خامنئي يوبّخ الحرس ومكان هنية رُصِد بعد اتصاله بأحد أبنائه: بنك أهداف ايران يشمل تصفية نتنياهو ووزرائه
رغم توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بالثأر لهنية وتعهّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بالدفاع عن أراضي إيران وشرفها، عقد المجلس الأمن القومي جلسة استثنائية صاخبة بمكتب المرشد لبحث كيفية الرد على إسرائيل.
وأكد مصدر بالمجلس، لـ «الجريدة» أن الجلسة شابها جدل وبحث مطّول، موضحاً أنه رغم اتفاق المجتمعين على الرد بشكل قوي جداً ثار الجدل حول استهداف إسرائيل بالصواريخ والمسيرات مثل المرة السابقة أو تغيير هذه الطريقة غير المفيدة وهي ما يريدها نتنياهو.
وقال المصدر، إن بعض المجتمعين أصرّوا على تنفيذ عمليات مشابهة وتصفية شخصيات سياسية وعسكرية إسرائيلية أو موالية في المنطقة، وحتى اغتيال وزراء مثل بتسلئيل سموترش، وبن غفير، وحتى نتنياهو نفسه، مشيراً إلى أن بعض الأجهزة الإيرانية أكدت أنه يمكنها أن تؤمّن ما يحتاجه بعض اليهود المعارضين لهؤلاء في إسرائيل، وتشجيعهم على القيام بعمليات الاغتيال دون أن يكون هناك أي تدخل مباشر من إيران في هذا الموضوع، على غرار عملية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين مثلاً.
وأضاف أن الاجتماع تطرق إلى استهداف القواعد الإسرائيلية داخل الأراضي المحتلة وخارجها، خصوصاً الأمنية والاستخباراتية، استناداً إلى بنك قيّم تمتلكه إيران عن أماكن وجود مقرات استخباراتية في دول المنطقة، ويمكنها استهدافها بكل سهولة.
وذكر أن المرشد وبّخ، بشدة، قادة الحرس الثوري، لأنهم لم يستطيعوا تأمين هنية الذي كان تحت حمايتهم بالمقر الخاص لقدامى المحاربين الذي يتردد عليه أيضاً العديد من كبار الشخصيات السياسية والعسكرية الإيرانية، ويقيمون فيه بين فينة وأخرى، مرجّحاً أن تشهد إيران تغييرات جذرية في الأجهزة الأمنية قريباً.
وأشار إلى تضارب تقارير الأجهزة الأمنية حول كيفية وصول الصاروخ إلى مكان إقامة هنية، ورغم أن البعض أشاروا إلى أنه جاء من خارج إيران، وأرادوا توجيه أصابع الاتهام إلى كردستان العراق أو أذربيجان، لكنْ محققو وزارة الأمن أكدوا أن التحليلات الأولية تؤكد أن الصاروخ انطلق من مكان قريب من مقر إقامة هنية، وعلى الأرجح أنه أُدخِل إلى إيران عبر إحدى السفارات الأوروبية الغربية المتحالفة مع إسرائيل في طرود دبلوماسية، وتم رصد مكان إقامة هنية بدقة بعد أن أجرى اتصالاً مع أحد أبنائه قبل ساعتين من عملية اغتياله عبر برنامج الواتس آب بجهاز هاتف ذكي كان بحوزة شخص آخر مقرب من هنية، ورغم أن هذا الشخص ترك المكان بعد الاتصال وابتعد بسرعة من هناك، ولكن الاتصال كان كافياً لكشف إحداثيات مكان هنية، ويبدو أن هناك جواسيس كانوا يراقبون مكان إقامته بشكل ثابت، للتأكد من أنه لم يخرج من المكان.
وتابع أن أحد السيناريوهات الأخرى المطروحة هو القيام بعملية واسعة من جانب كل جبهة المقاومة بشكل مشترك، واستهداف عدد من القواعد العسكرية والأمنية الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها.