حصاد اليوم- توافق نيابي مرتقَب في جلسة النزوح والخماسية تجتمع لإخراج الملف الرئاسي من الثلاجة
ما يحصل في لبنان أمر يثير العجب. ما اجتمع اثنان من السياسيين إلا وكان النزوح السوري ثالثهما. ما حط مسؤول دولي في مطار بيروت في بداية جولة على القيادات السياسية إلا وكان ملف النزوح على رأس جدول الأعمال. ما مرّ يوم أحد إلا وكان النزوح بعد الإنجيل مباشرة، من بين ملفات أخرى، حاضرًا في عظة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، والمطران الياس عودة في الأشرفية. ما أقيمت صلاة جمعة إلا ودخل النزوح بشكل أو بآخر في الخطبة. ما يحصل يدعو الى التساؤل: لماذا هذه الاستفاقة المفاجئة والمتأخرة، وهل يمكن أن تؤدي الى النتائج المرجوة؟
في هذه الأجواء تنعقد الجلسة النيابية غدا الأربعاء في ساحة النجمة للبحث في مسألة الوجود السوري في لبنان، واصدار توصية الى الحكومة في شأن الهبة الاوروبية من جهة، وكيفية التعاطي مع هذا الوجود من جهة ثانية. وقد اثارت هذه المعطيات مخاوف لدى اوساطٍ معارضة من ان تكون المعالجةُ الجدية للتحدي الوجودي، سقطت باكرا، حتى قبل الجلسة، في ظل دَفعٍ واضح مِن “حزب الله” لاستخدام الملف لخدمة سوريا، و”حرصٍ” رسمي على مراعاة دمشق.
لقاء تشاوري
على اي حال، عُقد اليوم بعيدا من الاعلام، لقاء تشاوري في مجلس النواب بهدف وضع تصور موحد لاطار مسودة القرار او التوصية التي ستصدر عن الهيئة العامة حول ملف النزوح السوري. وشارك في اللقاء النواب: جورج عطالله، حسن فضل الله، حسين الحاج حسن، جورج عدوان، علي حسن خليل، طوني فرنجيه، أحمد الخير، هادي أبو الحسن، نعمة افرام، عدنان طرابلسي، طه ناجي، جميل السيد وقاسم هاشم.
النزوح في السراي
الى ذلك، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي يتوجه الى البحرين غدا للمشاركة في القمة العربية، سلسلة اجتماعات ولقاءات في السراي، فاستقبل سفير إيطاليا الجديد في لبنان فابريتسيو مارتشيلي الذي أعلن بعد اللقاء “بحثنا الأوضاع في لبنان، كما عرضنا مسألة النازحين السوريين في لبنان والمؤتمر الذي سيعقد في بروكسل بشأن هذا الموضوع، اضافة الى الإجراءات التي سيتخذها لبنان في هذا الملف… كما استقبل رئيس الحكومة وفدا من الحملة الوطنية لإعادة النازحين السوريين برئاسة المنسق العام النقيب مارون خولي.
العودة الآمنة متوافرة
في المقابل، زار وفد من تكتل “الجمهورية القوية” وجهاز العلاقات الخارجية في حزب “القوات اللبنانية” سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال، في مقر سفارة الاتحاد في بيروت. وتم خلال اللقاء عرض ملف النزوح السوري “ومخاطره الداهمة بشكل مفصل من قبل الوفد، وضرورة عودة السوريين إلى مناطق آمنة باتت متوافرة سواء الخاضعة للنظام أو تحت سيطرة المعارضة، كما ضرورة توفير المساعدة لهؤلاء داخل سوريا. فبالنسبة للقوات مسار عودة السوريين إلى بلدهم بدأ ولن يتوقف”. الوفد الذي استمع أيضاً إلى موقف الاتحاد الأوروبي من خلال السفيرة، قدم للأخيرة الكتاب الذي وجهه التكتل إلى المكتب الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت، وتم شرح وجهة نظر حزب “القوات اللبنانية” والخطوات الميدانية التي بدأ في اتخاذها بما بخص الوجود السوري غير الشرعي في لبنان عبر حث البلديات على “تطبيق القوانين والتعاميم الرسمية ذات الصلة”.
الملف على السكة
على الارض، نظمت المديرية العامة للأمن العام عبر معبري الامن العام الحدوديين في الزمراني – عرسال والقاع، عودة طوعية شملت نحو 330 شخصًا من السوريين الموجودين في لبنان كانوا سجلوا اسماءهم لدى مراكز الامن العام لتأمين عودتهم الى بلادهم. واكد المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري أن “هذه القافلة تشكل بداية وانطلاقة جديدتين لمسار طويل يتطلب رعاية رسمية، ومتابعة وتواصل مع الجانب السوري ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لحسن التنفيذ ووضع هذا الملف على سكة الحل النهائي”.
الملف الرئاسي
على صعيد آخر، تتجه الانظار الى اللقاء الذي يُعقد غدا لسفراء الخماسية الدولية في السفارة الأميركية في عوكر، حيث سيؤسس لحركة جديدة يقوم بها السفراء سيستهلونها من عين التينة، لمحاولة إخراج الملف الرئاسي من الثلاجة. ويستعجل الخماسي الانتخاب وفق ما تقول مصادر مطلعة ليواكب الرئيسُ العتيد التسوية المنتظرة للوضع على الحدود الجنوبية.
وزيرة خارجية كندا
تزامنًا، جالت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي اليوم على المسؤولين. بداية استقبلها الرئيس نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث جرى عرض للأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة في ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة اضافة للعلاقات الثنائية بين البلدين . بعدها توجهت الدبلوماسية الكندية الى السراي حيث استقبلها الرئيس ميقاتي. كما استقبل قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه في اليرزة الوزيرة الكندية، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
غارات وقصف
في الميدان، تواصل القصف الاسرائيلي جنوبا. صباحاً، استهدفت طائرة مسيّرة اسرائيلية حي القندولة غرب بلدة ميس الجبل. وتعرضت اطراف بلدة زبقين قبل الظهر لقصف مدفعي اسرائيلي. وشن الطيران الإسرائيلي غارة استهدفت الأطراف الجنوبية لبلدتي راشيا الفخار وكفرحمام. كما اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على ساحة بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، وادت الغارة الى اصابة مواطن بجروح متوسطة، وتسببت ايضا بتدمير منزل تدميرا كاملا، وباضرار الفادحة بعشرات المنازل المحيطة بالمنزل المستهدف. واستهدف القصف المدفعي بالقذائف الفوسفورية اطراف علما الشعب – الضهيرة ، فالتهمت النيران الاحراج.
عمليات الحزب
في المقابل، اعلن حزب الله انه “وبعد تتبع مستمر لحركة المنطاد التجسسي الذي يرفعه العدو فوق مستعمرة أدميت للمراقبة والتجسس على لبنان، وبعد تحديد مكان ادارته والتحكم به، استهدفه بالأسلحة الصاروخية، فدمّر قاعدة إطلاقه وأفلت منها المنطاد، وآلية التحكم به تم تدميرها بالكامل، وطاقم إدارته أصيب بشكل مباشر ووقع أفراده بين قتيل وجريح”. واعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي عن سقوط منطاد مراقبة للجيش داخل الأراضي اللبنانية بصواريخ أطلقها “حزب الله”. واستهدف الحزب ايضا “مبانٍ يستخدمها جنود العدو الاسرائيلي في مستعمرتي المالكية وافيفيم بالأسلحة المناسبة”. ونعى الحزب اليوم “حسين عباس عيسى “غريب” مواليد عام 1968 من بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان”.