتماعي والمعيشي والإغاثي والتربوي، لإيواء النازحين وتقديم الخدمات للمواطنين من خلال توزيع المهام على العاملين في الوزارات المعنية والمتطوعين لحسن استخدام الموارد البشرية بشكل مدروس ومنظم لتأمين المقومات الضرورية».

وكشفت المصادر «أن جميع الأجهزة المعنية في الوزارات شكلت خلايا عمل وشبكة طوارئ، ووضعت خطة لتكون على أتم الاستعداد لتنفيذ المهام الموكلة إليها، وهي على استنفار دائم وتأهب لأي طارئ خشية عنصر المفاجأة من قبل العدو الإسرائيلي».

وشددت على «أهمية التعاون والتضامن السياسي مع الحكومة التي تعمل ليلا نهارا رغم القصف السياسي عليها، في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها لبنان من شغور رئاسي وعدوان إسرائيلي على سائر المناطق اللبنانية».

ودعت «القوى السياسية على تنوعها إلى دعم الحكومة وتخفيف حملاتها السياسية عنها، بحيث ان الوطن لا يحتمل أي اهتزاز داخلي وخصومات بين أبناء الوطن الواحد. في حين ان العدو الإسرائيلي يطول كل شرائح المجتمع اللبناني بعدوانه على الجنوب ومدينة صيدا والبقاع وبعلبك الهرمل وحتى العاصمة بيروت».