حصاد اليوم- المبادرات الرئاسية بلا فائدة عمليّة لكنها قد تنتج اصطفافات سياسية جديدة
إذا لم تكن المبادرات الرئاسية عقيمة بهدف ملء الفراغ بالفراغ كما هو ظاهر حتى الآن، فإن ذلك يعني أن ملامح اصطفافات وربما تحالفات جديدة بدأت ترتسم في الأفق السياسي اللبناني، شعورًا من بعض الأطراف المعتادة على المحاصصة بأن الوقت حان لدخول حلبة الموالاة لتقاسم ما تبقى من مغانم في الوزارات والإدارات معها.
في الأثناء، يستمر دوران مبادرات الداخل من دون طائل ما دامت العقدة الاساس المتمثلة برفض الثنائي الشيعي التنازل عن مرشحه تواجه المبادرين، وما دام كل هؤلاء في الداخل او الخارج لم يصلوا الى لحظة تحميل المسؤوليات وتسمية معرقلي الاستحقاق الرئاسي بالإسم، لاسباب غير خفيّة.
وفي هذا الإطار، تستمر الاقتراحات والمبادرات في اطار شراء الوقت، وسيبقى الافرقاء على تصلبهم لا سيما الثنائي المتمسك بشماعة الحوار سبيلا الى الرئاسة، والمعارضة في مسار رفضها تقديم تنازلات على حساب الدستور.
خارطة طريق
وفي إطار الجولة التي يقوم بها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، التقى اليوم النائب فيصل كرامي الذي قال “علينا أن نبقي خطوط التواصل مفتوحة للخروج من الازمة الرئاسية التي هي مفتاح كل الحلول، والحوار أو التشاور هو المخرج الوحيد وما طرحه الرئيس نبيه بري خارطة طريق ونذهب من دون شروط مسبقة”. بدوره، اشار باسيل الى انه تم الاتفاق على عدة امور منها وجوب عدم استمرار الفراغ الرئاسي، وقال: “لا حل الا بالتفاهم والتوافق على رئيس، واي رهان على فوز فريق على آخر هو فشل”. وبعد الظهر زار باسيل “تحالف نواب التغيير”، ثم التقى لقاء “التكتل الوطني المستقل” في دارة النائب فريد هيكل الخازن في جونيه.
جولة جنبلاط
ايضا، في اطار جولته على القوى السياسية، التقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من “اللقاء الديمقراطي”، في منزل الرئيس الراحل عمر كرامي، أعضاء تكتل “التوافق الوطني”، فيصل كرامي ومحمد يحيي وعدنان طرابلسي وحسن مراد.
لا رئيس الا بالحوار
في السياق، استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وفدا من تكتل “التوافق الوطني النيابي”، ضم النواب: فيصل كرامي، حسن مراد، عدنان طرابلسي ومحمد يحيى، حيث تم عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤونا تشريعية. وبعد اللقاء تحدث بإسم “التكتل” النائب يحيى، وقال: “لا نستطيع أن نصل الى إنتخاب رئيس للجمهورية إلا بالحوار”. واضاف: “لقد فهمنا من دولة الرئيس أن بعض الكتل وبعض النواب المنفردين ومن خلال اللقاءات والتحاور إستطاعوا التوصل الى نتيجة والتراجع عن المطالب السابقة والقبول تقريبا بالحوار”.
7 أيام
واشارت معلومات صحافية الى ان “برّي وكرامي تداولا بالمبادرات القائمة ولا سيما جهود الخماسيّة وبرّي مصمّم على الحوار الذي طرحه أي 7 أيام حوار تليها جلسات متتالية حتى خروج الدخان الأبيض”.. كما استقبل الرئيس بري الوزير السابق غازي العريضي وبحث معه في الاوضاع والمستجدات السياسية والميدانية.
الخوف على لبنان
من جهته، اعتبر الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إنّ “التواصل بين جميع الأفرقاء السياسين ضروري ومهم في هذه المرحلة”. وأضاف: أنا أشدد على أهمية الحوار من أجل انتخاب رئيس للجمهورية. ورأى جنبلاط في حديث مع موقع “السياسة” أنّ الحوار الذي يطالب به الرئيس بري ضروري وهو الذي ينقذ لبنان، لافتًا إلى أنّ لبنان قائم على الحوار أصلًا. ولم يرَ جنبلاط أي خوف على الأقليات في لبنان رغم فراغ كرسي المسيحيين الأول، بل شدد على أنّ الخوف اليوم هو على لبنان نظرًا للتطورات الساخنة والبلد كله أقليات، على حدّ تعبيره.
جعجع وبري
في المقابل، كتب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على حسابه عبر منصة “إكس”: مرتا مرتا، تطرحين كل يوم أموراً عدة، ومواضيع شتى، واقتراحات جمّة، وتتعبين نفسك وتتعبين الشعب اللبناني معك، وهذه الاقتراحات كلها لا علاقة لها بالموضوع الرئيسي. مرتا مرتا، تطرحين أمورا كثيرة، ولكن المطلوب واحد: الدعوة إلى جلسة انتخابية بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية. مرتا مرتا، إذا كنت تصرّين على الحوار جديا، مع انه ليس معروفا عن العديد من حلفائك انهم جماعة حوار، إذا كنت تصرّين، فبيوتنا جميعا مفتوحة، وممثلونا يلتقون ممثليكم كل يوم وكل لحظة، ونحن جاهزون لأي تشاور كما يجب ان يكون التشاور قبل أي جلسة انتخابية.
لا انتظام بلا رئيس
بدوره، رأى نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، أن “كل ما نقوم به لن ينتظم من دون انتخاب رئيس جمهورية، وهو أمر لن يحصل من دون الكلام مع بعضنا البعض بأي صيغة كانت”. وقال في تصريح بعد جلسة اللجان المشتركة: “أخشى مجددًا ألّا ينتخب هذا المجلس رئيسًا للجمهورية، وأن نبدأ التحضيرات لاقتراح قانون يرمي إلى تمديد ولاية المجلس النيابي الحالي”.
عمليات الحزب
ميدانيا، التصعيد على حاله وقد توسع نحو الهرمل مساء امس. واليوم، أعلن “حزب الله” اليوم انه و”رداً على اعتداء العدو الصهيوني الذي طال منطقة البقاع، قصف مقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع لفرقة الجولان 210 في ثكنة يردن بعشرات صواريخ الكاتيوشا”. واعلن ان “وحدة الدفاع الجوي في المقاومة الاسلامية تصدت منتصف ليل الاثنين- الثلاثاء لطائرة صهيونية معادية انتهكت الاجواء اللبنانية، وأطلقت باتجاهها صاروخ أرض – جو، مما أجبرها على التراجع باتجاه فلسطين المحتلة”. كما أعلن الحزب، أن عناصره استهدفوا “تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط مستوطنة نطوعا بالأسلحة المناسبة، وأصابوه إصابة مباشرة وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح”. وقال ايضا: استهدفنا مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة والاصابة مباشرة.
نعي 3 عناصر
ونعى “حزب الله” اليوم عباس محمد ناصر “أبو حيدر” مواليد عام 1979 من بلدة طيرفلسيه، وبلال وجيه علاء الدين “باسل” مواليد عام 1984 من بلدة مجدل سلم، وهادي فؤاد موسى “علاء” مواليد عام 1983 من بلدة شبعا في جنوب لبنان.
غارات
ايضا، نفذت اليوم مسيرة غارة استهدفت بلدة الناقورة. وقد افيد عن مقتل شخص جراء هذه الغارة. ايضا، استهدفت مسيّرة مقهى “إكسبرس” في الناقورة حيث افيد عن إصابة صاحب المقهى. واطلقت مسيرة إسرائيلية صاروخا على احد المباني الخالية في بلدة كفركلا.
نكبة حقيقية
في المواكبة الرسمية للتطورات العسكرية، اشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من الاردن الى أنّ “نهج التدمير الذي تتبعه اسرائيل لا سابق له في التاريخ ونختبره يوميا في لبنان على ارض جنوبنا الغالي”. وناشد ميقاتي “دول العالم التدخل بكل قوة لوقف ما يحصل بعد 75 عاما من تجاهل حقوق الفلسطينيين على أمل ان يكون قرار مجلس الامن الرقم 2735 الذي صدر بالأمس والذي نرحّب باسم الدولة اللبنانية الخطوة الاولى ولو متواضعة نحو الاستقرار”. وتابع: “لكم أيها الأحبة أن تتخيلوا حجم الأضرار الحاصلة في لبنان نتيجة العدوان المستمر منذ الثامن من تشرين الاول الفائت”. وأردف: “جنوبنا وأهله أيها السادة في نكبة حقيقية لا وصف لها والعدوان المستمر يمعن في القتل والتدمير والحرق الممنهج محوّلا جنوب لبنان ارضًا قاحلة ومحروقة”.