حصاد اليوم- رسالة ايرانية لواشنطن عبر البريد اللبناني: المقاومة أساس الثبات والاستقرار في المنطقة
“المقاومة أساس استقرار المنطقة”. إنه العنوان العريض الذي إختارت إيران ان تبرزه من بيروت، العاصمة العربية الأولى في محورها ونقطقة الارتكاز في وحدة الساحات، لتعلن منها هذا الموقف، في رسالة واضحة الى واشنطن التي ستستأنف مفاوضاتها النووية وغير النووية معها خلال أيام.
فقد خطفت زيارة وزير الشؤون الخارجية الإيرانية بالانابة علي باقري كني الى بيروت الاضواء السياسية اليوم، ليس لكونها الاولى بعد تسلّمه مهامه، ولا ترقباً لتبدّل في الموقف الايراني بعد مقتل وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان، إنما انتظارًا لما يحمل المسؤول الايراني من جديد يتصل بالوضع اللبناني أمنيا ورئاسيا، في ظل الفراغ القاتل المخيّم على لبنان.
رفاهية الشعب
بدأ المسؤول الايراني جولته على المسؤولين صباحا من وزارة الخارجية حيث استقبله الوزير عبدالله بوحبيب الذي أعلن بعد اللقاء، أن “هناك تطابقًا في وجهات النظر بشأن المخاطر الناجمة عن استمرار الحرب على غزة”. وقال بو حبيب: أكّدت موقف لبنان الرافض للحرب، وشرحت تصوّرنا للحلول المستدامة التي تعيد الهدوء والاستقرار من خلال سلّة متكاملة لتطبيق القرار 1701″.
من جانبه، قال باقري: “ايران لم توفّر جهدًا لدعم الاستقرار في لبنان وتأمين رفاهية الشعب”. وأضاف: “المقاومة هي أساس الثبات والاستقرار في المنطقة، وتطرقنا إلى تطوّرات غزة ورفح”، لافتا إلى اننا “اتفقنا على مبادرة تتمثّل في عقد اجتماع طارئ للدول الأعضاء في منظمة دول التعاون الإسلامي”.
عين التينة والسراي
بعدها، زار باقري كني والوفد المرافق رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، ثم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي، حيث جرى عرض في المحطتين للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة ولبنان.
خامنئي: لا أمل
وتزامنت زيارة باقري مع دعوة قائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي الشعب الفلسطيني إلى “ألا یعقد الأمل علی مفاوضات التسویة”. وقال خامنئي لمناسبة الذكرى الــ 35 لرحيل الامام الخميني: “ما توقعه الإمام عن مستقبل فلسطين قبل خمسين عاماً أو يزيد، بدأ يتحقق اليوم تدريجياً، وعلى الشعب الفلسطيني أن يأخذ حقه في ميدان العمل ويجبر الکیان الصهيوني على التراجع”. وأضاف: “عملية طوفان الأقصى وضعت الکیان الصهيوني على مسار الزوال”.
التصعيد مستمرّ
وسط هذه الاجواء، استهدفت مسيّرة اسرائيلية سيارة بين بلدة الخرايب والزرارية وكوثرية الرز بأربعة صواريخ مما ادى الى سقوط قتيل. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي 5 غارات على مرتفعات جبل الريحان. كما شن غارة على جبل ابو راشد، في خراج بلدة ميدون في منطقة جزين. ونفذت طائرة مسيرة غارة مستهدفة دراجة نارية في بلدة الناقورة، وادت الى سقوط قتيل واصابة شخص اخر . كما تسبب القصف المدفعي التي تعرضت له بلدة علما الشعب الى اشتعال النيران في المنطقة. واندلع حريق في حقول القمح في سهل مرجعيون قبالة المطلة جراء إلقاء الجيش الاسرائيلي القنابل الحارقة. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي، غارات وهمية فوق الجنوب وخرق جدار الصوت فوق منطقة الزهراني حيث تحطم الزجاج في مجمع نبيه بري للمعوقين في الصرفند، وفي بلدات الخرايب والزرارية وارزي وغيرها.
عمليات الحزب
في المقابل، أعلن “حزب الله” في بيان، انه و”بعد تعقّب ومراقبة لقوّات العدو الإسرائيلي في جبل عداثر، وعند رصد آليّة عسكريّة فيه، استهدفها بالصواريخ الموجّهة وأصابها إصابةً مباشرةً ممّا أدّى إلى تدميرها واشتعال النّيران فيها وإيقاع طاقمها بين قتيلٍ وجريح”. ايضا، اعلن “حزب الله” انه إستهدف “جنود العدو في خلّة وردة بالأسلحة الصاروخية وانه حقّق إصابة مباشرة، وكذلك التجهيزات التجسسية في موقع المالكية بقذائف المدفعية “. وقال إعلام اسرائيلي أن طائرة مسيّرة تابعة ل”حزب الله” أسقطت بعد الظهر قنبلة في منطقة المطلة وعادت إلى جنوب لبنان.
أيوب تسأل ميقاتي
وفي شأن متصل، وجهت النائبة غادة ايوب سؤالا الى الرئيس ميقاتي عبر رئاسة مجلس النواب “حول مشروعية تأمين اعتمادات من احتياطي الموازنة العامة لتغطية دفع المساعدات لبعض ورثة الشهداء نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية بعد 7/10/2023 دون تمييز بين مدني ومقاتل وبفعل قرار حرب لم تتخذه الحكومة اللبنانية”.
إلتزام أممي بدعم لبنان
في السياق، أشارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة الجديدة في لبنان جينين هينيس -بلاسخارت بعد لقائها الوزير بو حبيب الى ان “التطورات عبر الخط الازرق تثير القلق بشكل خاص. ناقشنا اليوم ضرورة عودة الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية وإعادة الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 لضمان الأمن المتبادل والمستدام. وسأكون في الأشهر القادمة على تواصل وثيق مع الطرفين المعنيين بالقرار 1701 وزملائنا من اليونيفل وشركاء دوليين آخرين للمساعدة في تحفيز الزخم نحو تحقيق هذا الهدف”. وتابعت: “لقد ناقشنا أيضاً الجمود السياسي الطويل الأمد في لبنان والحاجة إلى انتخاب رئيس جديد وإلى مؤسسات دولة فاعلة لقيادة البلاد للخروج من الأزمة والتحرك نحو التعافي المستدام”. وختمت: “أكدت أيضًا لوزير الخارجية التزامي الثابت والتزام الأمم المتحدة المستمر بدعم لبنان وشعبه”.
جعجع يرد على بري
في تطورات الملف الرئاسي، رد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على الرئيس بري الذي حمله مسؤولية عرقلة الحوار ورئاسة الجمهورية، قائلًا ان “حديث بري اسقط عنه القناع، ولا يحلمَنّ احد ببلوغ لحظة يصبح في لبنان مرشد أعلى”. وعن مقولة بري ان “المكان الطبيعي لأي تشاور هو مجلس النواب وان المجلس مؤسسة لها رئيس والرئيس ايا كان اسمه هو المعني بأن يترأس جلسة التشاور بين الكتل”، قال جعجع : خطأ خطا وخطأ. بري رئيس مجلس نواب وليس رئيسا لكل الكتل النيابية لأن الكتل مستقلة، لها تمثيلها الشعبي، وطبيعي ان تتشاور في ما بينها ساعة تريد وحيث تريد.. اذًا مبدأ بري يتعارض مع كل اسس العمل الديمقراطي. صحيح ان المجلس النيابي مؤسسة لها رئيس، لكن لا يمكن للرئيس ان يتخطى صلاحياته ويشرّع، هو رئيس بما اعطاه اياه الدستور وليس بمحاولة السيطرة على سائر المؤسسات الدستورية”.
“أمل” و”القوات” في الدوحة
ليس بعيدا، افيد ان النائب علي حسن خليل يزور العاصمة القطريّة الدوحة اليوم موفداً من الرئيس بري الذي كان تلقّى دعوة لزيارة قطر. ويصل خليل الى الدوحة بعد يومٍ واحدٍ من وصول وفدٍ من حزب “القوات اللبنانيّة”.
انفجار المرفأ
وفي ملف داخلي آخر، نفذت جمعية “أهالي ضحايا وشهداء تفجير مرفأ بيروت”، ظهر اليوم وقفة، بعنوان “الضحايا ما بدن إلا العدالة والعدالة واجب عليكم”، أمام قصر العدل في بيروت، بمشاركة فوج إطفاء بيروت وحشد من أهالي الضحايا والشهداء ومتضرري انفجار مرفأ بيروت، رافعين اللافتات التي تطالب بعدم عرقلة التحقيق وإصدار القرار الظني .