خاص – تجارب لبنانية متنوعة على طريق الحوار والتنوع والدور المسيحي المميز
استكمالا للمقال الذي كتبته حول العقل المسيحي اليوم ومن اجل تسليط الضوء على دور مؤسسات وتجارب لبنانية متنوعة ساهمت في الحوار وحماية التنوع ودور الشخصيات المسيحية في هذا الدور ساحاول ان استعرض بقدر ما أمكن اسماء بعض المؤسسات والشخصيات اللبنانية التي لعبت دورا فاعلا في تاكيد التنوع والحوار والتي يمكن الاستفادة من تجربتها اليوم لحماية الوحدة الوطنية واعادة البوصلة الحقيقية باتجاه العدو الاساسي وهو الكيان الصهيوني.
وطبعا هناك الاف الشخصيات المسيحية التي لم تتحرك من منظور مسيحي بل من منظور قومي او يساري او انساني وكان لها الحضور المهم في كل الأحزاب الوطنية والقومية .
وبالنسبة لعبارة العقل المسيحي فطبعا لا يوجد عقل اسلامي وعقل مسيحي ولكن المصطلح للدلالة على الخطاب والمشروع الذي تقدمه الشخصيات او المؤسسات المسيحية .
وطبعا لن استطيع استعراض كل التجارب وكل الشخصيات ولكن هذه نماذج وقد يكون هناك الكثير الكثير من امثالها .
لا يمكن الا استعادة تجربة المؤتمر الدائم للحوار والذي اطلقه المفكر الراحل سمير فرنجية مع العديد من الشخصيات مع انتهاء الحرب الاهلية وبعد اتفاق الطائف ولكن للاسف هذه التجربة انتهت وذهب بعض المشاركين فيها الى خيارات متطرفة .
وهناك مركز عصام فارس والذي اشرف عليه الوزير الدكتور عبد الله بو حبيب مع عدد من الاصدقاء وشكل مساحة حوارية مهمة لعدة سنوات ولكنه توقف بقرار من ال فارس .
ولا بد من تذكر تجربة اللقاء اللبناني للحوار والفريق العربي الإسلامي المسيحي والتي ساهم في إطلاقها القسيس الدكتور رياض جرجور مع عدد من الشخصيات اللبنانية والعربية واللقاء توقف بعد العام 2006واما الفريق العربي الإسلامي المسيحي فنشاطته متوقفة رغم استمرار عمله نظريا .
وكان لدار الندوة في بيروت تجارب حوارية متعددة واطلقت اللقاء اللبناني الوحدوي والمنتدى القومي العربي وساهمت في حوارات وطنية وقومية ولا تزال تقوم بدورها الى اليوم .
وخلال الحرب الاهلية وبعد توقف الحرب انطلقت تجربتان ثقافيتان الاول باسم تجمع الهيئات الثقافية من كل لبنان والثانية تجربة الملتقيات والمنتديات الثقافية وكان لهما دور مهم في تعزيز الوحدة الوطنية والحوار لكن التجربتين انتهتا .
وهناك تجربة موسيقية مهمة اطلقها الموسيقار الدكتور نداء ابو مراد وهو نجل التربوي الراحل الدكتور مفيد ابو مراد وكان لهذه التجربة تاثير كبير في نشر الثقافة الموسيقية وخصوصا الموسيقى الشرقية الاصيلة وهو لا يزال يقوم بدوره في الجامعة الانطونية .
وهناك مؤسسات اخرى اليوم تتابع التجربة الحوارية ورفض العودة للحرب ومنها نادي الشرق لحوار الحضارات ومركز بيروت المجتمعي وجمعية حاور ورمم وجمعية تصالح ومنتدى التفكير الوطني وجمعية الصوت الواحد ومشروع وطن الانسان ولقاء مستقلون من اجل لبنان ومجموعة لبنانيون من اجل الكيان والمؤسسة اللبنانية للسلم الاهلي ومركز عكار للتنمية ومجموعة وحدتنا خلاصنا وتجمع محاربون من اجل السلم ولقاء الهوية والسيادة والاستشارية للدراسات ولقاء مسيحيي الشرق وجمعية فرح العطاء والرابطة السريانية ومجموعة ارض المبدعين ولقاء من اجل لبنان ولقاء من اجل فلسطين.
ومنذ حوالي السنة انطلقت تجربة مهمة وهي منصة المواطنة وهي تنشط حاليا لاطلاق مشىروع المواطنة في كل لبنان .
وكانت هناك تجربة مهمة باسم اللقاء المشرقي لكنها لم تتابع .
ولا بد من تذكر عدد من الكتاب والأدباء الذين كانوا حاضرين في المناسبات الوطنية وخصوصا في الكتابة عن اهل البيت والأمام علي عليه السلام والامام الحسين عليه السلام ومنهم جورج جرداق وبولس سلامة وميشال كعدي وسليماني كتاني وجورج شكور وجوزيف الهاشم.
وحتى ان النائب السابق ادمون رزق والذي كان نائبا عن حزب الكتائب كان لا يغيب عن مناسبات عاشوراء .
وهناك كتاب ومفكرون تجاوزوا البعد المسيحي الى البعد الانساني والعالمي وقدموا قراءات نقدية مهمة للفكر الديني او الطائفي ومنهم الدكتور جورج قرم والاستاذ نصري الصايغ.
وهناك من اجرى قراءة نقدية لتجربة الحرب واحد نماذجها الاستاذة ريجينا صنيفر.
ولا بد من تذكر ادوار الاباتي انطوان ضو والذي كان من المناضلين من اجل القدس والحوار الاسلامي المسيحي وكذلك الاب ابراهيم سروج في طرابلس والمطران عصام درويش في زحلة وغيرهم الكثير الكثير. من الاباء والمطارنة .
وهناك كتاب ومفكرون انطلقوا من الفكر اليساري والقومي واللائحة طويلة ، اضافة للادباء والمسرحيين والفنانين والصحافيين والذين نظروا للبنان ووحدته واكدوا ان القضية الفلسطينية هي الاساس .
كل هذه التجارب تحتاج لمراجعة ومتابعة وتقييم من اجل بناء ثقافة الوحدة الوطنية والعمل لبناء دولة المواطنة ودعم القضية الفلسطينية ورفض مشاريع التقسيم .
وهناك حاجة لاستكمال كل هذه التجارب واستعادة دورها الفاعل اليوم رغم كل شيء .