حصاد اليوم- حريق مطمر الجديدة امتدّ الى الحكومة والبرلمان وحركة الخماسية الرئاسية مستمرّة.. بلا نتائج
رواية جديدة أمضى اللبنانيون ليلتهم بمتابعتها وأضافت أزمة جديدة الى أزماتهم التي لا تنتهي. إنها قصة الحريق الذي اندلع مساء الخميس في مطمر النفايات في الجديدة وكان له وقع الصدمة متسببا بحالة من الهلع، نسبة للمخاطر الهائلة التي هددت حياة سكان المناطق المحيطة به بفعل وجود خزانات غاز ووقود بالقرب منه، وقد شاءت العناية الالهية وجهود رجال الاطفاء والدفاع المدني دون وقوع كارثة.
وبالرغم من إطفاء الحريق بعد جهود مضنية استمرت لساعات، إلا أن الخطر ما زال قائمًا بسبب انبعاثاته المسببة لتلوّث الهواء ما ينذر بكارثة بيئية وصحية لا سيما على المواطنين المقيمين في المحيط.
إلا أن الأخطر من الحريق كان الانكشاف الحقيقي لحالة الهريان التي تنخر مؤسسات الدولة التي تبيّن أنها كانت على علم بخطر المطمر من دون ان تحرك ساكناً لتجنب كارثة محتملة.
اجتماع بيئي طارئ
في السياق، عقدت لجنة البيئة النيابية اجتماعا استثنائيا وطارئا اليوم لتحديد المسؤوليات ومعرفة الأسباب وكيفية معالجة كارثة النفايات على مساحة لبنان ووقف الحلول الترقيعية. وقال رئيس اللجنة النائب غياث يزبك انه تم الاتّفاق على إجراء تحقيق جنائي لمعرفة أسباب حريق الجديدة ومحاسبة الجهة المسؤولة عن تشغيل المطمر والإسراع بتطبيق الاستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات. ودعا الى الشروع فوراً بإقفال كلّ المطامر التي تشبه مطمر الجديدة وإنشاء لجنة تقصّي حقائق لكشف المسؤولين عن ملفّ النفايات والطلب إلى محافظ جبل لبنان حماية المطمر في الجديدة فوراً وبشكل آني.
ما حصل جريمة
اما وزير البيئة ناصر ياسين فلفت الى ان “أوّل ما قمنا به هو منع تمدّد حريق الجديدة والحدّ من الضّرر على أهلنا ويجب إجراء تحقيق قضائي خصوصاً بعد الحديث عن احتمال افتعال الحريق”. وقال: “سنبلغ المدعي العام البيئي للكشف عمن افتعل حريق مكب برج حمود ويجب تنفيذ استراتيجية الادارة اللامركزية لقطاع النفايات”. أضاف:”كوزارة بيئة لسنا مسؤولين بشكل يومي عن المطمر إنّما المسؤول هو مجلس الإنماء والإعمار والمتعهد في المطمر ولكن لا يمكن التهرب من مسؤوليتنا لمنع الضرر ونعتذر من اهالي ساحل المتن لان ما حصل بالأمس جريمة وفيه ضرر كبير وما كان يجب ان يحصل لو كانت الادارة سليمة”.
الحكومة كانت تعلم
بدوره، كتب نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني عبر حسابه على منصة “أكس”: “مرفقاً بمحضر لمجلس الوزراء: “الحكومة كانت على علم بمخاطر الأمن والسلامة لمطمر برج حمود ولم تتخذ اي خطوة لمنع الكارثة. التحقيق الشامل والإجراءات الامنية مطلوبة الآن قبل ان تصبح الكارثة أكبر في منطقة ممزوجة بالغازات القابلة للاحتراق والانفجار ومخازن النفط والغاز المجاورة، مع الحاجة للعمل الفوري على الحلول الدائمة”.
حركة الخماسية
رئاسياً، وفي انتظار ما ستقدمه المجموعة الخماسية من جديد في الايام المقبلة، إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري السفير المصري لدى لبنان علاء موسى الذي قال: “كان من الضروري إطلاع دولته على التطورات بما يتعلق بالمفاوضات حول غزة…وتحدثنا أيضاً بملف الرئاسة بشكل تفصيلي بما يخص الأفكار التي طرحها دولة الرئيس منذ فترة وأعاد طرحها مرة اخرى بشكل متقدم أكثر في الاسبوع الماضي، كما تحدثنا عن كيفية كسر حالة الجمود في الملف الرئاسي، وأتصور اننا جميعا ندرك، أن إنتخاب رئيس للجمهورية مسألة في غاية الاهمية، والجميع يدرك أن اليوم قبل الغد يجب أن نُحدث الفارق بما يخص هذا الملف”.
من دون فولكلور
ليس بعيداً، كتب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عبر حسابه على منصة “اكس”: “إذا كان الرئيس نبيه بري يريد فعلاً أن يكون إيجابياً، فلماذا لا يدعو من دون إبطاء إلى جلسة انتخابية مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس الجمهورية ومن دون الفولكلور الآخر كله”؟
قصف وغارات
في الميدان الجنوبي، استهدفت مسيّرة إسرائيلية إحدى الشقق السكنية في بلدة الأحمدية في البقاع الغربي، ما أدى الى سقوط قتيل وسبعة جرحى.
وتعرّضت بلدة كفرشوبا والجبهة الجنوبية الغربية منها لقصف مدفعي اسرائيلي عنيف. وتعرضت أطراف بلدات حانين وطيرحرفا والجبين ومجدل زون لقصف من مرابض الجيش الاسرائيلي في الجليل الغربي. كما تعرضت اطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي لقصف مدفعي إسرائيلي، وكذلك الأطراف الجنوبية لبلدة الخيام.
عمليات الحزب
من جهته، اعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات انه قصف “القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا، بصليات من صواريخ الكاتيوشا حيث أصابوها إصابة مباشرة واندلعت النيران في أجزاء منها”. كما استهدف موقع المرج وثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية بالأسلحة الصاروخية.
كما شن الحزب “هجوماً جوياً بِأسراب من المسيرات الإنقضاضية على قاعدة فيلون (مقر ألوية الفرقة 210 ومخازنها في المنطقة الشمالية) جنوب شرق مدينة صفد المحتلة، مُستهدفةً أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها، وأصابتها بشكل مباشر وأوقعت فيها إصابات مؤكدة”. واستهدف أيضاً قوة من الجمع الحربي في موقع “بركة ريشا” بالأسلحة المناسبة وحقق إصابات مباشرة.
عمليات الحزب
تعرّضت بلدة كفرشوبا والجبهة الجنوبية الغربية منها لقصف مدفعي اسرائيلي عنيف.كما أغار الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة الرابعة الا ثلث فجرا، مرتين على مدينة بنت جبيل، استهدفت الغارة الأولى منزلا في حي العويني والثانية منطقة الوادي.وعلى الفور، توجهت فرق الإسعاف والدفاع المدني في الهيئة الصحية إلى المكان، وبعد المتابعة لم يفد عن وقوع إصابات.
مساعدات للجنوبيين
على الخط نفسه، أعلن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، عمران ريزا، في بيان “تخصيص مبلغ 24 مليون دولار كرزمة مساعدات من الصندوق الإنساني للبنان من أجل دعم الفئات الأكثر حاجة في لبنان، وتلبية احتياجات الأشخاض المتضررين من الأعمال العدائية المتصاعدة في جنوب لبنان”.
المودعون في السراي
على خط آخر، استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي وزير المهجرين عصام شرف الدين يرافقه وفد يمثل جمعيات المودعين. وقال شرف الدين بعد اللقاء: “الاجتماع يأتي في سياق مطالب المودعين العاجلة والملحة والتي هي قابلة للتنفيذ، كما انه يأتي في سياق طرح الحلول الجذرية، وقد طالب الوفد بوضعها على جدول اعمال مجلس الوزراء، وهي تتمثل اولا برفع سقف السحوبات الشهرية حتى الف دولار”. وأضاف: “الاجواء ايجابية وسيضعها دولة الرئيس على سلم الأولويات في جدول اعمال مجلس الوزراء”.
النزوح السوري
من جهة ثانية، استقبل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب مساعدة المفوض السامي لشؤون الحماية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR روفيندريني مينيكديويلا على رأس وفد من المفوضية، وجرى بحث في ملف النازحين السوريين والإجراءات الكفيلة بايجاد حل لهذه الأزمة الانسانية. وأعاد بوحبيب التأكيد على وجوب عودة النازحين الى سوريا بصورة آمنة وكريمة، وطلب من مفوضية شؤون اللاجئين تعزيز التواصل مع الحكومة السورية لهذه الغاية.
تغيّر ايجابي
من جهتها، قالت مينيكديويلا إن المفوضية لمست تغيّرا إيجابيا في طريقة تعاطي الحكومة السورية مع مسألة النازحين، وإن هناك زخما يمكن البناء عليه للعمل على مسألة التعافي المبكر لتسهيل عودة النازحين. وكشفت أن المفوضية تعمل على اعادة 30 الف نازح سوري بصورة طوعية من لبنان الى سوريا خلال الفترة المقبلة.