حصاد اليوم- وفاة صامتة لمبادرة “الاعتدال” في عين التينة: بري يؤجّل الإعلان بطلب من الحزب بانتظار أمر ما

حصاد اليوم- وفاة صامتة لمبادرة “الاعتدال” في عين التينة: بري يؤجّل الإعلان بطلب من الحزب بانتظار أمر ما

الكاتب: beirut24
9 آذار 2024

في عين التينة تم تلقي نبأ وفاتها بصمت مريب، وفي القصر الجمهوري يتولى الفراغ تقبل التعازي بها الى ما بعد انتهاء حرب غزة، بالرغم من إصرار المعنيين على التكاذب والهروب من الواقع.

إنها مبادرة كتلة “الاعتدال الوطني” الرئاسية التي تولى رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم إبلاغ أولياء أمرها بوفاتها، على أن يتم تأجيل إعلان الوفاة الى وقت لاحق. هذه المهمة تولاها الرئيس بري بالنيابة عن “حزب الله” المنهمك بمحاولة الحصول على تعويض داخلي عن الخسائر الفادحة التي تكبدها جراء انخراطه بنظرية وحدة الساحات، فاتجه للبحث مع الوسطاء الخارجيين في صفقة مقايضة بين تطبيق القرار 1701 والقبض على مفاصل الدولة لست سنوات إضافية من خلال مرشحه الرئاسي الذي سيشكل امتدادًا للعهد “الجهنّمي” السابق.

فبعدما دارت دورتها على الكتل النيابية، عادت مبادرة “الاعتدال” الى حيث انطلقت، في محاولة لكسب مزيد من الوقت على أمل الحصول على دعم خارجي إضافي، علمًا أن المعطل الحقيقي للاستحقاق، “حزب الله”، لم يقل كلمة الفصل في المسألة بعد، ما يعني أن السكوت ليس دائمًا علامة الرضى.

لقاء ايجابي؟

في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وبعدما استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وعرضا للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية، استقبل الرئيس بري وفد كتلة “الإعتدال الوطني” النيابية. بعد اللقاء قال النائب وليد البعريني بإسم الكتلة: “لا شك أن سبب الزيارة الأساسي موضوع المبادرة التي كانت في البداية حركة وأصبحت اليوم مبادرة، وللذين كانوا يعولون بأن المبادرة قد نسفت نبشرهم ونطمئنهم أنه بالعكس تماماً المبادرة الآن قد أخذت دفعاً قوياً والجولة الثانية قد لا تكون اعلامية صحيح، ولكن سنثبت للرأي العام في الداخل والخارج وكذلك الرأي العام الإعلامي، أن المبادرة بإذن الله ناجحة وسنكمل بها”.
ورداً على سؤال حول الاسس التي ترتكز عليها المبادرة والياتها وموقف “حزب الله” منها، اجاب البعريني: “لقد وضعنا الآلية ولا ننكر أن للحزب رأيا أساسيا ونحن بإنتظار جوابه، والآلية التي رسمناها مع دولة الرئيس بري آلية ايجابية جداً، وسوف نوضحها من خلال عملنا وتواصلنا مع كافة الكتل التى زرناها وسوف نعود لزيارتها”.

فشلت قبل أن تبدأ

في المقابل، أكد وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري ان “عراقيل كثيرة تواجه مبادرة تكتل “الاعتدال”، وللاسف يبدو أنّها فشلت قبل أن تبدأ، لان المواقف الحادة لا يمكن ان تنتج رئيساً ونحن اليوم لا نرى سوى المواقف الحادة من مختلف الاطراف، وهذا المجلس النيابي مقسم سياسيا ولن يستطيع ان ينتخب رئيسا من هذه التركيبة إلّا إذا صفت النيات وبادرنا جميعا الى عقد لقاء حوار بين جميع الكتل السياسية والنواب المستقلين”.

ثلاث نقاط

من جانبه، كشف نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني أن “المبادرة التي حملها وفد “الاعتدال” الى معراب موثّقة في محضر الجلسة وتنصّ على نقاط ثلاث:
– يتداعى نواب يمثلون أكثر من 86 نائباً للتشاور في مجلس النواب، ولم يُحكَ عن دعوة توجّه من أي طرف أو ترؤس للتشاور.
– يطلب هؤلاء النواب من رئيس المجلس الدعوة لجلسة مفتوحة بدورات متتالية لانتخاب رئيس تطبيقا للدستور.
– يلتزم النواب بعدم تطيير النصاب.
وقد رحبّت “القوات” بهذه المبادرة وقررت السير بها بعد التشاور مع الزملاء في المعارضة الذين طلب بعضهم المزيد من الايضاحات”. وأوضح حاصباني أنه “طالما أننا نتناقش ككتل نيابية لا مشكلة ولكن ان يكون هناك إطار منظم للحوار، فهذا يكرّس بدعاً وأعرافاً ويطيح الدستور ولن يكون مجديا”.

بين الدعم والطعن

الى ذلك،  أشار نائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، خلال احتفال تأبيني في بيروت، الى “اننا أمام مشهدين في غزة، أولاً مشهد المقاومة التي تقاتل بشجاعة متناهية، ثانياً مشهد العدو الإسرائيلي الأميركي…ومقابل المشهدين نحن أمام خيارين: إمَّا أن نكون مع هذا العدو المغتصب المتوحش أو مع المقاومة وأصحاب الأرض. أمام هاتين الصورتين سيسجل التاريخ من تواطأ مع إسرائيل ومن تخاذل عن نصرة المقاومة”.

واضاف :”من يتساءل، ماذا لو هجمت إسرائيل على لبنان، نقول له أنَّ إسرائيل أتت من كل العالم وهاجمت فلسطين واحتلت لبنان ووصلت للعاصمة، هي من هاجمت واحتلت، وفي حال هاجمت لبنان سنواجهها وستلعن الساعة التي قررت فيها مهاجمة لبنان. مقتضى الوطنية هو مساندة المقاومة التي دافعت وتدافع عن لبنان، اليوم أي وطني في لبنان يجب أن يكون في صف المقاومة، نحن نريد لشركائنا في الوطن أن يكونوا كباراً، لذلك دائماً نقول، إنَّنا لا نطلب دعماً وإنما لا نقبل طعناً تستفيد منه إسرائيل”.

الرئاسة والحرب

من جهته، أكد الوزير السابق محمد فنيش أن “موضوع رئاسة الجمهورية لا صلة له أبداً بتطورات دور المقاومة في مواجهة العدو، لأنه عندما يكون للمقاومة موقف من أي استحقاق، تتوخى فيه مصلحة البلد، وتقدّر بحسب رؤيتها المصلحة الوطنية والموقف المطلوب للأولويات”. وشدد خلال مشاركته في احتفال تكريمي أقامه “حزب الله” على أننا “لم ولن نقبل أن تكون المقاومة جزءاً من الألاعيب الداخلية، ودورها وسلاحها فقط لحماية لبنان ولدفع الخطر الصهيوني، ولاسترداد حقوقنا وتأمين أمن ومستقبل ومصير بلدنا على ضوء ما يحصل من تطورات، سواء في الداخل من قبل تهديدات العدو أو على المستوى الإقليمي”.

قصف وغارات

في الميدان، واثناء قيام قوة مشتركة من الجيش اللبناني وقوات “اليونيفل” الدولية بدورية روتينية بين الحدب والراهب غرب عيتا الشعب، اطلق الجيش الاسرائيلي من مستعمرة شتولا رشقات رشاشة ترهيبية في محيط سير الدورية، فيما نفذت طائرة مسيرة اسرائيلية، قرابة الثانية والربع بعد الظهر، عدوانا جويا حيث شنت غارة في إتجاه بلدة عيتا الشعب، مطلقة صاروخا موجها باتجاه المنطقة المستهدفة. كما استهدفت دبابة ميركافا اسرائيلية منزلاً في بلدة الضهيرة. واطلق الجيش الاسرائيلي، نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه الاحراج المتاخمة لبلدات رامية وعيتا الشعب والبستان من مواقعه المتاخمة للخط الازرق. كما استهدفت طائرة مسيّرة احد المنازل الخالية في بلدة بليدا بصاروخ.وشن الطيران الحربي الاسرائيلي، غارة بصاروخ استهدف منزلاً في بلدة مجدل زون دون ان ينفجر، إلا انه أغار مرة ثانية على المكان نفسه، ودمر المنزل بالكامل وسواه بالارض.
وفي وقت لاحق، استهدفت رشقة صاروخية موقعاً للجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة، فيما دوّت صفارات الإنذار في مستوطنات كريات شمونة ومرغليوت والمنارة ومسغاف عام شمال إسرائيل.

تمويل حماس

في الغضون، أشارت وكالة رويترز إلى ان “مسؤولا بارزا في الخزانة الاميركية حض لبنان على وقف تدفق التمويل الى “حماس”. في حين أكدت وكالة “أ ب” ان مسؤولا أميركيا طالب لبنان بإجراءت صارمة ضد شركات مالية غير قانونية تحول الأموال ل”حماس”.