حصاد اليوم- نيران المنطقة تلفح اولمبياد باريس والتهدئة جنوبًا تنتظر هدنة غزة المتعثّرة
يبدو أن النيران المستعرة في المنطقة امتدت بالفعل الى “القارة العجوز” بعدما تعرّضت فرنسا قبل ساعات من حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس لهجوم إرهابي واسع النطاق أدى الى شلّ شبكتها للقطارات السريعة وتسبب ببلبلة كبيرة واستنفار أمني غير مسبوق، فيما تُطرح تساؤلات تحليلية حول احتمال تورّط تنظيم “داعش” الذي أعلن في الأشهر الأخيرة عزمه استهداف فعاليات رياضية ضخمة.
في الأثناء، وبينما ينتظر لبنان والمنطقة نتائج زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى واشنطن وتأثيرها على الإقليم حربًا أو سلمًا، عادت العرقلة الى مفاوضات غزة بعدما رفضت حركة “حماس” اليوم مقترحات إسرائيل القاضية بادخال تعديلات على خطة تهدف إلى التوصل لهدنة في غزة وإطلاق سراح المحتجزين لدى الحركة، وهو ما يعقّد التوصل لاتفاق ينهي القتال.
واشنطن تضغط للاتفاق
في السياق، أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس جو بايدن دعا نتنياهو، خلال لقائهما في واشنطن، إلى التوصّل في أسرع وقت ممكن لاتّفاق على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وقالت الرئاسة الأميركية، في بيان، إنّ “الرئيس بايدن أعرب عن الحاجة إلى سدّ الفجوات المتبقية، وإنجاز الاتفاق في أقرب وقت ممكن، وإعادة الرهائن إلى ديارهم، والتوصّل إلى نهاية مستديمة للحرب في غزة”.
عندما يحين الوقت
في المقابل، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤول إسرائيلي معلومات تُفيد بأنّ “إسرائيل لن تنتظر الضوء الأخضر من الولايات المتحدة للقيام بأيّ نشاط عسكري من أجل دفع “الحزب” بعيداً من الحدود. كما أنّ الولايات المتحدة تدرك أن إسرائيل لن تسمح باستمرار الوضع على الحدود الشمالية على ما هو عليه”، وفق الصحيفة. وفي السياق نفسه قال قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي انه “عندما يحين الوقت سنبدأ الهجوم وسيكون حاسما وقاطعا”.
قصف وغارات
في التطورات الميدانية، تواصل القصف المدفعي الاسرائيلي جنوباً، مستهدفاً القرى والبلدات الحدودية. وفي هذا الإطار، اغار الطيران الحربي الاسرائيلي مستهدفا أطراف بلدة مركبا بصاروخين، ما أدّى الى مقتل عنصر من “حزب الله” وإصابة آخر. ونعى الحزب لاحقًا في بيان “الشهيد عباس حسين حمود “أمير” مواليد عام 2000 من بلدة مركبا في جنوب لبنان”.
كما استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدة شبعا. وكان الطيران الحربي الاسرائيلي أغار بعد منتصف الليل، على أطراف بلدة عيتا الشعب، مستهدفا منزلا خاليا من السكان.
في المقابل، أعلن “حزب الله” انه استهدف المنظومة الفنية في موقع راميا بصاروخ موجه وأصابها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها. كما استهدف تحركًا لجنود العدو الإسرائيلي داخل موقع حدب يارون بالأسلحة المناسبة.
الطريق نحو الاستقرار
في الإطار نفسه، أعرب المتحدث باسم قوات “اليونيفل” اندريا تننتي عن القلق إزاء تزايد كثافة تبادل إطلاق النار عبر خط الحدود، والمخاطر المحتملة لصراع مفاجئ وأوسع نطاقاً يصعب السيطرة عليه. ودعا جميع الأطراف المعنية لوقف إطلاق النار، والعودة إلى تنفيذ القرار 1701 بشكل كامل، كونه الطريق نحو الاستقرار والسلام في النهاية. وقال تننتي في حديث إذاعي: “القرار 1701 منح أكثر من 17 عاماً من الاستقرار النسبي بفضل التزام الأطراف به وهو يواجه تحديات تتمثل في نقص التزام عملي من إسرائيل ولبنان بتنفيذه بالكامل، ولكن لا يزال الإطار الأكثر فعالية لمعالجة الوضع الحالي والعمل نحو تسوية طويلة الأمد للصراع”. وأضاف: “نعتقد أن البنود الرئيسية للقرار 1701، بما في ذلك الأمن والاستقرار ودعم الجيش اللبناني والحل الطويل الأمد، لا تزال سارية، ونجاح القرار 1701 يعتمد على التزام الأطراف”.
تسوية رئاسية
في المواقف الداخلية، اشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى “أن المطلوب من بعض اللبنانيين الانخراط بتسوية رئاسية تعكس القوة السيادية للبنان، وحتى نكون واضحين أكثر، لن نمرر أي تسوية رئاسية على حساب المصالح الوطنية السيادية، والتعويل على التغيير الانتخابي أو الإقليمي تعويل في غير محله، البلد بلدنا جميعا، ولا بد من تسوية رئاسية تخدم هذه الشراكة التوافقية بشقها السيادي، وطبيعة أحداث المنطقة تصب في المصالح الوطنية، ولن نقبل بأقل من المصالح السياسية العليا لهذا البلد”.
المعارضة والثنائي
وفي الديمان، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، النائب ميشال الدويهي الذي قال “التقينا اليوم صاحب الغبطة وعرضنا معه الاوضاع العامة، لا سيما موضوع انتخاب رئيس للجمهورية والتأخير الحاصل ووضعته في صورة خارطة الطريق التي تسير بها قوى المعارضة التي التقت حتى اليوم مئة نائب ولم يحدد لها موعد بعد مع كتلتي حركة “أمل” و”حزب الله”، وهذا أمر مؤسف في هذه المرحلة الدقيقة جدا من تاريخ لبنان”.
كما استقبل البطريرك الراعي المدير العام للامن العام اللواء الياس البيسري الذي وضعه في اجواء عمل ونشاط الجهاز لا سيما في موضوع معالجة النزوح السوري.
ربط الاستحقاق بغزة
في الغضون، اعلن عضو تكتل”الجمهورية القوية” النائب انطوان حبشي أن “في مقابل مبادرات حسن النية رئاسيا، هناك إرادة مسبقة وتعنت لدى طرف في البلد لتنفيذ أجندته بعيدا مما يريده اللبنانيون”. وأكد “أهمية إجراء انتخابات رئاسية فعلية وذلك بفتح جلسة انتخابية بدورات متتالية”، سائلا عن “أي حوار يتحدثون وهم لا يريدون الجلوس مع المعارضة، فالأكيد أنهم لا يريدون رئيسا للجمهورية ويربطون الاستحقاق بحرب غزة”. وحذر من أن “الاخطر من عدم انتخاب الرئيس هو فض الشراكة وفرض القرار بقوة السلاح”.
نتائج الثانوية العامة
على خط آخر، وعشية اعلان نتائج امتحانات شهادة الثانوية العامة، وجّه وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي نداء إلى المواطنين حذّرهم فيه من خطورة إطلاق النار لدى إعلان النتائج، مؤكدًا أنّها لحظات للبهجة والفرح والإعتزاز، وناشد الجميع الالتزام بالقوانين كي لا تتحوّل الأفراح إلى مآتم. ولفت الوزير إلى أن الوزارة ستعلن موعد إصدار النتائج قبل صدورها بساعات، نافيا كل الشائعات التي تتداولها وسائط التواصل حول هذا الأمر.