مناصرو “الحزب” يجوبون الشوارع اعتداءً وتأنيباً، المس بـ”الحزب والسيد والشهداء” ممنوع
الرأي الحرّ ممنوع. التعبير عنه ثمنه “قتلة” مع شويّة بوكسات عالماشي وضربٍ، وزيارة إلى الطوارئ. حتى “فشّة الخلق” مرفوضة لدى بعض مناصري الممانعة.
هذا التطاول على المواطنين يتوالى من دون قواعد ولا احترام ولا انضباط ولا متابعة من القوى الأمنية. “زعران” لحزبٍ يجوبون الطرقات، يشتمون، يضربون، يؤنبّون، ويلقّنونك درساً في المصارعة الحرّة والفنون القتالية، فتخال نفسك في أحد بلدان المافيا الإيطالية، لكنك تستفيق لترى أنك في بلد من بلدان ميليشيا “حزب الله”.
ليست المرة الأولى التي يتم الاعتداء فيها على مَن ينتقدون “الحزب” وسياساته وممارساته. فالكثير الكثير رأيناه على مواقع التواصل لمواطنين من بيئة “حزب الله” يبدّلون في أقوال كانوا أدلوا بها، حتى انتشر ما بات يُعرف “ما قبل السحسوح وبعده”.
واليوم، معادلة جديدة يفرضها مناصرو الممانعة، فـ”الحزب والسيّد والشهداء” ثلاثيّة مقدّسة ممنوع المسّ بها، علماً بأن للشهداء وحدهم قيمة مقدّسة، وعطراً وبخوراً أمام مراقدهم.
طريقة الاعتداء أصبحت علناً في الشارع، على مرأى من الجميع، وبشكل وقح. هكذا، حصل أخيراً مع الشاب عامر حلاوي في منطقة صور، حيث انتشر فيديو يوثّق اعتداء عدد من مناصري “حزب الله” عليه بالضرب أثناء وجوده في أحد مقاهي صور بتهمة شتم “السيّد والشهداء والحزب”، علماً بأن الحقيقة أن حلاوي، في يوم استهداف سيّارة أحد قياديي “حزب الله” في منطقة الحوش – صور، كانت ابنته موجودة بالقرب من المكان المستهدف عند أقاربه.
حلاوي، الذي كان موجوداً في ذلك الوقت في أحد النوادي الرياضية، تلقّى فيديو يظهر صراخاً وعويلاً في منزل ابنة عمه، والزجاج متساقط على ابنته، فما كان منه إلا أن انفعل، وكانت ردّة فعله العفوية، “إنو شو مرقوا من هيدا الشارع، وليه بدّو يمرق من هونيك، عارف في ناس كتير”… وبدأ بالسباب والشتم، ليتدخّل أحد الأشخاص الموجودين معه في النادي دفاعاً عن “الحزب” وقيادييه، وبأنّهم “بيمرقوا محل ما بدّن”، غوقع خلاف بينهما، ليُحلّ بتدخّل الشباب في النادي.
ثم يتفاجأ حلاوي في اليوم التالي، أثناء وجوده في المقهى، بوصول نحو 15 شاباً، انهالوا عليه بالضرب المبرح، ممّا أدّى إلى دخوله إلى المستشفى لساعات، علماً بأن حلاوي -بحسب ما صرّح- ممّا يسمّى ببيئة المقاومة، وله باع طويلة في القتال المواجهة ضد العدو.