حصاد اليوم- تردّدات زلزال إيران تصيب لبنان والمنطقة وتفتح باب السباق على السلطة في الجمهورية الإسلامية
منذ الأمس وحتى إشعار آخر، الحدث الزلزال ما زال في إيران فيما تردداته تضرب المنطقة بأسرها، وهي مرشحة للتمدد الى مساحات أبعد فيما لو أظهرت التحقيقات ما ليس في الحسبان. إنه زلزال مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان وآخرين في حادث مروحية شمال شرق البلاد. خبر واحد من أسطر قليلة بثه الإعلام الرسمي الإيراني صباح الاثنين أنهى أكثر من اثنتي عشرة ساعة من البلبلة وتضارب الأخبار والضياع في الداخل الإيراني وفي العالم، بعدما هبّت دول عدة في الإقليم وخارجه لمساعدة الجمهورية الإسلامية في كشف مصير رئيسها. سريعاً، ووفقاً للدستور، تولى النائب الأول للرئيس، محمد مخبر المقرب من المرشد علي خامنئي، مهام قيادة البلاد، بعد موافقة المرشد، على ان يكون مسؤولا عن ترتيب انتخابات الرئاسة خلال 50 يوماً، فيما تم تعيين علي باقري، كبير المفاوضين في الملف النووي ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، وزيراً بالوكالة خلفاً لعبد اللهيان. إلا أن المتابعين للوضع الإيراني لا يتوقعون أن تسير الأمور بالسلاسة التي تراها أقطاب النظام في ظل صراع خفي على السلطة من المتوقع أن يطفو الى السطح، خاصة وأن رئيسي كان يعتبر أحد المرشحين الأقوياء، إذا لم يكن المرشح الوحيد، لخلافة المُرشد.
حداد في لبنان
بيروت تضامنت مع الجمهورية الاسلامية بعد ان تأكد حدث وفاة الرئيس الايراني ووزير الخارجية، اذ أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مذكرة بإعلان “الحداد الرسمي ثلاثة أيام”، في حين ابرق الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى القيادة الايرانية معزين. وقد نعى حزب الله ايضا “رئيسي.. الأخ الكبير”.
الخارجية تحذّر المفوضية
في الداخل، ملف الوجود السوري ظل في الواجهة اليوم، حيث استقبل وزير الخارجية ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ايفو فريسون. وقال بوحبيب بعد اللقاء: “استدعيت اليوم فريسون وأبلغته بـسحب الرسالة التي وجهتها المفوضية لوزير الداخلية والبلديات، واعتبارها بحكم الملغاة، وطالبته بـضرورة احترام أصول التخاطب مع الوزارات والادارات اللبنانية المختصة، وعدم تجاوز الصلاحيات المنوطة قانوناً بوزارة الخارجية والمغتربين لجهة كونها الممر الالزامي لكافة مراسلات المفوضية وفقاً للاتفاقيات، والمعاهدات، والاعراف الدبلوماسية، وبعدم التدخل في الصلاحيات السيادية للبنان، والتزام القوانين اللبنانية لجميع المقيمين على الاراضي اللبنانية من أفراد ومنظمات، المتوافقة أصلاً مع كل التشريعات الدولية، وبالتزام مذكرة التفاهم الموقعة مع المديرية العامة للأمن العام لعام 2003، والصادرة في الجريدة الرسمية، وتطبيقها نصاً وروحاً”. ولم يفت بوحبيب التلويح بأنه و”في حال عدم التقيد بما ورد أعلاه والتمادي في تجاوز حدود الاختصاص، ستكون الوزارة مضطرة الى إعادة النظر بتعاملها مع المفوضية، أسوة بما اتخذته دول أخرى من اجراءات في حق المفوضية لدى قيامها بتجاوزات مماثلة”.
“المش عاجبو يفلّ”
وتعليقًا على موقف الخارجية، كتب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي عبر حسابه على منصة “اكس”: ليكن الإنذار الموجّه إلى السيد إيفو فريسون بمثابة الأخير قبل إعلانه “شخصا غير مرغوب فيه ” Persona non grata في لبنان. لا دخل للمفوضية او غيرها بأي قرار سيادي يتخذه لبنان حرصاً على حماية مصالحه العليا. “المش عاجبو يفل”.
تطورات الرئاسة
في تطورات الملف الرئاسي الذي عاد الى الواجهة نسبيًا بعد بين اللجنة الخماسية، رئاسيا، اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان مبادرة الخماسي، “ليست المحاولة الأخيرة للجنة، ولكن لا يعني ذلك أنّنا سننتخب رئيساً بعد أسبوعين، إذ هي خطوة إضافيّة على طريق “الخماسيّة” التي تعمل للرئاسة أكثر من بعض الفرقاء اللبنانيّين، خصوصاً من يقومون بتعطيلها، بينما تسعى هي الى البحث عن مخارج”. واعتبر جعجع في حديث صحافي، أنّ “رئاسة الجمهوريّة مسألة لبنانيّة بامتياز، وعلى النوّاب تحمّل مسؤوليّاتهم، وخصوصاً رئيس المجلس النيابي”. اضاف “لست متفائلاً كثيراً، ولكن على اللجنة الخماسيّة أن تتابع عملها عبر الضغط على محور الممانعة لكي يكفّ عن دوره التعطيلي”.
غارات وقتلى
ميدانيا، شنّت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارتين متتاليتين على حي سكني وسط الناقورة واطلقت عددا من الصواريخ قبل ظهر اليوم. فدمرت منزلين، وألحقت أضرارًا بمنازل أخرى. ثم اغارت مسيّرة على محيط تواجد فريق من الدفاع المدني في الهيئة الصحية وافيد عن اصابة أحد المدنيين. واستهدف الجيش الاسرائيلي ايضا اطراف الناقورة (حامول) بالقذائف المدفعية. واغار الطيران الحربي الاسرائيلي مستهدفاً بلدة ميس الجبل. وافيد لاحقا عن سقوط 4 قتلى وعدد من الجرحى في الغارتين الاسرائيليتين على بلدتي ميس الجبل والناقورة.
وفي وقت لاحق، شنّ الطيران الحربي المعادي غارة على بلدة العديسة في محيط “البانوراما”، وغارة أخرى على حولا. واستهدف القصف المدفعي اطراف بلدتي راشيا الفخار وكفرشوبا – قضاء حاصبيا، كما استهدف القصف وادي هونين واطراف مركبا.
عمليات الحزب
من جهته، نعى “حزب الله” “الشهيد عباس مهدي مهدي “أبو الفضل” مواليد عام 1997 من بلدة الناقورة في جنوب لبنان، والشهيد رائف عبد النبي مليجي “ربيع” مواليد عام 1957 من بلدة الناقورة، والشهيد حسين علي حسين من بدنايل”. وفي وقت لاحق نعى “حزب الله” “الشهيد ميلاد عدنان الحجيري “هادي” مواليد عام 1993 من مدينة بعلبك”، و”الشهيد محمد عباس عباس “محمد جواد” مواليد عام1997 من بلدة باريش في جنوب لبنان”.
واعلن الحزب انه “ورداً على الاعتداءات الاسرائيلية على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الامنة وخصوصاً الاعتداء على بلدة الناقورة، إستهدف مقر الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ بركان ثقيل ما أدى إلى تدمير جزء منها وإصابة عدد من جنود العدو وإشتعال النيران فيه”. واستهدف ايضا “موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وحقق فيه إصابات مباشرة”. واستهدف “ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالقذائف المدفعية وأصابها إصابة مباشرة”.