خاص ـ ضغوط دولية لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان مطلع العام 2024
عام من الفراغ الرئاسي مر على لبنان، وها هو يطوي صفحة عام 2023 من دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إذ أن الجلسات الانتخابية جميعها فشلت بانتخاب رئيس، وحتى التقاطع الذي حصل بين المعارضة والتيار الوطني الحر، لم يأت برئيس جديد.
وفي ظل التركيبة النيابية الحالية وتحالف الكتل، يبدو من الصعب على البرلمان الحالي الاتيان برئيس جديد للجمهورية، وهذا يعود على أن التوازنات الحالية داخل مجلس النواب لم تعط أي فريق من الأفرقاء الأكثرية النيابية، وهذا يزيد من عرقلة الاستحقاق الرئاسي الذي يمارسه فريق المنظومة الحاكمة.
لكن يبدو وبحسب مصادر دبلوماسية عربية، أن عام 2024، هو عام الجهود الدبلوماسية المكثفة لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، وهناك بوادر إيجابية تلوح بالأفق ستقوم بها اللجنة الخماسية مطلع العام 2024، وهذه الجهود تنصب نحو اللجوء إلى خيار ثالث سيتم العمل عليه من قبل الموفدين الذين سيزورون لبنان في الأسابيع الأولى من العام الجديد.
وتقول المصادر الدبلوماسية، لموقع “beirut24”، إن “تحرك اللجنة الخماسية نحو تبني الخيار الرئاسي الثالث يحظى بتأييد باريس وواشنطن، وهو أتى نتيجة مشاورات مكثفة، خلصت إلى أن لا خلاص للإستحقاق الرئاسي في لبنان إلا من خلال الخيار الثالث، خصوصاً بعد فشل كافة المحاولات التي قام بها الأفرقاء في لبنان، واستنزفت كافة المهل الدستورية، والوقت قد حان لإنهاء الشغور الرئاسي المزمن واختيار شخصية رئاسية ثالثة تحظى بتأييد أغلبية من النواب قادرة على إيصال هذا الخيار”.
وتشير المصادر إلى أن الدول العربية بالتعاون مع فرنسا وأميركا، رأت أنه في ظل الحرب الدائرة في غزة، والتي استدعت إلى فتح جبهة الجنوب ساهمت بأخذ القرار وبسرعة واعطاء الضوء الأخضر للجنة الخماسية بالتحرك فوراً لإتمام الاستحقاق الرئاسي في لبنان وتجنيب البلاد من حرب قد تلجأ إليها إسرائيل في أي وقت، بعدما فتحت شهيتها على شن الحروب.
وتلفت المصادر ذاتها إلى أن اللجنة الخماسية كانت قد طرحت في وقت سابق موضوع الخيار الثالث، لكن فريق محور المقاومة أصر على موقفه التمسك بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، أما اليوم وفي ظل النيران المشتعلة في المنطقة، تعمل اللجنة الخماسية على تمرير الخيار الثالث كحل وحيد والزامي لتفادي أي حرب مرتقبة مع اسرائيل.
وتؤكد المصادر أن هناك شبه إجماع عربي وأوربي وأميركي بتكثيف الجهود والوصول إلى انتخاب رئيس حتى لو عارضت إيران هذا الحل، وبحسب المصادر فإن طهران لا تزال ترفض التخلي عن ورقة الرئاسة في لبنان، وما ستقوم به اللجنة الخماسية هو إيجاد أغلبية تؤيد الخيار الثالث ووضع حزب الله أمام الأمر الواقع، وعندها لتحمل من يعرقل هذا الخيار مسؤولية استمرار الفراغ الرئاسي، وتشريع أبواب الحرب أمام لبنان الذي يقف على فهوة البركان.
وبحسب المصادر، فإن هناك وفودًا عربية ستبدأ بالتوافد إلى لبنان مطلع العام المقبل، بالإضافة إلى وفد فرنسي، وهناك إصرار كبير من قبل الرئيس الفرنسي إبمانويل ماكرون بضرورة حل معضلة الرئاسة في لبنان.