حصاد اليوم- خطابا بري وجعجع لا ينتجان رئيسًا والخماسية تعود الى التحرّك في الوقت الضائع
عطلة نهاية الأسبوع لم تكن كذلك بالنسبة للسياسة الداخلية، لأنها ربما تكون قد حملت معها أكثر المواقف تشدّدًا منذ فترة طويلة، بحيث تأكد لأكثر المتفائلين أن لا حلول سياسية وشيكة للأزمات التي تعصف بالبلاد، وما أكثرها. فبعد خطاب رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر الذي دعا فيه الى حوار “إلزامي” تعقبه انتخابات رئاسية، وبعد خطاب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية الذي أكد فيه أن طريق بعبدا لا تمر من حارة حريك ولا من عين التينة بل من ساحة النجمة، ودعا الى حوار موسّع في قصر بعبدا يعقب الانتخابات الرئاسية، تأكد للجميع أن الشرخ السياسي الداخلي آخذ في الاتساع وأن مواقف الجهتين على طرفَي نقيض بحيث باتت تشكل خطين متوازيين لن يلتقيا في المدى المنظور، وهو ما يرجح استمرار الفراغ الرئاسي وبالتالي تأجيل الحلول لجميع الأزمات الى ما بعد اليوم التالي للحرب. إلا أن المقصود باليوم التالي هو اليوم التالي للحرب في الجنوب وليس في غزة، طالما أن إسرائيل، على عكس “حزب الله” قرّرت تفكيك الساحات التي ربطها محور الممانعة ببعضها، والتعامل مع كل ساحة بمعزل عن تطورات الساحات الأخرى.
تحرّك في الوقت الضائع
في الأثناء عادت اللجنة الخماسية الى مهمتها المحورية القاضية بتبريد الأجواء الداخلية عبر ملء الفراغ الداخلي بلقاءات واتصالات لا طائل منها على ما يبدو. وفي السياق تنتظر الدولة اللبنانية العاجزة الخارج وحراك خماسيته ولقاءات فرنسية – سعودية قد تشهدها الرياض في قابل الايام، لتلمّس مصير رئاستها، وليس ما يُبشّر خيرا.
الأولويات الوطنية
على صعيد آخر، وفي متابعة ميدانية لخطاب جعجع، اكد وفد من تكتل “الجمهورية القوية” بعد زيارته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى ان “علينا ان نضع الأولويات الوطنية نصب أعيننا، ونبادر إلى انتخاب رئيس للجمهورية، بفتح ابواب مجلس النواب والتزام النواب بالحضور والتصويت والتشاور إذا اقتضى الأمر، واستمرار التصويت حتى انتخاب رئيس للجمهورية كخطوة أولى في مسار طويل، تستكمل بتسمية وتكليف رئيس للحكومة وتشكيل حكومة تعيد لبنان إلى طريق الاستقرار والتعافي، وتعمل على تطبيق القرارات الدولية وتعيد مكانة لبنان في المجتمع العربي والدولي”.
التيار يرد على القوات
من جهته، تلقف “التيار الوطني الحر” على طريقته، في بيان، بإيجابية التطور في الموقف الذي أبداه رئيس “القوات اللبنانية” في خطابه خاصةً لناحية المقاومة وشهدائها ومواضيع الحوار والعيش المشترك ووحدة لبنان والتلاقي والخروج من الماضي وبناء المستقبلَ بما يجسِّدُ طُموحاتِ جميع المكونات اللبنانية، وتحديداً كونها تتلاقى مع مواقف التيار الإنفتاحية وتتماشى مع معادلة تشاور بغية التوافق مقابل جلسات إنتخاب متتالية ومفتوحة تؤدي بالنتيجة الى إنتخاب رئيس، بالتوافق أولاً أو بالتنافس ثانياً، بما يخرج البلد من الفراغ القاتل. يبقى أن من يدرك ويقر أن إنتخاب الرئيس هو مفتاح لحل الأزمات، يمكنه أن يتجاوب مع دعوة التشاور في مجلس النواب وأن يتفهم أن أي تأجيل إضافي لعملية التشاور هو أمر لا يساعد في إنجاز الإستحقاق.
.. وقبلان أيضًا
في المقابل، توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، الى رئيس حزب “القوات اللبنانية” قائلا: “يجب أن تتعلم من التاريخ، لأن من لم يتعلم من التاريخ تأكله زلات اللسان، وكأساس للموقف الوطني أقول: لبنان التضحيات والإنتصارات السيادية لا يد لواشنطن وتل أبيب فيه، والوظيفة السياسية التي تخدم إسرائيل لا محل لها في هذا البلد، والخطاب الذي يمر بتل أبيب لا يمر بعين التينة ولا بحارة حريك، ولبنان أقرب إلى غزة من واشنطن.. ولم يكن ينقص خطابك بالأمس سوى أن تكون على ظهر دبابة إسرائيلية”..
“التيار” في الديمان
وفي شأن داخلي آخر،، وعشية زيارة مرتقبة للنواب الخارجين من “التيار الوطني الحر” الى الديمان، زار وفد من “التيار” ضم النائبين ندى البستاني وجورج عطالله ونائبة الرئيس للشؤون السياسية مارتين نجم كتيلي، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في مقره الصيفي في الديمان. وكانت مناسبة للبحث في قضايا الساعة، ومن ضمنها حقيقة ما جرى اخيراً مع بعض النواب في التيار.
كنعان يهدّد
في السياق، كتب رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان عبر منصة “إكس”: “رغم القرارات القضائية التي أثبتت “كذبة الحوالات المالية” منذ 2021، تستمر ماكينة الكذب والتحريض في نشر الأضاليل وتزوير الوقائع بهدف تشويه الصورة والحقيقة لافتقار القيمين عليها للحجة او البرهان على ما يدعون من أكاذيب طالت مسيرتي السياسية والتشريعية والحزبية التي بها افتخر. وسيكون لي وقفة مفصلة في الأيام المقبلة عن اسباب وظروف الاستقالة من الإطار التنظيمي للتيار وما رافقها من أكاذيب تولت مجموعة معروفة نشرها و توريط البعض بتسويقها”.
قصف وغارات
ميدانيا، وفيما تغرق إسرائيل بالمزيد من أزماتها الداخلية التي من المتوقّع أن تسعى الى تأجيلها عبر تصعيد ميداني على إحدى الجبهات، أغار الطيران الاسرائيلي المسيّر مستهدفا سيارة على طريق عام الناقورة ما أدى إلى مقتل شخصين. وأفادت المعلومات عن نجاة سائق بعد تعرض شاحنته لرشقات رشاشة اسرائيلية، اثناء مروره على الطريق الحدودية بين كفركلا والعديسة.. ايضا، تعرضت بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، في الاولى الا ربعا بعد الظهر لقصف مدفعي متقطع. وسجلت غارة على عيتا الشعب.
الحزب يردّ
في المقابل، اعلن “حزب الله” انه استهدف “عند الساعة 10:10 من صباح اليوم انتشارًا لجنود العدو في مرتفع عداثر بقذائف المدفعية وأصابه إصابةً مباشرة”. كما اعلن انه قصف مستعمرات عين يعقوب وجعتون ويحيعام بصليات من صواريخ الكاتيوشا.
التمسّك بالـ1701
في الغضون، استقبل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، سفيرة اليونان في لبنان ديسبينا كوكولوبولو، وتم التباحث بأبرز المسائل الثنائية. وشدد بوحبيب على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري في غزة، وجدد تمسك لبنان بقرار مجلس الأمن رقم 1701 وضرورة تطبيقه بالكامل كما شدد الوزير على ضرورة دعم الإعلان المشترك لمجموعة الدول الاوروبية الثمانية، ومن ضمنها اليونان، التي إتفقت على ضرورة إعادة تقييم سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه سوريا تمهيدا لحل أزمة النزوح السوري.
كما أجرى بوحبيب، إتصالا هاتفيا بنظيره السويسري إجنازيو كاسيس، لشكره على موقف سويسرا الداعم لتجديد ولاية قوات اليونيفل لسنة إضافية، واتفقا على أهمية التمسك بالقانون الإنساني الدولي وصونه، كما وبالشرعية الدولية.