حصاد اليوم- زحمة مبادرات تدور في حلقة مفرغة وجهود دولية لفرملة اندفاعة إسرائيل نحو التصعيد
زحمة مبادرات ولقاءات واتصالات من النورماندي الى ميرنا الشالوحي وما بينهما، والمطلوب واحد وبسيط: فتح القاعة العامة للبرلمان ودعوة النواب الى جلسة انتخابية مفتوحة بدورات متعددة، على ألا تُقفل إلا بانتخاب رئيس للجمهورية. لذلك يبدو أن كل المبادرات لا تعدو كونها مصيَعة للوقت في انتظار أن تأتي الساعة التي لم تأتِ حتى الآن. في الموازاة تتواصل الجهود الدولية، وأبرزها الأميركية والفرنسية لفرملة اندفاعة اسرائيل في اتجاه تنفيذ تهديداتها بشن حرب واسعة على لبنان، وقد انضمت ايران اليوم الى هذه الجهود بتهديدها الدولة العبرية بأنّ “قوى المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا أقدمت إسرائيل على أي مغامرة في لبنان”.
على الخط الداخلي الموازي للمساعي الخارجية، اما الخط الثاني، تتواصل الجهود نحو بلوغ نقطة تقاطع بين القوى السياسية لانتخاب رئيس يواكب مرحلة التسوية الاقليمية، وقد بدأت مع “اللقاء الديمقراطي” وامتد الى “كتلة الاعتدال الوطني” واخيرا “لبنان القوي” بحثا عن خيارات بديلة عبر نسج تفاهمات جديدة، إن تحققت يمكن ان تنتج رئيسا من دون قوى المعارضة.
“كنا بواحد صرنا بتنين”
في السياق، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الذي اطلق امس من بكركي حركة رئاسية. وبعد اللقاء، قال باسيل: “تم التطرّق إلى التشريعات الضرورية وأهمية المناقشة بها وأكدنا عدم ربط الملف الرئاسي بما يحدث في الجنوب والمنطقة”. وأكد أنه “لا يمكن النجاح بإنتخاب رئيس الا بالتفاهم، ومن هنا فكرة التشاور او الحوار للوصول الى رئيس توافقي”. أضاف: “أنا لا احمل مبادرة وهذا ليس عملي بل مسؤوليتنا السعي مع الجميع عندما نرى فرصة مهما كان حجمها لتأمين الاستحقاق الدستوري”. ورد باسيل على فرنجية، قائلًا: “من يريد أن يطرح نفسه رئيساً أو جعجع “بدكن يعرف يحسب صحّ ويعرف مين الأول، كنا بواحد ما بيعرف يعدّ صرنا بتنين”.
الى الصيفي
وقرابة اللسادسة مساء، توجه نواب من تكتل “لبنان القوي” برئاسة النائب جبران باسيل إلى بيت الكتائب المركزي في الصيفي للقاء نواب المعارضة. وسجل وصول النائب غسان حاصباني للانضمام إلى الاجتماع بين باسيل ونواب المعارضة.
وافاد مصدر من المعارضة ان “باسيل يُحاول أن يكون “بيضة القبان” في اللعبة السياسية اليوم”، فيما اكدت معلومات ان “المعارضة ستُبلغ باسيل بأنّها لن تقبل بأيّ حوار يترأسه برّي والموقف سيكون ثابتاً حول رفض هذا الأمر”.
الضمانة أهم من الشكليات
ايضا، واصل “الاشتراكي” جولته على القوى السياسية. في الاطار، أكد رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل، بعد اجتماعه مع كتلة “اللقاء الديمقراطي” في الصيفي برئاسة النائب تيمور جنبلاط، “أن الكتائب لا تنتظر نتائج حرب ولا تراهن على أي شيء من الخارج انما يهمنا انتخاب الرئيس في أسرع وقت”. وعبر عن جاهزيته ” لتخطي الشكليات شرط الا تخالف الدستور”. وسأل: “هل هناك ضمانة في المضمون تؤكد انسحاب رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجيه والبحث بأسماء أخرى؟ وانه اذا فشل التوافق سنذهب الى جلسة انتخابية ونحتكم للدستور”؟
الراعي يسأل عن الدوافع
من جهته، أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ “لا يمكننا إلّا أن ننظر إلى الواقع اللبنانيّ من دون رئيس للجمهوريّة منذ سنة ونصف، وكأنّ شيئًا لم يكن. فما هي أبعاد هذا الفراغ المراد، والجنوب اللبنانيّ مهدّد بالحرب، بل هو في حالة حرب، وخرائط جديدة تُرسم في بلدان الشرق الأوسط، وترسيم حدود بين لبنان وإسرائيل، وبينه وبين سوريا”، متسائلاً: “ما هي الدوافع الخفيّة لعدم انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة”؟ كلام الراعي جاء في كلمة افتتاح أعمال سينودس الكنيسة المارونية برئاسته ومشاركة مطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار.
سجال القوات وبري
ليس بعيدا من الشأن الرئاسي، صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، البيان الآتي: قال الرئيس نبيه بري في حديث صحافي ان “التشاور هو الممر الإلزامي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وإنه لا بد منه أولا وثانيا وثالثا، (…)، وإلا فما هو السبيل لإخراج انتخاب الرئيس من الدوران في حلقة مفرغة(…)”، وتعليقا على هذا الموقف نؤكد للرئيس بري ومن يعنيهم الأمر على ان “التشاور الذي يقصده الرئيس بري بطاولة حوار برئاسته ليس إلزاميا كما يقول، إذ لا يوجد أي نص دستوري يجعل من التشاور هو الممر الإلزامي، ونأمل من الرئيس بري وغيره الالتزام بالدستور ونصوصه. وأضاف أن “التشاور في الاستحقاق الرئاسي يتم على قدم وساق منذ ما قبل الشغور الرئاسي، ولكن هذا التشاور اصطدم ويصطدم بحائط تعطيل الجلسات الانتخابية من جهة، والإصرار على مرشح أوحد من جهة ثانية على رغم عدم القدرة على انتخابه”، معتبرا أن “السبيل لإخراج انتخاب الرئيس من الدوران في حلقة مفرغة سهل جدا وهو ان يدعو الرئيس بري لجلسة انتخابية بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس، وان يلتزم نواب الرئيس بري ونواب الممانعة بالمشاركة في الدورات كلها والإقلاع عن النهج التعطيلي”.
إسقاط مسيّرة
في التطورات الميدانية، تواصلت المواجهات بين “حزب الله” والجيش الاسرائيلي جنوبا، حيث أسقط الحزب قرابة الرابعة والثلث من عصر اليوم بصاروخ أرض- جو طائرة مسيرة اسرائيلية فوق اجواء اقليم التفاح . ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي بعد نحو ربع ساعة عدوانا جويا حيث شن غارة مستهدفا مكان وقوع المسيرة في مرتفعات جبل الريحان .
كما شن الطيران المعادي غارة قرابة الخامسة الا عشر دقائق مستهدفا بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل. وافيد عصرا عن غارتين جويتين نفذهما الطيران الحربي المعادي على دفعتين على بلدة عيتا الشعب.
الحزب يصعّد عملياته
في المقابل، اعلن “حزب الله” انه “استهدف اليوم مبنيين يتمركز فيهما جنود العدو في مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة وأصابهما إصابة مباشرة وأوقع الجنود بين قتيل وجريح”. واستهدف موقع الرادار في مزارع شبعا.
ايضا، اعلن انه “استهدف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة يرؤون بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة وأوقع من بداخله بين قتيل وجريح”. واعلن انه “إستهدف موقع بياض بليدا بمسيرة إنقضاضية أصابت أهدافها بدقة”.
كما أعلن أنه “شن هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر القيادة المستحدث التابع للفرقة 146 شرق نهاريا (الذي انتقل من منطقة جعتون بعد قصفه سابقاً)، مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباط العدو وجنوده، وأصابها إصابة مباشرة، مما أدى لتدميرها واشتعال النيران فيها وإيقاع أفراد العدو بين قتيل وجريح”.
واعلن الحزب ايضا شنه “هجوما جويا بسرب من المسيّرات الإنقضاضية على مقر قيادي تابع لفرقة الجولان 210 شاعل، استهدف أماكن تموضع ضباط العدو وجنوده، وأوقع فيهم إصابات مؤكدة، كما تم تدمير جزء من المقر واشتعال النيران فيه”.
وفي السياق، اشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي الى “إشتعال النيران في قاعدة عسكرية إسرائيلية مستحدثة قرب نهاريا بعد إنفجار طائرة بدون طيار”.