حصاد اليوم- هوكشتاين يستبق التصعيد بتسويق الـ1701 والحكومة والمعارضة تلاقيان طرح الموفد الأميركي

حصاد اليوم- هوكشتاين يستبق التصعيد بتسويق الـ1701 والحكومة والمعارضة تلاقيان طرح الموفد الأميركي

الكاتب: beirut24
14 آب 2024

إذا كانت مهمة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين تتعلق بمساعي وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله”، ولو بعد حين، تطبيقًا للقرار 1701 يكون موفد البيت الأبيض على الطريق الصحيح انطلاقًا من الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة مع الحزب من خلال الحكومة اللبنانية ورئيس مجلس النواب نبيه بري. أما إذا كانت مهمته محددة بمنع التصعيد من قبل “حزب الله” ردًا على اغتيال القيادي فؤاد شكر، فهي شبه مستحيلة لأن الحزب لا يريد ولا يقدر إلا أن يرد على الاغتيال، علمًا أن نوع الرد وحجمه يظلان الأساس لمنع الانزلاق الى حرب واسعة، علمًا أن قرارات بهذا الحجم غالبًا ما تؤخذ من خارج الأراضي اللبنانية.

إشارات مطمئنة

انطلاقًا من هذه المعطيات، بعث هوكشتاين اشارات مطمئنة الى امكان الوصول الى وقف لإطلاق النار في غزة وانعكاسه إيجابا على لبنان. وفيما اعتبر ان القرار 1701 هو ضمانة الاستقرار في الجنوب، لاقاه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في تأكيد موقف لبنان الواضح بالتقيد الحرفي بمضامين القرار، وتنفيذ كامل بنوده ومندرجاته من قبل الجميع لأنه المدخل إلى أي حل.

وقفان للنار

فقد تصدرت زيارة هوكشتاين لبيروت وجولته على المسؤولين الحركة المحلية وقد بدت في محصلتها تحمل نفحة ايجابية لافتة، وبدا كلامه متفائلا تجاه نجاح وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما سينسحب وقفاً لإطلاق النار في جنوب لبنان وإطلاقاً لمفاوضات جدية للمرحلة المقبلة. واكد هوكشتاين الآتي من تل ابيب، ان “الحل الدبلوماسي ما زال ممكنا الوصول اليه، لأننا نعتقد ونؤمن ان لا أحد يريد حرباً شاملة بين لبنان وإسرائيل”، مؤكدا “الحاجة الى خفض التصعيد عبر الخط الأزرق وفي المنطقة”، معتبراً “ان القرار 1701 هو ضمانة الاستقرار في الجنوب”.

أمد الصراع طال

في عين التينة حيث استقبله الرئيس نبيه بري، اكد هوكشتاين أنه في لبنان بناء لطلب الرئيس جو بايدن قبل إنطلاق المفاوضات للوصول الى وقف لإطلاق النار في غزة، معتبراً ان ذلك سينعكس إيجابا على لبنان، مشيراً الى أن أمد الصراع في المنطقة قد طال بما فيه الكفايه وآن الاوان لدوامة الحرب أن تتوقف. من جهته، جدد الرئيس بري التأكيد والمطالبة بضرورة وقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة ولبنان منذ أكثر من 10 أشهر، مبدياً قلقه الشديد من الخطوات التصعيدية التي تقدم عليها المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية من خلال سياسة الإغتيالات العابرة للحدود سواء ما حصل في العاصمة الإيرانية طهران أو العاصمة اللبنانية بيروت، ناهيك عن سلسلة المجازر الاسرائيلية اليومية التي ترتكب بحق الأطفال والمدنيين في قطاع غزة ولبنان، مشيراً الى أن هذه السياسة تدل على تصميم إسرائيل على المضي بالتصعيد العسكري وإفشالها أي مسعى لوقف الحرب. وجدد الرئيس بري التأكيد أمام الموفد الأميركي على تمسك لبنان بالتمديد لمهام قوات اليونيفل وفقاً لمنطوق القرار الأممي 1701 الذي يطالب لبنان بتطبيقه كاملاً منذ اللحظات الاولى لصدوره عام 2006.

تفعيل الحل الدبلوماسي

 ومن عين التينة انتقل هوكشتاين والوفد الى السراي حيث اجتمع مع الرئيس نجيب ميقاتي. في خلال الاجتماع أكد ميقاتي “ضرورة الضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها وتهديداتها وان مدخل الحل هو في وقف اطلاق النار في غزة، وتطبيق قرارات مجلس الامن لا سيما القرار 1701 الذي يضمن استقرار الجنوب”. واكد هوكشتاين “ان العمل يجري على مختلف المستويات الدبلوماسية وفي كل العواصم لانجاح الحل الدبلوماسي الذي دعا اليه الرئيسان الاميركي والمصري وامير قطر.

كما استقبل قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه في اليرزة هوكشتاين بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات على الحدود الجنوبية.

ضد توسيع الحرب

كما التقى هوكشتاين في مجلس النواب وفدا من نواب المعارضة ضم الياس حنكش، جورج عدوان، فؤاد مخزومي وميشال الدويهي. بعد اللقاء قال عدوان: أبلغنا آموس اننا ضد توسيع الحرب والذهاب الى تصعيد أكبر ويجب أن نضع كل جهدنا لعدم جر لبنان الى حرب هو بغنى عنها ونحن ندعم أي مسعى بهذا الاتجاه. اضاف: قرار الحرب والسلم يجب ان يكون بيد الدولة ومُتخذ انطلاقا من مصلحة لبنان ولبنان فقط ولا يمكن ربط مصلحة البلد وكل اللبنانيين بأي مصلحة أخرى، وهي أصبحت مرتبطة بما يقرره السنوار او ايران فيما نحن نريد ما تقرره الدولة والحكومة ومصلحة لبنان. واكد “اننا نطالب الدولة اللبنانية والحكومة بأن تتخذ القرار وتنشر الجيش وتطبق القرار 1701 وان يطبق من الجهات المعنية بشكل كامل وواضح بحيث يلتزم الأفرقاء المعنيون ومن بينهم حزب الله بالقرار 1701.

قصف وغارات

في التطورات الميدانية، اغار الطيران الاسرائيلي على بلدة مرجعيون، ما أدى الى سقوط شهيدين و 4 جرحى بحالة حرجة. كما أغار الطيران المُسَيَر على سيارة قرب مفترق بلدة العباسية عند مدخل صور وافيد عن إصابة عشرة أشخاص بجروح من بينهم ثلاثة إصاباتهم حرجة. وتعرضت أطراف بلدة راشيا الفخار لقصف مدفعي إسرائيلي، وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية إستهدفت بلدة عيتا الشعب. وقد اعلن الجيش الإسرائيلي ان سلاح الجو ضرب بنى تحتية ل”حزب الله” في عيتا الشعب.

عمليات الحزب

في المقابل، اعلن حزب الله انه قصف قاعدة جبل نيريا (مقر قيادي كتائبي تشغله حاليًا قوات من لواء غولاني) بصليات من صواريخ الكاتيوشا. كما استهدف التجهيزات التجسسية في موقع المطلة ودمرها، واستهدف أيضاً تجمعاً لجنود العدو ‏الإسرائيلي في حرش شتولا بالأسلحة الصاروخية وأصابها إصابة مباشرة. واعلن انه هاجم ‌‌بأسراب من المسيرات الانقضاضية تجمعا مستحدثا لجنود العدو ‏في شمال أبيريم وأصابت أهدافها بدقة.

ونعى “حزب الله” مساءً في بيان “الشهيد حسين ياسين شعيتو (جواد)، مواليد العام 1995 من بلدة الطيري في جنوب لبنان.

مجلس الوزراء

في الاثناء، وفي إطار المتابعة الحكومية للوضع، أكد وزير الاعلام زياد المكاري ان مجلس الوزراء اكد تكليف وزير المهجرين متابعة موضوع اعادة النازحين السوريين في الشق المتعلق بالعودة الطوعية. وأشار الى ان موضوع الكهرباء تتم معالجته عبر شراء جزء من الفيول المطلوب من السوق اللبناني والأموال مؤمنة من شركة كهرباء لبنان، لافتا الى ان بنود التعيينات سُحِبت قبل صدور بيان “التيار الوطني الحر” الذي حذر فيه من تمرير تعيينات لحكومة غير شرعية في ظل غياب رئيس الجمهورية.

المدخل الى أي حل

وفي مستهل الجلسة الوزارية قال ميقاتي، “نصرِّ على وقف الحرب ونؤكد موقف لبنان الواضح بالتقيد الحرفي بمضامين القرار 1701 وتنفيذ كامل بنوده و مندرجاته من قبل الجميع، لأنه المدخل إلى أي حل. نحن امام فرص قلقة للدبلوماسية التي تتحرك لمنع الحرب ووقف العدوان الاسرائيلي، فالجولات الخارجية مع رؤساء وقادة اجانب واخوة عرب، تكثفت نظراً لخطورة الوضع اللبناني والاقليمي على امن المنطقة، وبالأخص ما يعنينا من منع الحرب ووقف اطلاق النار هو وقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وغزة، وما تتركه من تدمير وتهجير وقتل”.

مبادرة كنعان

 في التطورات الداخلية، أكد عضو تكتل “لبنان القوي”، النائب ابراهيم كنعان ان “المرحلة الراهنة تتطلب لمّ الشمل والحفاظ على دور التيار الوطني الحر ووحدته وثقله النيابي، وهذا ما أعتبر نفسي مؤتمناً عليه وتاريخي وممارستي شاهدان على ذلك”. وقال في مؤتمر صحافي: حرصاً على مسيرة التيار وحاضره ومستقبله، سأقوم، بما تيسّر لي، بعد التطورات المؤسفة التي نشهدها، بمسعى أخير. وأنا على يقين بصعوبته، لا بل ربما باستحالته عند البعض. ولكنني، في بيتي العائلي كما في البيت السياسي مع العماد عون، تربيت على المواجهة في المعارك المستحيلة”. وتابع كنعان: “من هنا، أوجه دعوة لحوار جدي وعميق يجمع بين الأصول والقواعد الحزبية من جهة والتضامن والوحدة من جهة أخرى”.

التيار يرد

وعلّق “التيار” على المؤتمر الصحافي لكنعان معرباً عن استغرابه “أن يلجأ أي نائب ملتزم بحزبه الى عقد مؤتمر صحافي للحديث عن شؤون حزبه الداخلية”. واضاف “التيار” في بيان “كان الاجدر بالنائب ابراهيم كنعان ان يقوم، حرصاً على التيار، بأي مسعى جدي بشأن “لمّ الشمل” داخل اروقة التيار المفتوحة للنقاش وليس بحركة استعراضية في الاعلام، وهو المدرك جيداً انه ما دقّ باباً الّا ووجده مفتوحاً امامه. كذلك كان الأحرى به أن يكون مثالاً للالتزام بالانظمة الحزبية وبسياسة التيار، وليس محرّكاً لحالة سياسية خارجة عن النظام والأصول”.