هل تدنو الحرب الشاملة بعد اختراق “البيجر”؟
استفهامات كثيرة تطرح حول ما يمكن أن يحصل بعد اختراق آلاف أجهزة “البيجر” التابعة لـ”حزب الله” وإذا كان ذلك يشكّل تمهيداً للحرب الشاملة مع إسرائيل. وماذا عن الردّ الممكن لـ”حزب الله” على هذا التحوّل المحتدم في المواجهات؟ وما هي المتغيرات التي يمكن أن تحصل بعد الضربة غير التقليدية التي استهدفت عناصر في “حزب الله”؟
يفسّر العميد الركن المتقاعد والخبير العسكري يعرب صخر لـ”النهار” أن “آثار العملية التي حصلت تسمى قطع التواصل ما بين حلقات صنع القرار ومراكز القيادة والسيطرة والميدان. لقد كانت تلك بمثابة ضربة مؤثرة وموجعة جداً لـ”حزب الله” ويمكن أن تترك آثاراً، ذلك أنّ سلاح الإشارة والاتصال هو عصب المقاتلين وعندما يضرب أو يفقد هذا الجهاز فعاليته، ذلك يمكن أن يسبّب انهياراً أو شللاً. لقد حصل ذلك سابقاً بعدما أعطى الأمين العام لـ”حزب الله” توجيهه في التخلي عن الهواتف الخليوية والاستعاضة عنها بوسيلة البيجر البديلة لإيصال الأوامر وإدامة عملية الانسحاب ونقل المراكز”. يضيف: “لقد بات “حزب الله” أمام صدمة عليه استيعابها وتقدير الموقف والبحث عن بدائل للاتصال من بينها الشبكة الأرضية الثابتة التي تشكل عصباً رئيسياً، لكن في إمكان اسرائيل أن تضع أجهزة تنصّت على الشبكة الارضية. لقد صار “حزب الله” الآن في حال امتصاص للصدمة ودراسة البدائل بعد أن كانت كلّ العمليات السابقة قد فشلت مع إسرائيل”. ولا يغفل أن “ربط لبنان بغزة مسألة فاشلة وكذلك الوقوف بين الحرب واللاحرب مع إسرائيل. إن كلّ الوسائل والسبل لإعطاء إيران مقرّ أساسي في الشرق الأوسط لم تضرّ سوى بلبنان الذي عليه أن يطبّق القرار الدولي 1701 وأن يقطع الذرائع ويقرّ بالهزيمة التي حصلت ويعود إلى كنف الدولة اللبنانية ويطبّق القرار 1701 ذلك أن المكابرة ليست جيدة”.
يخشى العميد الركن المتقاعد النائب السابق شامل روكز في حديث لـ”النهار” أن “يكون هذا العمل الهجومي في الطريقة التي حصلت مقدّمة لحرب شاملة حتى وإن كان هجوماً سيبرانياً، وليس سرّاً أن حكومة بنيامين نتنياهو تجرّ الناس إلى حرب شاملة حيث إن الانزلاق نحوها ممكن. لا بدّ من البحث عن نقاط قوة كلّ مكوّن، وما حصل مقدّمة لاجتياح وليس ضربة سهلة رغم سيئاتها. كان هناك تضامن من الشعب اللبناني تجاه وحشية العمل الإسرائيلي الذي حصل”. ويرجّح أن “يكون الردّ بطريقة مختلفة عن الطرق التقليدية السابقة التي يعتمدها “حزب الله” لكنّ الوضع يمكن أن ينزلق نحو الحرب الشاملة أو المجابهة الالكترونية. وقد تكون الردود من بلدان عدّة منها لبنان وسوريا واليمن بحسب الاستراتيجية التي ستوضع، لكن من الصعب أن تمرّ المسألة من دون ردّ لأنها تشكّل عملاً ضخماً ولا استهانة في أن يكون هناك حوالي 3 آلاف شخص من “حزب الله” قد أصيبوا وهي مسألة غير سهلة”.
من ناحيته، يقول العميد الركن المتقاعد ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات هشام جابر لـ”النهار” إن “ما حصل هو بمثابة بديل عن الحرب الشاملة فيما هناك حروب أمنية وسيبرانية ونفسية تمارس وذلك لتجنّب الحرب الشاملة والاستعاضة عنها. ويمكن توسيع الجبهة المتّجهة نحو احتدام في الحرب الأمنية والسيبرانية والسياسية والاستخباراتية وأتوقّع أن تتفاقم الاغتيالات التي يمكن أن تطاول سياسيين في “حزب الله” ويمكن أن تتّجه نحو عملية أمنية ويحتمل أن تقوم إسرائيل باغتيالات أو أن تستهدف “حزب الله” بطرق أخرى. ويفترض بـ”حزب الله” أن يردّ لكن هل سيأخذ طريقة مماثلة تماماً؟”. ويردف أن “الأقمار الاصطناعية بخدمة إسرائيل لتمنحها معطيات وهي متفوقة في الحرب الأمنية والتكنولوجية، فيما هل لدى”حزب الله” أيّ حليف سوى إيران؟ إن لدى “حزب الله” القدرة على الرد لكنّه سيتأنّى حتى لا يتحوّل ردّه إلى مكان غير مناسب ويمكن أن يطاول أهدافاً لم يطاولها بعد. لكن ليس لدى “حزب الله” قدرة توازي قدرة إسرائيل في الحرب السيبرانية أو في الاغتيالات”. ويستنتج أنه “يمكن للحرب الميدانية أن تحصل لكنّ احتمالها ضئيل، فيما إن ما حصل في اختراق البيجر هو أشبه بسلاح دمار شامل”.