حصاد اليوم- إسرائيل والحزب يتمسّكان بقواعد الاشتباك الجديدة ويتراجعان خطوة الى الوراء منعًا للحرب الشاملة
بعد كل تصعيد ميداني خطير يدفع بالوضع الى حافة الهاوية، يتراجع الطرفان خطوة الى الوراء لإعادة حرارة الوضع الى معدلاته السابقة. إنها قواعد الاشتباك الجديدة المعمول بها بين إسرائيل و”حزب الله” في انتظار التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة وما بعد بعد غزة، من جنوب لبنان الى اليمن. وفي خضم موجة الانتخابات من بريطانيا الى إيران ففرنسا، وحده لبنان يبقى من دون انتخابات ومن دون رئيس، في انتظار ما ستؤول اليه التسويات الدولية الكبرى.
لا توسعة للحرب
في السياق، أكّد نائب الأمين العام لـ “حزب الله” نعيم قاسم، أنّ “فريقه أعلن عن مرشحه لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية الذي يحقق الأهداف الوطنية لجميع الأفرقاء ومقبول من قبل الدول العربية”، معتبرًا أنّ الخلاف على “رئاسة الجمهورية كبير جدًا لا سيما بوجود التشرذم الكبير بين الكتل النيابية اللبنانية، إضافة إلى تركيبة مجلس النواب اللبناني التي جعلت من كل الافرقاء سواسية في المجلس حيث لا يستطيع اي فريق فرض مرشحه وبالتالي يبقى الحل الوحيد هو الحوار لتبديد هواجس الافرقاء، ونحن نقدم بالدليل”.
سينزعجون أكثر
وقال قاسم في حديث إذاعي، ان ” قناعة “حزب الله” أنّه سيقدم التضحيات في هذه المعركة، ولم يخطئ الاسرائيلي عندما أعلن الجيش الاسرائيلي أنّه أصاب أهدافا نوعية، في حين “المقاومة” تصيب يوميًّا أهدافًا نوعية وثكنات وضباط وأماكن تجسس وبالتالي انجازاتنا كبيرة، وفي الكثير من الأحيان لا يعلن الإسرائيلي عن حجم خسارته”. وأعلن أنّ ” احتمالات توسعة الحرب غير متوفرة في المدى القريب، ولكن “حزب الله” مستعد لأسوأ الاحتمالات”. ووجّه الشيخ قاسم رسالة إلى الداخل اللبناني، فقال: “الحالمون في الداخل اللبناني بحرب لإزعاج أو إضعاف “حزب الله”، أعتقد أنهم سيرون أحلاما مزعجة لأن الواقع لا يتأثر بتصوراتهم وليس لديهم أيّ فعالية على أرض الواقع، هناك “مقاومة” قويّة تواجه العدو الاسرائيلي وستنتصر وسينزعجون أكثر”.
وقف النار أولًا
في ما يتعلق بالقرار 1701، رأى قاسم أنّ “الموفدين الأجانب، لا سيما من الجانبين الأميركي والفرنسي، يريدان مناقشة القرار ويرغبان بفصل جبهة جنوب لبنان عن جبهة غزة، ويحاولان إجراء ترتيبات ترضي إسرائيل لتتمكن من إعادة المستوطنين إلى أماكنهم، ولكن جواب المقاومة لجميع الموفدين كان موحدًا، لا نقاش دون وقف إطلاق النار، ليصار بعدها الى النقاش السياسي الضروري وعرض آخر التطورات”.
حماس عند نصرالله
وفي الإطار نفسه، إستقبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وفداً قيادياً من حركة “حماس” برئاسة خليل الحيّة وجرى استعراض التطورات الأمنية والسياسية في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً وأوضاع جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق، اضافة الى مستجدات المفاوضات القائمة هذه الأيام وأجوائها والاقتراحات المطروحة للتوصل إلى وقف العدوان الغادر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. واكد الطرفان على مواصلة التنسيق الميداني والسياسي وعلى كل صعيد بما يُحقّق الأهداف المنشودة.
الضابط في طهران
في المقابل، أكد وكيل وزارة الخارجية الأميركية السفير ديفيد هيل أن الضابط الرئيسي لما يحصل على جبهة في لبنان لا يوجد في بيروت إنما في طهران. وأضاف في حديث تلفزيوني أن “إيران كصانع قرار رئيسي لا أعتقد أنها تريد وضع حزب الله في موقع خطر”.وتابع: “يجب أن توجد مقاربة للتعامل مع المشكلة الإيرانية، الإيرانيون أنفسهم سيدفعون تبعات إن لم يغيروا من سياستهم”.
وأشار هيل إلى أن “مستوى التعقيد فيما يتعلق بقوة إطلاق النار بعد عام 2006 زاد أكثر وبالتالي سيكون الصراع إن حصل اليوم أكبر”. وشدّد على أن “ليس من مصلحة أحد أن تكون هناك حرب غير مسيطر عليها في هذه المرحلة”.
إقتراح هوكشتاين
من جهتها، أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إلى ان “المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين يقترح نزع سلاح حزب الله في جنوب لبنان ودفع قوات الرضوان إلى الخلف مسافة 10 كيلومترات عن الحدود”. ولفتت إلى أن “هوكشتاين يعتبر أن رفض حزب الله لمقترحه سيضفي الشرعية على الهجوم الإسرائيلي لإعادة الأمن إلى الشمال”. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم ان “نصر الله سيرفض مقترح المبعوث الأميركي”.
قصف وغارات
في المستجدات الميدانية، تعرضت أطراف الهبارية وراشيا الفخار في قضاء حاصبيا واطراف بلدة راميا لقصف مدفعي اسرائيلي من الاعيرة الثقيلة. وقرابة الثانية الا عشر دقائق من بعد الظهر، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي عدوانا جويا حيث شن غارة مستهدفا مرتفعات كسارة العروش في منطقة اقليم التفاح. وشن غارة أيضاً على الجبل الرفيع في جبل الريحان في منطقة جزين. وفي وقت سابق، شنّت مسيّرة إسرائيلية غارة على بلدة مركبا قُرب مركز لإسعاف “كشافة الرسالة الإسلامية”. وأفادت المعلومات عن إصابة أحد المسعفين جرّاء الغارة.
عمليات الحزب
من جهته، اعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات عن استهداف موقعي السماقة والرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وإصابتهما إصابة مباشرة، بالاضافة الى استهداف موقع راميا بقذائف المدفعية وإصابته إصابة مباشرة. وبعد الظهر افيد عن إطلاق 5 صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل الغربي دون تفعيل الإنذارات.
لا مواقف أو تحركات
سياسيا، غابت المواقف والتحركات. وفيما يعقد مجلس الوزراء بهيئة تصريف الاعمال جلسة في الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم الثلاثاء المقبل في السرايا الحكومية، للبحث في البنود الثلاثين المدرجة على جدول الاعمال، استقبل الرئيس نجيب ميقاتي المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان وبحث معه الأوضاع الأمنية في البلاد. كما عقد اجتماعين ضم الاول وزير الصحة فراس الأبيض ووزير الصناعة جورج بوشكيان والسيدين ايلي وانيس الشامي، فيما ضم الاجتماع الثاني وزير الصحة فراس الأبيض ووفدا من “الجمعية الطبية اللبنانية العالمية” برئاسة الدكتور وليد الأحمر.