حصاد اليوم- التيار “البرتقالي” يخوض منفردًا حرب إلغاء ضد قائد الجيش
أبرزت المواقف والتطوّرات اليوم أن لا شيء يضاهي الحرب المستمرّة في الجنوب سخونةً، إلا الحرب في جميع الاتجاهات التي يخوضها “التيار الوطني الحر” منفردًا ضد التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون. وفيما تبقى الأنظار مشدودة الى موقف “حزب الله” المرتقب من هذا الملف، وما سيحمله هذا الموقف من أبعاد داخلية على تحالفاته المستقبلية وتموضعه بعد أن تضع حرب غزة أوزارها، رأت أوساط متابعة أن ما بعد محطة يوم الاثنين المفصليّة، أي بعد اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب، لن يكون كما قبله بالنسبة الى العلاقة بين التيارين “الأصفر” و”البرتقالي”، انطلاقًا من أن جلسة التمديد لعون ستكون بمثابة “بروفا” أولية تحمل دلالات مهمة بالنسبة لأي تفاهم مستقبلي قد يمهّد لقائد الجيش الطريق بين اليرزة وبعبدا.
وبالتزامن مع تعرّض الجيش لهجوم سياسي داخلي يتولاه “التيار الوطني الحر”، تكفّل الجانب الاسرائيلي بمهاجمته “ميدانيا”، حيث تعرّضت مراكزه في الجنوب لاكثر من اعتداء في الساعات القليلة الماضية، فيما بقيت الحدود ملتهبة مع قصف إسرائيلي عنيف لا يميّز بين مواقع “حزب الله” وبين القرى والمنازل الآمنة، في حين تتواصل الاتصالات الدولية، والمساعي الفرنسية خصوصا، لاحياء القرار 1701 وتجنيب لبنان الانجرار نحو الخيار الاخطر في حال استمرت المواجهات على حالها.
قصف اسرائيلي
فقد تعرضت أطراف بلدة كفرشوبا لقصف مدفعي من موقع زبدين بمعدل قذيفة كل حوالي ربع ساعة، وتخلل ذلك تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على علو منخفض في اجواء منطقة العرقوب. وأفيد أنه تم استهداف عمود الإرسال المثبتة عليه كاميرات المراقبة التابع للقوات الإسرائيلية برشقات نارية خراج بلدة الوزاني، التي قصفها الجيش الاسرائيلي بالمدفعية. وأفيد أيضًا عن قصف مدفعي إسرائيلي استهدف محيط بلدات طيرحرفا وبليدا ومحيبيب. كما تعرضت بلدة عيتا الشعب لغارة جوية. وطال القصف المنطقة الواقعة بين الضهيرة وعلما الشعب، ومحيط بلدتي كفرشوبا والوزاني.
بعد الظهر، تجدد القصف على وادي حامول ورأس الناقورة وطال الفرديس وكفرحمام. ومشّط الجيش الاسرائيلي بالرشاشات والقصف المدفعي الأطراف الشرقية لبلدة بليدا. كما مشط محيط موقع العاصي باتجاه منطقة كروم الشراقي. وتعرّضت أطراف بلدة بني حيان ومحيبيب للقصف. وافادت وسائل إعلام اسرائيلية بانه وعقب دوي صفارات الإنذار في “مسكاف عام” تم رصد إطلاق عدد من الصواريخ من جنوب لبنان.
عمليات “الحزب”
الى ذلك، أصدر “حزب الله” عدة بيانات متلاحقة اكد فيها إستهداف تجمع لجنود جيش الاحتلال في محيط موقع المطلة، وموقع رأس الناقورة البحري الإسرائيلي، فرد الجيش العبري باستهداف منطقتيّ راس الناقورة واللبنة واحراجها بعدد من القذائف. كما اعلن “الحزب” استهداف تجمع لجنود العدو في محيط موقع راميا وتحقيق إصابات مباشرة. كما نعى “حزب الله” الشهيد حسن كمال سرور “محمد موسى” من بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان.
فرنسا للـتهدئة وإيران تهدّد
وفي شأن متصل، وبينما يجول وفد أمني فرنسي وصل الى بيروت من تل ابيب، على القوى السياسية حاثّا على تنفيذ القرار 1701 لحماية لبنان من أي حرب اسرائيلية محتملة، أخفق مجلس الامن الدولي، بفعل “فيتو” أميركي، في اقرار قرار لوقف النار في غزة، فعادت ايران إلى التلويح بالأسوأ، مع اشارة وزير خارجيتها حسين امير عبد اللهيان الى انه “ما دامت أميركا تدعم جرائم النظام الصهيوني فهناك احتمال لخروج الوضع عن السيطرة في المنطقة”.
الجميل: “الحزب” يصادر القرارات
تزامنًا، أنهى رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل زيارته الى الولايات المتحدة بندوتين عقدهما بدعوة من “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” و”مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان”. وألقى الجميل محاضرة، شارحاً المخاطر التي يمكن ان يواجهها لبنان بعد انتهاء الأعمال العسكرية لاسيما مع ابقاء قبضة “حزب الله” على البلد ومصادرة قرار السلم والحرب فيه ومنع تطبيق القرارات الدولية. أكد ان “الطريق الوحيد لخروج لبنان من الدوامة التي يدور فيها هو بإعادة إنتاج شامل للسلطة واستعادة المؤسسات وتمتين المؤسسة العسكرية لتقوم بكامل دورها في حماية الشعب اللبناني”.
ملف التمديد للقائد
سياسيا، وبينما تتجه الانظار الى اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب الاثنين، والتي تعدّ العدة لجلسة تشريعية سيكون أبرز بنودها التمديد لقائد الجيش او تأجيل تسريحه، ستعقد على الارجح منتصف الشهر الجاري، لا يزال “حزب الله” يدرس كيفية تعاطيه مع الجلسة العتيدة، وذلك للجمع بين عدم عرقلة التمديد وعدم كسر حليفه “البرتقالي”، في آن. كما ان تكتل “الجمهورية القوية”، ونواب المعارضة، الذين يرفضون التشريع في ظل الفراغ الرئاسي، ينكبّون على تحديد الشكل الذي سيقاربون مِن خلاله الجلسة التشريعية المرتقبة.
في هذا الإطار بلغ الاستنفار “العوني” ضد التمديد المرتقب أوجه اليوم. فقد كتب عضو “تكتل لبنان القوي” النائب جورج عطاالله على منصة “إكس”: “القانون، لا غيره هو أساس بناء الأوطان، أما الأكثريات المُجَمَّعة بكلمة سر معروفة من أجل مخالفته فستقضي على ما تبقى. أكثريات عددية قد تنجح بكسر الدستور والتمديد أو تأخير تسريح قائد الجيش إلا أنها لن تنتصر في النهاية على المتمسكين بالحق”. بدوره، رأى زميله في الكتلة النائب غسان عطالله أنه “إذا كان التوافق شاملا على التمديد لقائد الجيش فليبحثوا عن صيغة قانونية تتيح هذا التمديد، أما “التيار الوطني الحر” فهو يعارض التمديد بالمطلق باعتباره تدخلا سياسيا في المؤسسة العسكرية”، معتبرا ان “كل من يدعم التمديد لقائد الجيش هو نكايةً بجبران باسيل”.
10 كانون يوم عادي
في الإطار نفسه، اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار أن “يوم العاشر من كانون الثاني المقبل، سيكون يوما طبيعيا في حياة لبنان، ويشبه اليوم الذي تقاعد فيه حاكم البنك المركزي رياض سلامة حيث أخبرونا يومها ان الدنيا ستخرب، وعندما ترك اصبح الوضع افضل، لذا يجب ان يطبق القانون في 10 كانون الثاني”. وعن اصرار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على التمديد لقائد الجيش قال حجار: “نحن نقدر صاحب الغبطة ونحترم رأيه، ولكن في بعض المرات عليه ان يكون السبّاق في دعوة اللبنانيين والوزراء والنواب الى تطبيق القانون، فهو فوق الكل”.
جرادي: للرئاسة أيضًا
في المقابل، قال النائب الياس جرادي ان “المؤسسة الباقية الوحيدة هي الجيش وادعو الى الحفاظ عليها وعدم التفريط فيها”. وأضاف: “لست فقط مع التمديد لقائد الجيش انما انتخابه رئيساً للجمهورية لانه الوحيد الذي قد يجمع عليه اللبنانيون”. وتابع: “سأسعى جاهداً ليس فقط للتمديد له في الجلسة التشريعية انما أيضاً تعديل الدستور لانتخابه رئيساً”.
لتفادي الفراغ
من جانبه، اعتبر المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى بعد اجتماعه برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان “ان مقاومة العدوان الصهيوني تبدأ بالوحدة الوطنية التي تبدأ أساسا بالمؤسسات الدستورية وفي مقدمتها مؤسسة رئاسة الجمهورية”. وجدد دعوته الى “وجوب حسم قضية انتخاب رئيس جديد للجمهورية بصفته مؤتمنا على الدستور وعلى وحدة لبنان الوطنية”. كما جدد “الدعوة الى تجنيب مؤسسات الدولة، وخاصة مؤسسة الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الأخرى، أي فراغ في القيادات، الأمر الذي ينعكس سلبا على الأمن والاستقرار في الوطن. فالأولويات الوطنية يجب أن تتقدم على كل المصالح والخلافات السياسية والحسابات الشخصية”.